القَشمَر ؟

خميس, 04/08/2021 - 21:10

قشمَر : تُجمع على ( قَشامُر ) وهي من المُفردات الشائعة في العراق وبعض دول الخليج : تستعمل لوصف الاشخاص من ذوي المدارك المُتواضعة . أي العبيط الذي يسهل خداعهُ . أصلها فارسية تتكون من مقطعين هُما ( غاش ) تعني قليل الفهم . و ( مار ) تعني : مريض أو معلول في نباهتهِ  .أما في العربية الفصحى ( غشمر فلاناً ) فتعني : ضَلَلَهُ وتَهَضَمَهُ . ذكرتُ في أعلاه كلمة ( عَبيط ) وهي عربية فُصحى تُستخدمُ في اللهجة المصرية بمَعنى : الأبله أو الأثول بينما جذرها في الفصحى إعتماداً على ( مُختار الصحاح ) تعني : الدم الخالص الطري وفي ( المُعجم الوسيط ) اللحم غير الناضج أو المطبوخ ومنه بالضبط جاء إستعمال العرب لها في وصف بعض الناس بالعبط . وقشمر ايضا : هو اسم لإحدى الحارات الموجودة في حي المشنة بمدينة اب اليمنية . وقَشْمِيرٌ بالفَتْح : هي كُورَةٌ في بلاد الهِنْد بها نَشأَ بَرمَكُ أَبو خالِد وتَعلَّم علم النُّجُومَ والحكْمَة كما ذكر ياقُوت الحموي فلما عاد واصبح سادنا ( للنوبهار : المعبد الذي بنوه في بلاد فارس ليكون بديلا للكعبة المُشرَّفة ) بدل والده . قشمروا  امتنا زمنا طويلا . ليس لانهم اذكياء ابدا . بل لانهم يعرفون ان الطيبة والنسيان تغلب على نفوس اهلنا ولهذا يُؤدون عروضهُم المسرحية التي توحي بتواضعهم دائما قبل الانتخابات وحقدهُم بعدها . وهذا السياسي لايعلم اننا نعرف انه ( سرسري ) وهذه الكلمة معناها : المُتحرش جنسياً . المُنفلت أخلاقياً . الذي يتحرش بالنساء والأولاد! . وسَرْسَري : تُجمع على ( سَرسَرِية ) ولان بينهم نسوة فهنَّ ( سَرسَرِيات ) وتعني في التركية ( العاطل عن العمل ) وفي الآرامية ( السمسار ) وقد وردت في قصائد الشاعر الشعبي الراحل ملا عبود الكرخي :

ضاعَت لحانا صفينةْ ..... ناس غُربة بالمدينة ْ

السَرسَري يِجسَر علينةْ ... والمخنث والزنانة

وزَنانَة  : لفظة فارسية تقال للرجل المتخلق بعادات النساء من حيث الميوعة والرقة في الكلام والحركة . مشتقة من كلمة ( زِنْ ) الفارسية التي تعني : إمرأة أو أنثى . تُستعمل لمعايرة الصبيان والمراهقين اذا لعبوا أو تحدثوا أو خالطوا وجالسوا الفتيات والعكس يُطلقوا عليه كلمة ( مِرْدانَةْ ) ! كقول العراقي ( دَگ دَگة مِردانة ) وهي فارسية ايضا وتعني : اللباس والعمل اللائق بالرجال وهي معكوس مفهوم كلمة زنانة تماماً إذ يوصف بِمردانة الرجل ( الفحل ) المعروف بأفعاله وخصالهِ الحسنة !. كذلك تُطلق كلمة مردانة على دويبة صغيرة معروفة في العراق بإسم الصرصر الأحمر .

والسيبندية يُريدون مِنا ان نُصدق ان هُناك انتخابات . والسْيبَندي : هي تسمية للشرير الذي يخلق المشاكل . وهي فارسية ذات مقطعين : "سيْ " وتعني : ثلاثة و "بند - بندي" تعني : الأطراف فيصبح المعنى ( الأطراف الثلاثة ) أو ( المربوط من ثلاث ) حيث كان المجرم يُحبَس فإذا زاد شَرهُ يُقيد من كلتا يديه فإن أوغل في الركل وإصطناع الضجيج يُقيدون ساقيهِ ويربطون معهما إحدى يديهِ بينما تُترك الاخرى طليقة للإستعمال . وفي زماننا الان اعتقد انها تليق جدا بالثلاثي دائم الاجرام وهُم الصليبيين والصهاينة والفُرس وعُملائهم الساختجية ... 

وساخْتَچي  : كلمة تستعمل لوصف المحتال حصراً . وهي فارسية وتركية تتألف من مقطعين ( ساختن ) بمعنى : تزوير . و ( چي ) وهي تركية تُستعمل للنِسبة كقولنا : قهوچي : نسبة لبائع القهوة . چايجي : نسبة لبائع الچاي - الشاي . وقْمارچي : نسبة للمقامر او نسونچي : نسبة الى محب النساء الذي ادى دور المتواضع الذي امتطى صهوة الكوستر ونسي مُرافقيه ان يجلبوا معهم (التَتيْ ) التي يحتاجها دوما  .والتَتيْ : تستعمل كشتيمة وإهانة لكنها في الأصل لفظة هندية تعني : الوعاء المُخصص لقضاء الحاجة وهي مُرادفة للكلمة العراقية ( القعادة ) التي أُشتق إسمها من القعود . وبسبب نسيانها اضطر الى ان يفعلها في الشارع لأنهُ ادبسز  .

وأدَبْ سِزْ  :تستعمل لكل من لا أدب له . كذلك للمُتحرش بالفتيات حتى وإن كانت كلمة غزل بريئة مُعبرة عن الحُب ولا إساءة لفظية فيها ولو أعجبتها لكنها حتماً ستقول لك من خلال إبتسامتها ونشوتها : أدب سِزْ   !. وأدب كلمة عربية جمعها آداب وهي واحدة من مجموعة كلمات لا حصر لها دخلت إلى اللغة التركية بعد ان أسلموا وقد استعملت بنفس مفهومها العربي لكنهم أضافوا لها ( سِزْ ) وتعني ( بلا ) وتستعمل للنفي ايضاً وهنا تصبح كلمة ( أدب سِزْ ) بمعنى : قليل التربية  . وعلى نفس الوتيرة نقول ( مُخ سِزْ ) و ( عقل سِزْ ) مثل بعض السياسيين و ( دين سِزْ ) مثل ملالي إيران . و ( غيرة سِزْ ) وأحيانا للمفاكهة والمُعايرة ينعتون الرجل الذي فقد قدرته الجنسية ب( سلاح سِزْ ) ! . مثل ابو البواسير ... وفي الحقيقة ان اكثرهُم كانوا كورممشية .

وكور مَمِش : تركية . تُقال للمَحروم من النعمة والجاه ( اللي ما شايف ) كذلك تستعمل لمن لديهِ دناءة نفس ولا يهمهُ أن يُهان من اجل الطعام او يبخل بصورة واضحة مع ضيوفه ولمن يُفِرطُ ويُبالغ في تعجبه بشيء ما  .بقوا على هذا الحال حتى ضيعوا الصايَة والصرمايَة  : التي هي كناية عن المفلس ويقال في العراق : إمضيع الصاية والصرماية  . والصاية : فارسية ( ساية ) وتعني : الظل والملاذ والحِمى  .أما ( الصرماية ) فهي ( سرماية ) وتعني : رأس المال ويصبح المعنى العام لها هو . من فقد الملاذ والمال وأصبح محتاجاً عاجزاً لا سند لهُ  .كما جرى للعراقيين بعد الاحتلال لما حكموه المقربازية ...  ومُقُرپاژ  :تعني : المحتال المكار المُخادع عديم الذمة . فارسية ( مكرپاژ ) وهي أيضاً من مقطعين ( مكر ) وتعطي نفس مفهوم المكر في العربية . و ( پاژ ) تعني : لاعب . اي اللاعب بعقول الناس . يساعدهم الكثير من البيرات . 

والپيرة :هي كنية للأنثى مذكرها پير  . وتعني : المرأة أو الرجل الذين دخلوا مرحلة الشيخوخة .  والپير في اللغة الكردية والفارسية تعني : المُرشد الديني أو شيخ إحدى الطرق الدينية .  وفي العراق بصورة عامة جاءت هذه الكلمة مع دخول قوات الإحتلال الأنكليزي بعد الحرب العالمية الأولى فقد كان في خدمتهم يومذاك الكثير من الهنود الذين تزاوجوا من المسيحيات وعن طريقهم دخلت الكثير من الكلمات والمُصطلحات إلى اللهجة الشعبية . وفي اللغة الهندية تعني كلمة ( الپير أو الپيرة ) الرئيس أو الرئيسة ولخفة دم البغداديين وطريقة تفسيرهم للكثير من الأمور راحوا يستعملون كلمة ( الپيرة ) كنية للمرأة القوادة التي تُدير أمر فتياتها في منزل اللهو والبغاء فهي رئيستهم ( پيرة ) والجدير بالذكر هنا أن كلمة "peer" في اللغة الإنكليزية تعني النبيل الواسع الإطلاع  .

اما الدَجالْ :  فهي لفظة آرامية ( دَكالا ) بمعنى : الكذاب المُخادع . تستخدم حتى الان في اللغة الكلدانية ( دَكالا ) كتسمية للكذاب . وفي العربية سُميَ الدجال دجالاً لأنه يُدَجِلُ الحق بالباطل . يقول المنجد : دَجَلَ دَجْلاً : كذبَ  .كذلك الدجال تعني : ماء الذهب ! جمعها : دَجالون ودَجاجِلة ومعناها أيضاً الكذاب تشبيهاً بماء الذهب لأنهُ يُظهر خلاف ما يُبطن ومنهُ ( المسيح الدجال ) وهو الكذاب الذي سيظهر في آخر الزمان . وقد يكون دَجَة دَبَنگ دَماغ سِزْ : ويستعمل لكناية الشخص البليد جداً . دَجَة ( ثلاث نقاط للجيم ) هي الدَكة : دكة الباب وهي وصف هنا لأنها جامدة وثقيلة ويطأها كل من هب ودب . دَبَنْگ ( ثلاث نقاط للباء . كاف مصرية ) كلمة فارسية تعني : جاهل أو أحمق ولكن العراقيين يستعملوها للبليد حصراً . ودَماغ سِزْ : الخالي من الدماغ كون كلمة ( سِزْ ) تستعمل للنفي  ...

ليس لدي استعداد لأكون قشمر او  دَجَة دَبَنگ  ولا دَماغ سِزْ فمن لا يرى الشمس ليس اعمى البصر فقط . بل مجنون ولست مستعدا لأصدق الزنانة السيبندية والساختجية الادبسزية الكورممش ... ولهذا لن اشترك في مسرحية الانتخابات لأنني ادرك ان النتيجة المُؤكدة هي (تريد أرنب اخذ أرنب  .تريد غزال أخذ أرنب )...

 

 

مصادر المقال :

معجم اللغة العامية البغدادية : الشيخ جلال الحنفي البغدادي

معجم الألفاظ الدخيلة في اللهجة العراقية الدارجة : رفعت رؤوف البزركان

موسوعة الكنايات العامية البغدادية : عبود الشالجي

صفحات من قاموس العوام في دار السلام : عبد اللطيف ثنيان

 بقلم : محمود الجاف

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف