موريتانيا"القادة الخونة"

خميس, 01/16/2020 - 12:28
لبات ولد الفاظل

لقد أصبح من المؤكد أننا نحتاج إلى تعريف موحد"للخيانة"تلك التي توارثتها أنظمتنا السياسية مع بعض التحفظ على"القلة المتماسكة"لعل من أهمها النظام السياسي أيام تأسيس"الدولة الفتية"غيرأن الجدل يأخذنا في بيئة خطابية غير قابلة للتداول إذ كل منا يغني على ليلاه خاصة وأننا  في زمن إنقلبت فيه المفاهيم وسقطت فيه القيم وإنهارت فيه المنظومة الأخلاقية.

إننا اليوم نحتاج إلى أن نعّرف المعرف ونشرح المسلم به وذلك بسبب طغيان العقول الخائنة ومتتبعيها التي لاتزال في محاولة منها لترويج وتنسيق ثقافة"الخيانة"التي صارت تمارس على المجتمع الموريتاني بكل مكوناته ، في ظل النفاق الإجتماعي والسياسي الذي يطفو على السطح والذي نعيشه في حياتنا اليومية .

وإنطلاقا من ذلك فقد نجح"الخائنون"نجاحا باهرا في توطيدها وتعدد صورها القبيحة المذلة للوطن وأبنائه،فعندما تكون "موريتانيا الوطن"بهذه الهشاشة والضعف والإنكسار نتيجة خيانة قادتها الذين قد تسببوا في تأخرها عن من تفوقهم إمكانيات وذلك بفعل تصرفات قادة خائنون تدعمهم كلاب منافقة لتكون بذلك الدناءة والإنحطاط واللؤم والخبث التي ينطوي عليها نفس الخائن ومن هنا تكون"خيانة الوطن"خيانة عظمى.

فأولئك القادة الذين يمكن وصفهم"بالمواطنون الأجانب"أوالجرمون الخائنون الأشبه بأورام سرطانية لا علاج لها سوى الإستئصال لتبقى"وطنيتهم الخاصة"في هذه الحالة هي مجرد"كلمة"لامعنى لها خصوصا عندما ترتبط  بأخلاق كائنات بشرية تظهر بيننا كالفقاعات بين الحين والآخرويبقى الوطن مسلوب يعاني شعبه ويلات الفقر والحرمان من جراء تصرفات المتقوقعون .

ولأن الولاء عند هؤلاء ليس للوطن بالدرجة الأولي بل تحظى الأولوية للقبيلة والعشيرة وتدعمها المحسوبية والجهوية كما أن"للذاتية"دورجوهري وهاجس خيانة عظمى للوصول إلى السلطة بأي ثمن وتحقيق المكاسب الخاصة في ظل العامة .

إن هذا النوع من الخيانة  جريمة كبرى لا تغتفر كون المجني عليه هو الوطن وكل عمل مشين لايمكن  أن يوجد له مبررا كما يحاولون المتغطرسون الذين يبحثون عن إجاد مخرج لقادتهم الأوغاد الذين يسيطرون على البلد ويعملون على تخريبه فيسخرون من هذا المجتمع الجاهل والضعيف ويتهكمون عليه أنهم أوصلوا الوطن إلى أقصى حد من الرقي والإزدهار ولكنهم يكذبوا أنفسهم جميعا بشهادة الواقع الملموس والمعاش يوميا .

فما من عرف أو دين أو عقيدة أو فكر يدعم همجية التصرف التي تتمثل في"الخيانة الوطنية"،إنها وصمة عار ستظل تطارد قادة الجيوب والمنافقين الذين لايستأمنون على شيئ،القطط البشرية التي ترادف نظيرتها الطبيعية لتتفوق بذلك عليها الكلاب من مبدإ الأمانة .

لقد أوصلونا"الخونة"إلى ذروة"الجهل والتأخر والتبعية"وإلى نشري "الفوضى العارمة" وبناء النسيج القبلي المتماسك وغياب الدولة بمفهومها الحقيقي مما يجعنا أقرب لمفهوم القرية الصغيرة التي لم تألف وجه الحضر يوما ،تلك القرية الريفية ذي الخيام المتناثرة التي كانت حاضرة قديما قبل تأسيس الدولة ومازالت تفرض نفسها بقوة لكن بأساليب جديدة تحاول محكاة الحياة الحضرية ولكنها تفشل من أول محاولة لتبقى كما كانت عليه دون إضافة جديد .

للأسف هذا هو واقعنا المر نكتبه بواقعية في محاولة يائسة بقدر جهودنا المحدودة أن نوصل الصورة النمطية لكبار الخونة والمتملقين الذين سطوعلى وطننا وكرامتنا وحقوقنا والذين سيغادرون الوطن حين تقع أول طوبة رملية على الوطن ولهم كل العذر في ذلك لأنهم مواطنون أجانب جاءو لجمع الثروات وسيغادرون بها .

لبات ولد الفاظل

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف