كبش الفداء!

خميس, 06/25/2020 - 14:22
الديماني ولد محمد يحي

مثال حي: عندما لايتوفر موظف من الفئة أ(عامان بعد المتريز)، على قطعة أرضية صالحة للسكن؛ بله سكنا لائقا، بعد ست وعشرين عاما من الخدمة في بلده؛ فعندئذ يمكن الجزم بأن فسادا ما وقع طيلة هذه الفترة!

فساد ست وعشرين عاما لايمكن بحال من الأحوال أن ينسب إلى شخص واحد، تماما كما أن المتضرر منه ليس فردا واحدا من هذه الفئة! 

فما الذي يحدث في كل ست وعشرين عاما مع أفراد هذه الفئة؟

وكيف يفلت المفسدون من الكشف عنهم(قبل عقابهم)، في كل مرة؟

لاشك أنكم تتذكرون جميعا، أنه كلما وقع تغيير على مستوى هرم السلطة،  يقوم الحكام الجدد بإعلان الحرب على الفساد وفي الغالب الأعم يجند لهذه الحرب الجميع من دون استثناء، وتسن القوانين وتفعل أجهزة الرقابة، غير أنه مع الوقت، يتم التركيز على الماضي وتشنيع ما تم فيه من تلاعب بمقدرات البلاد، لنحصل في النهاية على إدانة رأس النظام السابق بكل تلك الجرائم مع وقف التنفيذ غالبا!

وفي الأثناء وانتهازا  لفرصة تركيز كل الأجهزة على الماضي لمحاولة كشف خيوط الجريمة السابقة، ينهمك المفسدون في ارتكاب جرائم أشنع تمهيدا لتسجيلها باسم رأس النظام بعد انصرافه وهكذا دواليك..! 

تجربتي مع مهندسي جرائم "الست والعشرينات" السابقة تجعلني أشك في جدوائية(حتى لا أقول مصداقية) أي حرب على الفساد لاتحشد كل الإمكانات من أجل التركيز على الحاضر؛ بل وتجاهل الماضي!

ختاما، سيدي الرئيس، حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم، عاملوا هؤلاء المفسدين بنقيض قصدهم، وركزوا على حفظ الموجود، لإبطال سحرهم!

#الالتزام

حفظ الله بلادنا من كل مكروه وزادها رفعة وأمنا ونماء.

الديماني ولد محمد يحي

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف