خطورة التأويل والاستدلال بلا دليل ، ابن تيمية أنموذجاً

اثنين, 01/30/2017 - 10:08
سهى الطوكي

كما يعلم الجميع إن التفكر والتدبر ليس حكراً على أحد دون سواه ؛ بل هو حق مشروع لكل من أتاه الله عقلاً راجحاً ..

ليس هذا فحسب بل الله أراد منا أن نكون من ذوي العقول النقدية ؛  حتى نستخدم عقولنا ونُعمّر فكرنا , ولا يريد منا أن نكون تابعين لكل ناعق , ولكن ما تكلمنا به لابد وان يكون وفق شروط المحافظة على الحدود العقلائية والحفاظ على القيود الإنسانية في كل علم سواء كان هذا التفكر في عالم الذر أم الطب أم غيره ؛ فضلاً عن الدين وعقائده 

 ولكن .. عندما يكون نتاج التفكير والتحليل والتأويل يبتني على محض إستحسانات وذوقيات إنتقائية وإلتقاطية بعيدة عن الدليل والبرهان فهذا ما لا يحمد عقباه ، وسيؤول به الحال إلى الوقوع في الشبهات والبدع ، ولعل من أبرز النماذج الإستحسانية والأستذواقية والذي يجيد فن طبخ الوهم والخيال , بل يتعداه ليقدمها طبقاً ينجذب إليها أصحاب العقل السماعي ، والذين يصدقون ويسارعون إلى تصديق كل ما يقال ويُكتب دون التحقق من وجود الدليل وصحة المعلومة منبهرين ببعض المصطلحات الجديدة وغرابة الادعاءات كما قيل (لكل جديد بهجة!!) هو ابن تيمية ... 

 المشكلة الأكثر تعقيداً حين تكون تلك الاستحسانات والحشويات قائمة وفق منظومة معرفية معمول بها واقعاً ولمئات السنين دون النظر إليها أو تفنيدها , بل الأسوأ عندما تكون بذرة خاطئة في إفهام الناس، وقاعدة هدامـة في فهم مسائل العقيدة والأشنع عندما يفتقد صفة الإقناع والإنصاف ولا يكتفي بهذا القدر، بل تعدى إدراكه بالتفسير الخاطئ لكلام الله، وفهمه السطحي وفق رؤى وهمية وبيانات لصور متعددة , حتى تراه يتهرب من استعراض الآيات التي تكذب مزاعمه وتبطل مدعاه ، فيُهمل ما يريد إهماله ويبطل مدعاه !!، وعليه ومن باب الإفهام وصيانة وحماية لعقيدة الناس من أن يتلاعب بها المتطفلين، أنبرى المرجع الصرخي لدحض تأويلات واستدلالات ابن تيمية وفق رواية ربه الشاب الامرد الجعد القطط ذو النعل الذهبي !!، كما يزعم بها ابن تيمية في رؤياه التي تبينت أنها رؤية عين لا فقط رؤية حلم !! وهنا غيض من فيض ما ذكره الصرخي الحسني في بحثه: "وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري"، في الرد على تأويلات ابن تيمية وبعض من خروقاته في التجسيم للذات الإلهية حيث يقول الصرخي معلقاً: إمام الخوارج تيمية يناقض فتوحاته الخارقة البطوليّة!!! 

((وقَفَات مع.. تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطُوري..أسطورة (11): الله شَابٌّ أَمْرَد جَعْدٌ قَطَطٌ..صحَّحه تيمية!!!..أسطورة (2): تجسيم وتقليد وجهل وتشويش..أسطورة (29): ابن تيميّة يَستدِلّ بـ {أبلَغ ما يقال لإثبات رؤية العين}!!: قال شيخ التيمية: {{فتبيَّن أنّ القاضي ليس معه ما اعتمد عليه في رواية اليقظة إلّا قول ابن عباس وآية النجم، وقول ابن عباس قد جمعنا ألفاظه، فأبلغ ما يقال لمَن يثبت رؤية العين إنّ ابن عباس أراد بالمطلق رؤية العين لوجوه:..}}. بيان تلبيس الجهمية:7: 288، أقول:1ـ لاحظ أنّه يتحدَّث هنا عن قول ابن عباس وإثبات أنّه أراد رؤيا العين، أمّا آية النجم فلم يذكرها، 2ـ إنّه يقصد هنا الخبر الرابع الذي ذكره الرازي، حيث إنّ الخبر الخامس قد اعترض عليه شيخ التيميّة وزَعَمَ أنّه في المنام، وأكّد على أنّه في المنام بادعاء أنّه ليس في واقعة إسراء، وأنّه كان في المدينة وليس مكّة!!! الوجه الأول: قال شيخ التجسيم الأسطوري: {{أبلغ ما يُقال لمَن يُثبت رؤية العين إنّ ابنَ عباس أراد بالمطلق رؤية العين لوجوه: أحدها: أن يُقال هذا المفهوم مِن مطلق الرؤية}}. بيان تلبيس الجهمية:7: 288، أقول: { أراد بالمطلق رؤية العين..لأنّ هذا المفهوم مِن مطلق الرؤية}، أي {أراد بالمطلق..لأنّه مِن المطلق}!!! وفسَّر الماءَ بعد الجَهْدِ بالماءِ، إضافة إلى أنّه ناقض نفسه ومبناه في التفريق بين ما يحتمله اللفظ المطلق وبين ما يدلّ عليه!!! حيث ذكرنا في أسطورة (24): رؤية العين بإجماع الأئمة..وتدليس مارقة التيمية!!!: ب ـ (ثم قال ابن تيمية): {...فَدَلَّ الخلّال بذلك على أنَّ حديثَ ابن عباس هذا لم يُقصَد به نفسُ رؤية محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ربّه، وإنّما هو ما رآه ليلة المعراج مطلقًا، فالمطلق يَحتَمِل رؤيةَ محمدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم) ربّه، لكن فرق بين ما يحتَمِلُه اللفظ وبين ما يدلّ عليه..)..

وللمزيد اكثر وفهم مبناه الخطر وكيفية الرد عليه في متابعة كامل البحث والمحاضرات تباعاً لكشف حقيقة وفساد وبطلان دعواه .

goo.gl/dhXTHj

goo.gl/AUvKev

سهى الطوكي

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف