العرب و المستقبل المجهول

أحد, 03/13/2016 - 12:32

شهد الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة جملة من ألأحداث المتقلبة بين الحين و الآخر تبعاً لتغير موازين القوى المرتبطة بها وكذلك الأدوات خاصة التي تلعب فيها أدواراً رئيسية في تبدل تلك الأحداث مما جعل المنطقة و شعوبها تدخل في حسابات لا طائل منها و تكاد تكون معقدة إلى حد بعيد كونها لا يُعرف لها بداية أو نهاية من حيث عدم قدرة اللاعبين فيها على قراءتها بالشكل الصحيح و استخلاص العبر منها لكي يتمكنوا من وضع الحلول الناجعة لدرء أي خطر قد يهدد كيان أمن شعوبهم و استقلال دولهم عندها ستكون في مأمن من عبث الأيادي التي تخطط لذلك من خلف الكواليس لكن حقيقة الأمر لا توحي بذلك لما يدور في خلجات قادة العرب من رؤى غير واضحة المعالم و مواقف متباينة بتباين الوقائع و تبدل الأحداث مما يثير معها موجة من التساؤلات أهمها هل سيكون بإمكان تلك الزعامات مواجهة خطر التجارب البالستية الإيرانية الأخيرة وهي بمثابة رسالة تهديد شديدة اللهجة ترسلها طهران إلى شعوب المنطقة ؟؟؟ خاصة بعد إذ ما علمنا الضعف الذي بدأ ينخر في جسدها بعد اتفاق بازل النووي وما صاحبه من فقدانها لورقة كانت تراهن عليها كعنصر قوة و مصدر تهديد للعالم اجمع و المتمثل بقدرتها النووية الذي ألقى بضلاله على سياستها الخارجية ذات الأطماع التوسعية وما خلفه من انعكاسات سلبية على تلك السياسة التي أخذت تتجه في أنظارها صوب الشرق الأوسط في محاولة منها لبسط هيمنتها المطلقة على المنطقة برمتها مستفيدة من موقف الدول العربية في تخليها عن بوابتها الشرقية المتمثلة بالعراق و الانصهار في مخططات أعداء العراق الرامية إلى تمزيق وحدة الصف العربي و هذا ما استغلته إيران خير استغلال فجعلت العراق نقطة انطلاقها لإعادة هيكلة إمبراطوريتها الفارسية و عاصمتها بغداد وكما جاء على لسان ابرز القادة الإيرانيين فبعد هذه الأحداث و الوقائع التي تحمل في طياتها الكثير من الاستفهامات وفي مقدمتها هل ستكون الكفة لصالح العرب في نهاية المطاف إذا ما اختاروا المواجهة و الوقوف في وجه الغول الإيراني و الحد من أطماعه الاستعمارية ؟؟ وكما يقول المرجع العراقي الصرخي الحسني في معرض قراءته الدقيقة لما تشهده المنطقة من تغيرات متسارعة و تكتلات حربية و سياسية إقليمية و دخول القوى الكبرى في اللعبة قائلاً : (( فبعد الاتفاق النووي اكتسبت إيران قوةً وزخمًا وانفلاتًا تجاه تلك الدول!! وصار نظر إيران شاخصًا إليها ومركَّزًا عليها!! فهل ستختار الدول المواجهة؟!! وهل هي قادرة عليها والصمود فيها إلى الآخِر؟!! )) .

فالعرب بات مستقبلهم مجهول الهوية غير واضح المعالم لما يحمله من تقلبات عدة تحدث هنا و هناك مما يعطي الانطباع الكبير حول غموض الصورة لمصير الشرق الأوسط وما سيشهده من أحوال مختلفة تبعاً لتغير موازين القوى و تبدل الأدوات المتحكمة فيها .

http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1049096276#post1049096276

 

بقلم // احمد الخالدي

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف