المدينة..وشلة الحرامية

ثلاثاء, 07/07/2020 - 16:21
محمد حسن الساعدي 

مدينة لاتعرف النظام ولم تكن يوماً تحت سلطة أي قانون سوى قانونها هي ، يسكنها الناس الفقراء وهمهم لقمة عيشهم ، وعلى الرغم من سطوة الأحزاب فيها ، خصوصاً التيار الصدري الذي يمثل فيها عدد لابأس به ، حيث نال أعلى الأصوات في البرلمان الحالي ، ولهم أكثر من 100 مسؤول ومئات من المدراء العامون، ناهيك عن الهيمنة على الأجهزة الأمنية والخاصة ووسائل الإعلام، إلا أنها ما زالت تقبع تحت خط الفقر والتخلف، فما زالت الشوارع مكسرة ، وسوء الخدمات المقدمة إلى المواطن في أردئها ، ناهيك عن الأنقاض والازبال التي وصل الحال بها ترفع بواسطة الشفلات وسيارات الحمل،إلى جانب انعدام النظام في المدينة من الالتزام بالإشارات المرورية التي اختفت من المدينة تماماً، وملف التجاوزات الخطيرة على أملاك الدولة ، حيث سيطرت المافيات والعصابات على أملاك وأراضي الدولة وتحويلها إلى قطع أراضي وبيعها بشكل مباشر للمواطنين ، وهو الأمر الذي سبب ضغطاً كبيراً على مجمل الخدمات كالماء والكهرباء والمجاري وغيرها من وسائل الخدمات إلى جانب ذهاب التخطيط العمراني من المدينة ما جعلها عرضة للانهيار في اغلب بناها الإستراتجية .

الفقر والحرمان هو الجامع المشترك الذي يجمع بين طبقات المجتمع فيها،إلى جانب تلف البنى التحتية للمدينة والتي تعاني من قلة الصيانة وعدم قدرتها على الزيادة المستمرة في عدد السكان، وطفح المجاري في اغلب قطاعات المدينة،وهو أمر تعود عليه أهلها،ويعتبروه جزء من حياتهم اليومية،وعندما تتجول في المدينة تجد مدى الخراب الذي حل بالشوارع والبنى الأساسية للمدينة .

المدينة فقدت الالآف من شبابها في حروب رعناء قادها النظام البعثي ، إلى جانب ما تعرضت له المدينة من صراع طائفي بعد عام 2003 والذي سبب انتشار الموت والحزن بين أهلها ، وامتلئت البيوت بثوب الحزن على ابن أو أخ ، وامتزجت مرارة فقد الأحبة مع مرارة الفقر المتقع الذي ملئ المدينة وجعلها تعيش حالة الفقر اليومي المستمر . 

في كل انتخابات يسعى السياسيون إلى التقرب من أهلها لعلهم يحصلون على أصوات هنا أو هناك، وبعد عام 2003 سعت جميع الكتل السياسية إلى الحصول على أصوات لها في مدينة الصدر ، إلا أنها ظلت حكراً للتيار الصدري ، والذي أستطاع أن يفرض سطوته أمام سطوة القانون ، إذ لايمكن لأي مقاول أو رجل أعمال أن ينشأ عمل أو مشروع ما لم يكن هناك موافقات من تلك الجهة السياسية ، لذلك نجد ان عمليات الاعمار في المدنية لاترقى إلى مستوى النهوض العمراني بالمدينة وباتت مجرد ترقيعات إلى ترقى إلى مستوى الطموح . 

اعتقد وكما يرى الكثير من أهل الاختصاص في علم الاجتماع أن يصار إلى أن يمارس النواب هناك دورهم وواجبهم تجاه مجتمع انتخبهم ليكونوا ممثلين لهم في البرلمان ، إلى العمل المكثف من اجل تثقيف هذا المجتمع من خلال الدورات الاجتماعية والثقافية والتربوية وفي مختلف التخصصات من اجل النهوض وتوعية المجتمع ، في ضرورة نبذ التصرفات والعادات الدخيلة التي دخلتن إلى المدنية وحولتها من مجتمع عشائري متماسك إلى مجتمع تسوده العادات والتقاليد من ملابس غريبة ، وسلوك مشين لا يرقى إلى حجم وتضحيات هذه المدينة الجريحة .

محمد حسن الساعدي

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف