بروتوكولات سرية .. لإخفاء حقيقة توحيد التيمية

ثلاثاء, 02/07/2017 - 09:20
بقلم نوار الربيعي

عندما تخوض نقاشاَ عقائدياً مع شخص ما من مذهب آخر , غير مذهبك وتقول له إن شيخك فلان أو إمامك فلان يقول في الكتاب كذا هذا الرأي أو إنه يعتقد بهذا الإعتقاد , فهذا الشخص وكل أهل المذاهب يوافقون على ما تقول إذا كان ما قلته صحيحاً وكنت صادقاً في النقل, إلا عند التيمية الدواعش فعندما تقول لهم إن شيخكم وإمامكم ابن تيمية وشيوخه وأئمته يعتقدون بالتوحيد الجسمي وبالتجسيم ورؤية الرب , يقولون لك لا صحة لذلك وإن ابن تيمية موحد مُنزه للرب, وهذا الأمر يثير الإستغراب طبعاً!! فكيف ينكرون ما موجود في عقيدة شيخهم ؟ , لكن ما دفع هذا الإستغراب هو إن أتباع ابن تيمية من الدواعش لم يطلعوا على كتب شيخهم هذا أولاً , وثانياً إن شيوخ الدعشنة الفكرية حرموا على أتباعهم أن يطلعوا على هذه الكتب وهذه المؤلفات وأخذوا يعطونهم ما يريدون فقط من خلال الإستماع والنقل الشفوي فقط وفقط بالإضافة إلى إخافئهم للعديد من عقائد شيخهم.

ولنا في ذلك عدة أمثلة ومنها ما يتناول حديث رؤية الرب, حيث قال إبن تيمية في كتاب بيان تلبيس الجهمية / ج7 / ص 239 (( ... عن شاذان عن حماد بن سلمة بن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي "صلى الله عليه وآله وسلم " قال (دخلت على ربي في جنة عدن شابًّا جعداً في ثوبين أخضرين ) قال وليس هذا من الحديث الذي يجب على العلماء نشره وإذاعته في أيدي الصبيان ... " وفي الصفحة 242 " ... ثم لا حاجة لمن بين ظهريك من الناس لمثل هذه الأحاديث ...)) وهو هنا ينقل نقوض الدارمي على المريسي, وهو في نقله هذا يتبنى تلك النقوض وإستدل بها على صحة الأحاديث التي تقول برؤيا وتجسيد الرب, وقد وضحنا ذلك الأمر حتى لا يقول أحدهم إن هذه آراء الدارمي وليس إبن تيمية ممن يريدون أن يستغفلوا الناس, كما إن الدارمي هو من أئمة وشيوخ إبن تيمية وممن تأثر بهم.

وهنا نلاحظ وبكل وضوح كيف إن ابن تيمية وشيوخه وطلبته وممن تأثر في فكره كيف يتعاملون مع الناس, وهنا نطرح ما قاله المرجع الديني السيد الصرخي الحسني في المحاضرة الخامسة عشرة من بحث ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الإسطوري ) حيث علق على ما قاله الدارمي وتبناه إبن تيمية قائلا:

{{.. هل بروتوكولات التوحيد الأسطوري الداعشي السرية تدخل ضمن التدليس المحرم شرعاً وأخلاقاً أو لا ؟ يتعاملون مع الناس عبارة عن حجارة عبارة عن صبيان عبارة عن أغبياء عبارة عن مطايا عبارة عن أغنام !! يا أتباع التيمية, يا أتباع الدواعش يغرر بكم ويرسل بكم إلى الموت إلى الإرهاب إلى الإجرام إلى جهنم, حكموا عقولكم يتعاملون معكم كالصبيان, كالعبيد, كالمرتزقة, كالبهائم, لماذا تخجلون من هذا الحديث ؟ ألا يوجد أمر بنشر حديث النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وإيصال هذا الحديث إلى الناس؟! ...}}.

ولهذا تجد إن الأعم الأغلب من التيمية الدواعش لا يعرفون حقيقة فكر وعقيدة شيخهم إبن تيمية , المجسم للرب وذلك لأنه وشيوخه ومن سار على نهجه يخدعون الناس ويحتالون عليهم بطريقتين, إحداهما إخفاء كتب ومخطوطات إبن تيمية, و الأخرى هو بإصدار الفتاوى التي تدعوا إلى التجهيل وعدم التفقه, كما موجود في كلام الدارمي الذي تبناه إبن تيمية (وليس هذا من الحديث الذي يجب على العلماء نشره وإذاعته في أيدي الصبيان... ثم لا حاجة لمن بين ظهريك من الناس لمثل هذه الأحاديث ) وكذلك إصدار الفتاوى التي تحث أتباعهم على عدم الإطلاع على الكتب والموروث التيمي ومن أبرزها فتوى " أبن عثيمين " التي تقول ((العامي خير في عقيدته وإخلاصه من كثير من طلاب العلم، الذين ليس لهم هم إلا الأخذ والرد، والقيل والقال، وماذا تقول يا فلان؟ وماذا تقول في الكتاب الفلاني؟ وفيما كتبه فلان، هذا هو الذي يضيع العبد ويسلب قلبه عن الله عز وجل، ولا يجعل له هماً إلا القيل و القال ))!!...

وهذه الفتوى تمثل قمة التحايل على الناس, فهم لا يريدون للناس أن تطلع على ما موجود في كتب أئمتهم وشيوخهم لما فيها من الفكر المنحرف المخزي الضال ويريدون من البسطاء أن يكونوا تابعين وعبيداً لديهم , يملون عليهم ما يريدون من فكر وعقيدة بما تشتهي أنفسهم وبما تهوى قلوبهم, فأي دين وفقه هذا الذي يعطي الإنسان البسيط " العامي " الأفضلية على طالب العلم ؟ وأي عقيدة وأي دين هذا الذي يستحي من نشر أحاديث النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولا يريدون لها أن تظهر للناس ؟! هل تلك الأحاديث – إن كانت صحيحة كما يدعي إبن تيمية وشيوخه – قالها وتحدث بها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى تخفى ولا تذاع ؟ أين قول الحق وعدم الخوف من لومة اللائم ؟! ألا يعني ذلك إنها دعوة صريحة لزرع الجهل وتجهيل المجتمع ؟ ألا يعني صدور هكذا فتوى هو قمة التغرير بالناس وخداعهم والنصب عليهم بإسم ( دين التوحيد الأسطوري) وسلب عقولهم وأفكارهم وحريتهم الفكرية , وجعلهم عبيدا لفكر منحرف ضال مضل يقودهم للقتل والتقتيل والإرهاب وإلى جهنم وسوء المصير؟.

 

بقلم نوار الربيعي

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف