متى يتم القضاء على ظاهرة تدوير المناصب في موريتانيا؟ "خاص"

جمعة, 02/26/2021 - 16:45

نواكشوط ـ وكالة العرب الإخبارية " خاص"

ظاهرة التدوير ظاهرة سيئة رافقت جميع الأنظمة التي حكمت موريتانيا، منذ المختار ولد داداه إلى معاوية إلى ولد عبد العزيز، وها هي اليوم تحاك أمام أعين الراي العام وفي صمت من الجميع، فقد ظلت ذات الشخصيات تتقلد المناصب الأمامية، ومع حوث أي تغيير في السلطة أو تنصيب نظام جديد ينتقي على نفس الأسس وتعود الوجوه ذاتها.

مساء كل خميس في السابق وبعد اجتماع مجلس الوزراء يجلس الناس بحماس ولهفة منتظرين الجديد، فيخرج البيان نفسه وبكلمات أفرغت من محتواها، وصادق مجلس الوزراء على المراسيم واتخذ الإجراءات الخصوصية التالية، وحين تعود إليها، إذا بها ذات الشخصيات تخرج من الباب  لتعود من النافذة، وحتى الشخصيات ذات التاريخ الأسود وأصحاب السوابق العدلية، المتهمين في ملفات فساد واضحة، يتم إعادة الثقة فيهم، ويمنحون إدارات أكبرميزانية من ذي قبل؟ فلماذا ؟ وإلى متى ؟

اليوم وبعد تغير النظام  وانتقال اجتماع مجلس الوزراء إلى الأربعاء بدلا من يوم  الخميس، لم يتغبر سوى اليوم الذي يجتمع فيه الورزاء في القصر، ولم يتغير شيء عادت الوجوه ذاتها، وتم اعتبار ذات التقسيمات المعروفة، ولم يتحقق للشعب ما يريد، ولا حصل على ما يفك من معاناته، وكأن موريتانيا خالية من المسؤولين الأكفاء والأطر القادرين على القيادة وإدارة المؤسسات العمومية التي تتحكم في حياة المواطنين.

كتب المدون الجريء الحسن ولد آب : الدبلوماسية المريضة !

فقط بموريتانيا تجد ما يمكن وصفه ب " تعيينات العلاج " وفي أي قطاع ؟ ... قطاع الدبلوماسية الذي لا علاقة لمن هم فيه بالدبلوماسية، فتجد فيه الوزير ( ة ) سابقا والصحفي والشاعز و ..... وزوج أخت جنرال .

- وزير صحة مرض ... الحل تعيينه سفيرا بمدريد .

- خال السيدة " الثانية " مرض ...سفارة له بباريس أفضل من سفارة دكار .

- السيدة " الثانية " إبنها مريض .... الحل تعيينها في السفارة بواشنطن .

- .... الحبل على الجرار .

ومن الغريب في الأمر أنك تجد المسؤول الذي سرق المال العام بإجماع الرأي العام، وحين تعاد فيه الثقة، ويتم تعيينه، لمنصب جديد، يجب ذلك ما سبق عليه من اللعنة، ويصبح وكأنه براء من كل صفة سيئة كانت قد لحقته، ويلقب لقبا جديدا، لإطرائه وتهنئته على ما حصل.

إن المعايير التي تتحكم في التوظيف في موريتانيا، مبنية على الفوضوية كبيرة ومبادلة في المصالح، كما يتبع في التعيينات بعض الموازنات الاجتماعية التي لا تقدم و لا تؤخر، من بين جملة من الأساليب الطفولية، والتي لا يتمتع أصحابها بأي شروط الكفاءة، وهذا مشاهد في جميع الإدارات العمومية في موريتانيا.

إن موريتانيا اليوم محتاجة لجهود أبنائها المخلصين، لإنهاء ظاهرة التدوير وتحقيق العدالة الاجتماعية، والتركيز على التخصص بدل النفاق في الولاء ومنح التوظيف بالمقابل، لجعل الرجل المناسب في المكان المناسب، والقضاء على الغبن واحتكار المناصب الهامة في الدولة.

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف