من قتل الغروي والصدرين ؟ مها محمد البياتي

سبت, 07/09/2016 - 11:31

من المعروف عند الجميع إن الحوزة العلمية في فترة الثمانيات والتسعينات ملئت بالعملاء والجواسيس للنظام السابق, وكذلك دخول شخصيات لحوزة النجف " مجهولة التاريخ " ويكتنفها الغموض وتدور عليها الشبهات, وأثارت الريبة عند اغلب المجتهدين من العلماء مما دفعهم للاعتراض على وجود هكذا شخصيات, وخصوصا بعد سماعهم إن مثل تلك الشخصيات هو من سوف يتصدى لزعامة الحوزة في النجف , وكان من أبرز المعترضين على ذلك السيد الشهيد الصدر الثاني ( قدس سره ) والسيد عبد الأعلى السبزواري ( قدس سره ) والشيخ الميرزا علي الغروي ( قدس سره ) .

وكان صاحب الموقف الأكثر وضوحا وصلابة والأشد رفضا لذلك هو الميرزا الغروي الذي لم يتخذ أسلوب التقية في التعامل مع هذا الموقف الخطير الذي يهدد الحوزة العلمية في النجف برمتها , وكانت الشخصية الغامضة والمريبة التي اعترض عليها جميع العلماء تتجسد بشخص السيستاني الذي دخل العراق أيام الحرب العراقية – الإيرانية وعن طريق المملكة السعودية , وهذا ما أثار الريبة عند رموز النجف الدينية " لان نظام صدام في تلك الفترة لا يسمح بدخول أي إيراني للعراق بل انه عمل على طرد من يحملون الجنسية الإيرانية , فكيف يدخل شخص إيراني للعراق ؟ ولماذا سمح له نظام صدام بالدخول ؟ .

وكذلك سيرته في تلك الفترة لم تكن معروفة إذ امتاز السيستاني بالعزلة والانطواء ولم يعرفه احد مسبقا حتى إن قال الخوئي للموجودين انه سوف يصلي فيكم شخص سوف يكون من بعدي هو زعيم الحوزة , فلم يكن احد يتوقع أن السيستاني هو ذلك الشخص المعني لأنه جديد على الحوزة ولم يكن معروف , وما إن دخل وصلى بطلبة الحوزة جماعة عرف الطلبة وغيرهم أن هو هذا " السيستاني " فبدأت الحيرة على محيا كل من كان موجود لماذا هذا التفضيل ولماذا هذا الشخص بالذات ؟؟ .

فبدأ المراجع الثلاثة ( الصدر , السبزواري , الغروي ) بالبحث عن حقيقة هذا الشخص وبعد أن ثبت لديهم عدم اجتهاده وانه جاء بأجندة خارجية , اتخذ الشيخ الغروي ( قدس سره ) موقف المعارض لتواجد هذه الشخصية , لما يشكله من خطر على الحوزة خصوصا وعلى المذهب الشيعي عموما , وما أن آلت الأمور للسيستاني بعد وفاة الخوئي بدأ مسلسل الاغتيالات لمراجع النجف وخصوصا من كانوا معترضين وبدأت القافلة بالميرزا علي الغروي (قدس سره ) خصوصا بعد ما أطلق فتوته المشهورة والتي كان ردا على سؤال حول شخص السيستاني وكانت كالتالي : (كثرة اللغط والكلام الذي يثار حول اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني .. فهل هو عالم مجتهد , وهل اطلعتم على كتبه ومؤلفاته , وهل يجوز الرجوع له في المسائل الاحتياطية ؟ نرجو أفادتنا وفقكم الله مع جزيل الشكر ). جواب الميرزا الغروي : بسمه تعالى : ذكرنا مرارا انه لا يجوز تقليد الشخص المذكور ولا تأييده بأي وجه كان , وكذا لا يجوز تأييد من يؤيده .

ختم وتوقيع الشيخ الميرزا علي الغروي ) فبعد صدور هذه الفتوى منه قدس سره بفترة وجيزة تم تصفيته وكانت هذه هي الفتوى التي قتلته لأنه كشف فيها حقيقة شخص مندس جاء لخدمة أجندة خارجية في العراق وهذا ما ذهب إليه الشهيد الصدر الذي أكد أنه من قتل الغروي هو السيستاني من خلال تآمره مع النظام السابق وما كانت إلا فترة وجيزة بعد صدور هذه التصريحات من السيد الشهيد الصدر الثاني حتى تمت تصفيته واغتياله, فهذه هي الحقيقة المخفية عن أغلب العراقيين حيث إن المرجع الغروي تم اغتياله على اثر معارضته للسيستاني الذي تآمر مع النظام الساق على قتله كما قتل الشهيد الثاني ومن قبلهم الشهيد الأول.

وهذا وكما هو ثابت هو ديدن مرجعية السيستاني فبعدما تآمرت على تصفية المرجعيات السابقة مع النظام السابق, نجدها قد تآمرت على مرجعية السيد الصرخي الحسني وناصبته العداء وما حصل في مجزرة كربلاء في عام 2014م خير شاهد, ويقول السيد الصرخي الحسني في المحاضرة الخامسة من بحث ( السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ).. ((ناصبني السيستاني وأصحابي وأضمر لي العداوة, فناصب السيستاني ومؤسسة السيستاني ناصبوا الصدر الأول وأضمروا له العداوة, فناصب السيستاني ومؤسسة السيستاني الصدر الثاني وأضمروا وأظهروا له العداوة, وناصب السيستاني الشيخ الغروي فأضمروا وأظهروا له العداوة حتى أدو به إلى الموت وناصب السيستاني ومؤسسة السيستاني الشيخ البروجردي وأضمروا وأظهروا له العداوة حتى قتلوه وهكذا في باقي العلماء الذين تآمروا عليهم ولا زالوا يتآمرون على الآخرين, إذن من يرفض الرضوخ لهم ومن يظهر علمه ولا يُسلب نور الإيمان ولا يدع الجهاد ولا يدع أمر الله فسيجد العداوة من هؤلاء, سيجد الحرب من هؤلاء, سيجد التشويه والتشويش والتآمر والمكر والكيد من هؤلاء)) .

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف