موريتانيا بين هزات الوباء وقاطرة "تعهداتي"....عام للنسيان وآخر للإنتظار(خاص)

خميس, 12/31/2020 - 13:42

صخب وقلق وتخوف وانتشار هكذا كانت صفعات الوباء تتوالى خلال العام ، وارتفاع في نسبة تصدير الحديد والذهب والسمك والصفقاتهكذا يتلخص واقع المواطنين،بشارة بطعم الوباء وفرحة بلون الطموح والإنتظار

ففي بداية العام الأول من حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني كان الحلم كبيرا والواقع يحبس الأنفاس انتظارا لتجسيد ما أعلن عنه الرئيس في خطاب التنصيب على أرضية الواقع

ليخطوا الرجل خطوات صامتة وغامضة حسب رأي الكثيرين واضعا أمامه "تعهدات" ارتطمت بحائط خزينة خاوية واقتصاد منهك بالديون وبطالة تختطف مآت الآلاف من الشباب وقطاعات تئن تحت الركام وووو... وشعب يريد الفعل قبل القول بعد أن استشاط غضبا بسبب ماعاناه من العيش داخل الأنفاق المظلمة 

 

 

 الضربة الأولى والثانية

 

كان الواقع في أول أيام ولد الغزواني داخل القصر يتسم بنوع من الصمت والحيرة والتأهب استعدادا لخوض معركة شرسة بين الوفاء بالتعهد والشجاعة لقول الحقيقة

فوجد قتصادا اختطفته الديون وقطاعات انهكها سوء التسيير وأكلتها الصفقات المشبوهة وزبونية ورشوة ترعرت داخل كل الإدارت والمؤسسات الحكومية وفساد عم الأرض والبحر والسماء هكذا كان الواقع حسب رأي أغلب المواطنين والكثير من متتبعي الشأن العام

فكانت بداية العام عصية تستوجب رحلة إنقاذ شجاعة من أجل المواطن والوطن ليتم الإعلان عن لجنة تحقيق برلمانية كلفت بكشف الفساد وتوجيهه للعدالة من أجل استرجاع أموال الشعب ...ولازالت كل الملفات تتراقص بين أروقة العدالة وشرطة التحقيق في انتظار الاسترجاع أو التجاهل والنسيان وكذا كانت الضربة الأولى

أما الضربة الثانية فكانت أقسى وأمر حيث دخل فيروس كورونا من النافذة ليحطم كل الأبواب ويبعثر أوراق صناع القرار والمواطنين معا

مرت موجة الأولى بكل قساوة وشراسة حيث عرت واقع القطاعات الحكومية وواقع الإقتصاد ودمرت أحلام وطموح الجميع حيث اتضح للأكثرية أن المواطن كان يعيش بدون دولة على المستوى الاقتصادي والصحي

هنا اعترف ولد الغزواني للجميع أمام الإعلام أن الوباء فضح كل شيء في دولة العشرية أو ماسبقها أو هما معا

فحاول الانقاذ بلغة الاعتراف واستشرت صفقات التراضي والنجدة برجال الأعمال والخيرين من أبناء الوطن

من أجل هبة وطنية للتعاون في مواجهة كورونا فكانت النتيجة جمع المليارات تحت عنوان (صندوق كورونا) للتخفيف من آثار الجائحة

وما هي إلا اشهر معدودة حتى اجتاحت الموجة الثانية من الفيروس البلاد وتسللت فيها بشراسة أقوى من الأولى

فبعثرت الأوراق المتساقطة بسبب الضربة الأولى

وفي الجانب الآخر شهد العام الماضي تحسنا ملحوظا في إنتاج شركة "اسنيم" من الحديد وارتفاع مبيعاتها زيادة على التحسن الذي شهده قطاع الذهب ...ناهيك عن توفر التنقيب عن الذهب السطحي وفرص الثراء السريع كلها آفاق واعدة وضعت الشعب في قفص الإنتظار

 

صفعة التدوير وترويض المعارضة

 

وفي خضم الواقع الاقتصادي والاجتماعي أصيب الحكم الجديد بوعكة دفع من خلالها ثمن سهام النقد بسبب التدوير الذي انتهجه في التعيينات حيث وجه البوصلة تجاه الأوجه المحروقة والمشمولة في ملفات التحقيق لإعادة صناعتها من بوابات المناصب السامية ...مما تسبب في رفع سهام النقد الحاد لنهج الرئيس في تعييانته لهؤلاء كما أنه أدى لتراجع شعبيته بألف خطوة إلى الوراء

وتسلحت الرئاسة لذلك بإسكات المعارضة وترويضها على طاولة الرئاسة عبر اللقاءات والتنظير الحوارات السرية احيانا

ليبقى السؤال المطروح أي عام ينتظر الشعب بعد مرور عام للنسيان؟

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف