حدود الشرق الاوسط الجديد/بقلم:سارة عبد الغفور المقطري

ثلاثاء, 03/15/2016 - 09:29

يكتنف الساحة العربية اليوم العديد من المتغيرات التي لا تخفى على احد فبعد اندلاع ثورات الربيع العربي والتي لا نستطيع تسميتها الا كذلك حتى ان كنا نختلف بتلك التسميات الا انها احدثت تغير سياسيا واجتماعيا واقتصاديا بشكل اوبآخر فالي اين وصل التغيير والى اين تسابقت الاحداث بطبيعة الحال المتغيرات التي حدثت ومازالت تحدث وستحدث ايضا يلخصها الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية "CIA"، مايكل هايدن، الذي قال إن الاتفاقيات العالمية التي عقدت بعد الحرب العالمية الثانية بدأت تنهار، ما سيغير حدود بعض الدول في الشرق الأوسط. اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الوطن العربي والعالم كان في جوهرها تقسيم بحسب المصالح و حظت كل من فرنسا وبريطانيا بالقسم الاكبر من الكعكة اليوم المصالح تباينت والسياسات اختلفت وساهمت الثورات في تعرية مصالح كل فريق بل وتغييرها السعودية اليوم تشكل احد المحاور التي باتت تظهر حماقة محمد بن سلمان من خلال تعاطيها مع المتغيرات وقد حاول الملك عبد الله بن عبد العزيز وسبقة فهد بن عبد العزيز ان يخفيها طيلة السنوات الماضية بدبلوماسيته و ان يحافظ علي مصالحة وعلاقاته الى اخر لحظة لكن يبدوا ان سياسة اللعب من تحت الطاولة قد انتهت واستهل سلمان ومن خلفة محمد لعبة قضم الاصابع البداية كانت من خلال الحرب الغير متوقعة على اليمن وماكان الضغط الذي شكلة الحوثيون على هادي وهروبه وغيرها من تفاصيل المشهد اليمني الاحجة من لا يملك الحجة والسعودي كان يذهب لا بعد من ذلك فهو ادرك ان اليمن لم تعد الحديقة الخلفية له , ولدية خيارين اما ان يسلم البلاد لأهلها او ان يستقطع حصته واتى فرار هادي الى عدن هدية للسعودية كي يأخذ تلك الحصة بكل سهولة ويسر ويصبح اليمن الواحد يمنيين في سوريا المشهد مختلف فصلابة الجيش السوري وشدة الرئيس بشار الاسد ومصالح الاطراف الخارجية في بقاء النظام وهشاشة من تسمي نفسها معارضة جعل المشهد يبدوا مختلفا ولايقبل القسمة على اثنين او ثلاثة او اكثر ولا احد يستطيع ان ينكر الدور الروسي الذي بات اليوم يحمل ثقلا يضاهي ثقل الولايات المتحدة قبل الاتفاق النووي مع ايران . نعود لما تحدث فيه مايكل هايدن الذي يقول ان سوريا لم تعد موجودة والعراق لم يعد موجودا، ولن يعود كلاهما أبدا، ولبنان يفقد الترابط وليبيا ذهبت منذ مدة". هنا اختلف معه كثيرفالحقائق على ارض الواقع تقول عكس ذلك.... سوريا عادت بقوة الى المشهد التنافسي والواضح انها بعيدة كل البعد عن التقسيم او الاختفاء والظاهر ان الرئيس بشار الاسد كان ومازال وسيظل هو الرقم الاصعب في تلك الساحة العراق تعيش اليوم امجاد انتصارات يسطرها الجيش العراقي مع الحشد الشعبي ويبدوا ان الولايات المتحدة قد رفعت يدها الشريرة عن البلاد والمهمة انتهت واعتذار توني بلير على حرب العراق الا اكبر دليل على ذلك حتى ان تأخر تقرير تشيلكوتماهو الا لحفظ ماء وجه بريطانيا في اليمن يبدوان الميدان هو من سيحسم الوضع وفي اعتقادي ان عودة احمد علي عبد الله صالح والذي كان يقيم اجباريا في الامارات سيغير المعادلة الميدانية بشكل سريع , وبطبيعة الحال سترضخ السعودية عاجلا م اجل .وحتى ان جرى تقسيم للبلاد وهو الارجح فان ذلك لن يؤثر كثيرا على الوضع في اليمن لان المهمة بعد ذلك ستتركز على الاعمار ومكافحة الارهاب الذي صدرته السعودية الى الجنوب . لكن التغيير الحقيقي وسايس بيكو الجديدة قد تطبق على دول الخليج واولها لسعودية التي تشهد تظاهرات مقموعة مؤخرا في المنطقة الشرقية والمعروفة بالأغلبية الشيعية والذي شكل اعدام نمر النمر بتلك الطريقة الداعشية استفزاز واضح لهم اما تركيا الحليف القديم الجديد للسعودية فقد حشر نفسة في زاوية زعنا فعداء اردوغان للأكراد وإدخاله للإرهاب وتطبيعه المعلن مع الكيان الصهيوني قد يدفع بالبلد الى ثلاث دويلات جديدة اما الكيان الصهيوني فهو الوحيد الذي سيراقب المشهد تارة وبصفق تارة اخرى الى حين من الزمن لترضخ السعودية وتضعف اكثر واكثر ومن ثم يتم الانقضاض عليها .

بقلم : سارة عبد الغفور المقطري

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف