تدمير شباب الريف من أجل الاغتناء غير المشروع

أحد, 01/17/2021 - 22:45

رغم قامتها القصيرة، إلا أن خفة يدها تصل إلى عش الدبابير، على كل شيء يلوح حولها، وتأتي على الأخضر واليابس بدون حشمة ولا حياء، تطلعنا الصحف دائما عن حالات الاغتناء غير المشروع والفساد واستغلال النفوذ والارتشاء وفساد الذمم، إلا أن هذه الحالة التي نحن بصددها تتميز بسريالية خارقة وبعلو كعبها في إتقان فنون الارتقاء الاجتماعي في خمسة أيام بدون معلم. يعلم الجميع أن الاغتناء السريع وغير المشروع لا يمكن أن يكون هكذا بدون مقدمات وبدون مؤخرات أيضا، غير أن صاحبتنا قفزت طولا وعرضا ولم تلتفت وراءها، وفضلت السرعة القصوى من واعظة بسيطة بالمساجد إلى ميليونيرة، وكانت البداية بالارتزاق بالريع الجمعوي،  حيث كانت تبتز إحدى البلديات التي كانت عضوة ضمن أقلية مجلسها، وتقايضها بتلبية طلبات عديدة، قبل أن تعود الى ذات البلدية بعضوية في المكتب المسير بصفتها رئيسة للجنة التعمير، فكانت الكارثة في الارتشاء والاغتناء غير المشروع من خلال منح رخص أحادية وشواهد ادارية غير قانونية بمبالغ مالية خيالية، عبر خلق شبكة محترفة من السماسرة والمنعشين العقاريين وبعض تقنيي البلدية. وحيث أن جشعها لا حدود له، فلا بد من التفكير في اقتناص المزيد من فرص الكسب غير المشروع، وكانت الوجهة إلى نادي شباب الريف الحسيمى لكرة القدم، حيث حصلت على منصب مديرة النادي بتدخلات وطرق ملتوية يعرف جيدا الرأي العام الحسيمي تفاصيلها، براتب شهري وصل تدريجيا إلى أربعة ملايين سنتيم بدون احتساب ما تنقض عليه من تحت الطاولة. رغم أنها لم تدرس التسيير قط في حياتها وكل ما تملك إجازة في الدراسات الاسلامية حصلت عليها بترجيح النقل على العقل. باستغلالها كل الطرق المؤدية إلى الاغتناء غير المشروع، من العمل الجمعوي والسياسة إلى الرياضة والتعمير، وفي مدة وجيزة جدا تمكنت صاحبتنا من شراء عدد من العقارات والسيارات، كانت آخرها سيارة جديدة من نوع ميرسيديس آخر صيحة تقارب خمسين مليون سنتيم، واستغرقت وقتا طويلا للبحث عن وسطاء مع السلطة المحلية لمنحها شهادة السكنى بالرباط، التي تخولها حق تسجيل سيارتها الفاخرة بذات المدينة بلوحة ترقيم تحمل (1- هـ) لتتباهى على أبناء المنطقة الذين استنزفت جيوبهم نظير شواهد ورخص التعمير، وساهمت في تخييب آمال الجمهور الحسيمي بخصوص انتكاسة فريق شباب الريف بسبب الفساد المستشري في التسيير والعشوائية في التدبير. وآخر ما يتداوله الرأي العام الحسيمي من معلومات، أن صاحبتنا بصدد إحداث مكتب الدراسات في مجال الهندسة والتعمير والبناء بشراكة مع زميلها في الفساد، التقني المتقاعد حديثا من البلدية الذي عاث فسادا واجراما في حق الانسان والمجال بامزورن. والخلاصة أن التعجيل بالاغتناء غير المشروع رهين بالانتقال في رمشة عين من الوعظ والإرشاد إلى السياسة والتعمير والرياضة وأشاء أخرى. وحيث أن الاغتناء غير المشروع جريمة يعاقب عليها القانون الجنائي، فإن الرأي العام الحسيمي يجدد مطالبته للسلطات الوصية والنيابة العامة المختصة بالتحقيق في الموضوع واجراء افتحاص دقيق لممتلكات المعنية بالأمر التي حصلت عليها بطرق غير قانونية وغير أخلاقية، من شأن هذه الخطوة المساهمة في تطهير الحياة السياسية بالمنطقة وتحفيز الشباب للمشاركة السياسية وتحسين منسوب التفاؤل والثقة في المؤسسات

 وليدي محفوظ هولندا

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف