هــل الــطــبــقــة الــوســطــى عــلــى وشــك الانــقــراض؟

أحد, 05/24/2020 - 20:07

 فمن المعلوم أن الطبقة المتوسطة في المملكة هي التي كانت يناط بها حركة التغيير الاجتماعي والسياسي، فعلى أكتاف هذه الطبقة قامت الثورات التي كانت تنادي بتحرير المملكة من الاعتداءات الأجنبية عليها.

كذلك فإن التغير المتواصل الذي أصاب تركيبة الطبقة الوسطى خلال العقود الأخيرة ساهم بشكل كبير في حدوث تلك النتيجة.

 فبعد أن كان قوام الطبقة المتوسطة هو المتعلمون والمثقفون من حاملي الشهادات الجامعية، حيث كان ذلك هو الباب الوحيد لترقي الإنسان من طبقة لأخرى، نجد أنه بدءا من سبعينات القرن الماضي أصبح الصعود الاجتماعي يحدث بلا أدنى مجهود: تحقق ذلك مع أثرياء الدولة الريعية. 

وأدى ذلك في المقام الأخير إلى انعزال الطبقة المتوسطة عن مجتمعها، وظهور التنازع بين أهدافها الخاصة والأهداف القومية التي يريد المجتمع تحقيقها.

ثم بدأ منذ نهاية الثمانينات تفشي الاستغلال السيئ للنفوذ السياسي والواسطة لكي يلعبا دورا كبيرا في الثراء المجتمعي.

 وظهر بعد ذلك انقسام غريب في قوام الطبقة الوسطى، فأصبحت وكأنها عدة طبقات وليست طبقة واحدة متجانسة.

يضاف إلى ذلك أيضا نظرة غالبية أفراد الطبقة الوسطى إلى التعليم، أن الطبقة الوسطى هي التي يرجى منها أحداث الحراك الاجتماعي بفعل الطموح الذي لديها لتغيير وضعها،وقد كان ذلك يتم فيما مضى من خلال التعليم الذي تحرص عليه الطبقة الوسطى ليكون جواز مرورها إلى الترقي إلى وظائف أعلى تدر عليها دخولا أكثر تساهم في ترقيتها إلى الطبقة الأعلى.

 على أنه بمرور الوقت تلاشى مفهوم الطبقة الوسطى التي تعتمد على نفسها وتبني ذاتها من خلال التعليم لتتبوأ أعلى درجات الصعود الاجتماعي، بل وأصبحت النظرة إلى التعليم نظرة ازدراء وعدم اكتراث، وهذه هي الطامة الكبرى التي ترتبت على ذلك.

إذن ساهمت كل هذه العوامل مجتمعة في تغير فكر الطبقة الوسطى وقوامها، ومن ثم نظرتها للمجتمع ومساهماتها في حل مشكلاته، وذلك بصورة جذرية عما كان عليه الوضع سابقا، وهو ما نتمنى أن يتغير سريعا لكي تعود الطبقة الوسطى إلى دورها في الحراك الاجتماعي المنشود لرقي مجتمعنا

بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف