الأزمة الداعشية فكرية قبل أن تكون عسكرية.. فلا حل إلاّ بثورة فكرية

ثلاثاء, 05/23/2017 - 00:27

أي فعل وسلوك للإنسان على الأرض وفي عالم الواقع هو نتاج فكرة تضغط على العاطفة والشعور والأعصاب والعضلات فتحرك هذا الأنسان لتنفيذها في الخارج والفكرة ما تكون صالحة ينتج عنها سلوك صالح , وتكون كذلك فكرة فاسدة ينتج عنها سلوك وفعل فاسد يتطور والى أن يصبح أزمة وهو محل الكلام , وأخطر ما في الفكر هذا أو الفكرة اذ ما كان لها إرتباط وإمتداد ومصير في عالم الغيب والآخرة ويصل الإنسان حسب ما أستند عليه من أصل وأساس وجذور ومقدمات وأدلة وقرائن التي تجعله يقطع بقضيته بدرجة لاتشوبها الشك , فيعتقد الصواب والصلاح والفلاح والنجاة يوم القيامة بما يسلكه من فعل وما يقوم به في الحياة الدنيا حتى وأن صبغت بدماء البشر , فالحجة عنده تبرر ذلك بل توجب ذلك , وهذا ما نلمسه ونعلمه من الفكر الداعشي الذي أصله ومنبعه الفكر التيمي وإمتداده لما يقارب من ثمانية قرون من الزمان,فأن يستميت الداعشي مثلاً ويفجر نفسه فهذا لم يأتي من فراغ بل من فكرة عقدت في عقولهم وسخرت سلوكهم , فالعلاقة إذن بين الفكرة والسلوك العسكري والإجرامي في الخارج علاقة العلة والمعلول والسبب والمسبب , فالتصدي لعلاج المعلول فقط والإعراض عن العلة وتشخيصها وإزالتها من الجذر هو تصدي وعلاج فاشل وأن تحقق بعض النجاح فهو جزئي وقتي لا ينفك أن يعود من جديد باثر من ذي قبل ! فما هو الحل ؟ الحل نعتقد ونجزم لا يكون إلاّ بالفكر وطبعاً مقترنا بالحل العسكري ولكن كل في محله ومورده والجمع بينهما , ويطرح السؤال نفسه ماهو هذا الفكر هل كل فكر كسلاح علمي للرد خصوصا مع التشعب والتفرع والضبابية والتدليس والتأويل والمغالطات والخلط والتمويه والإطالة والدس التيمي الداعشي في كتبهم ومؤلفاتهم , فرب يكون الرد على فكرهم بفكر غير ناهض وغير تام يُطرح بشح وفي الزوايا المظلمة يعطيهم الحجة والمبرر ويستغلون ذلك لتقوية معسكرهم الفكري وعقيدتهم الفاسدة وهذا ما حصل فعلاً ! نحن نعتقد أن الفكر المضاد لفكرهم يجب أن يكون ثاقباً متكاملاً محتوياً لكل حججهم وملتفتاً لكل تناقضاتهم وتدليسهم , فكر منهجي علمي منطقي يعتمد الأعتدال والوسطية للدفاع عن الاسلام الجامع لكل المذاهب وليس عن طائفة ومذهب معين , فكر ينقض ويهدم مباني الخصم ويعطي الحل , فكر يزحزح القطع عند المقابل ويحوله الى شك يزلزل عقيدته , فكر يبين أن القطع ليس موضوعي وغير مستند على أدلة علمية وعقلية ومنطقية وموضوعية وشرعية تامة بل قطع ذاتي نابع وناتج عن هوى ونفس وشيطان وواجهة ودنيا وسلطان وبغض وحقد وعقد نفسية ,فكر يبين أن أدلتهم واهية واهنة كبيت العكنكبوت ومضحكة مبكية , فكر ينبع بصدق ومن مفكر سيرته ومواقفه حرة أبية لم يميل لا للشرق ولا للغرب ولم تنطلي عليه خدهم بل كشفها وحذر منها قبل وقوعها , فكر يوظف ويطبق كثورة إعلامية إنسانية تسخر له الجهود والإمكانيات الروحية والجسدية والتكنلوجية يعلو صوتها ليصل لكل مكان وبقعة لتداهم وتحاصر الدواعش في جحورهم المظلمة المنحرفة , وهذا ماينطبق بالدليل والواقع والبرهان على المحقق الصرخي الحسني الجامع لكل صفات الأنسانية والشرعية والوطنية ومواقفه المعتدلة أشهر من نار على علم , فقد خاطب الإنسان والوجدان وخاطب كل معتقد وأيد كل موقف ممكن أن يوقف وينهي الخطر الداعشي التيمي وبين مدى الجرم والتسافل الداعشي التيمي في الماضي والحاضر حتى مع من ينتفض ويريد تقديم العون والدعم لضحايا الإرهاب الداعشي من نازحين ومشردين , وعليه فلا بد من إالتفاتة واقعية جادة لهذا الفكر والثورة العلمية الصرخية الحسنية التي ستختزل الوقت والزمان وتقلل من أمد الأزمة العكسرية وتنهي الفكرة التيمية الداعشية وتحقن الدماء , خصوصاً في إعلان وإهتمام ظاهري إعلامي ومقترحات بإنشاء مراكز علمية لمحكافة الإرهاب الفكري, وهذه مسؤولية العلماء والمفكرين العرب وغيرهم في إنتخاب الفكر الأصلح والأجدر في وأد الفكر التيمي , عيناً كما هو المعمول به في ساحة المعركة العكسرية من إنتخاب وإحتيار القائد الأكفأ والسلاح الأقوى , ولانبخس الناس أشياءهم من وجود أصحاب فكر آخرين ولكن مايريده المحقق الصرخي هو أن يتفاعل أكثر عدد وبجرأة وشجاعة وكثافة وبذل قصار الجهد للدفاع عن أنفسهم وعن عيالهم وإسلامهم وعن الإنسانية جمعاء , فليكن تحالف فكري وجسد واحد في مواجهة الفكر الداعشي التيمي وليتصدى كل من موقعه ومن أي طائفة ومذهب كان , لأن عداء وبغض وخطر وإجرام الدواعش عام وشامل لايفرق بين سني أو سيعي وبين مسلم وغير مسلم ؟! وللمحقق الصرخي الحسني إشارة وتنبيه وتذكير بهذه الجزئية المهمة والتي منها انتهلنا مقالنا , يقول المحقق الصرخي في محاضرته الـــ 44من بحثه الموسوم (وقَفَات مع.. تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطُوري.) (لنأخذ صورة عن سبب وبداية التحرك المغولي التَّتري نحو البلاد الإسلاميّة، مِن خلال ما كتبه ابن كثير في البداية والنهاية13/(82): قال (ابن كثير): {{[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتَّ عَشْرَةَ وستمائة 616هـ)]: [ظُهُورُ جِنْكِيزْخَانَ وعبور التتار نَهْرَ جَيْحُونَ]: 1... 2ـ وَسَبَبُ دُخُولِهِمْ نَهْرَ جَيْحُونَ أَنَّ جِنْكِزْخَانَ بَعَثَ تُجَّارًا لَهُ وَمَعَهُمْ أَمْوَالٌ كَثِيرَةٌ إلى بلاد خُوارَزْم شاه يبتضعون له ثِيَابًا لِلْكُسْوَةِ، 3ـ فَكَتَبَ نَائِبُهَا إِلَى خُوَارَزْمَ شَاهْ يَذْكُرُ لَهُ مَا مَعَهُمْ مِنْ كَثْرَةِ الْأَمْوَالِ، فأرسل إليه بأن يقتلهم ويأخذ ما معهم، ففعل ذلك ...17... }} . تعليق: لاحظ الآن يأتي بعض الصحفيين أو بعض الأخصائيين أو بعض الأشخاص في منظمات الإغاثة الإنسانية بعد أن انقطعت السبل بالمهجرين والمهاجرين والنازحين والمظلومين المسلمين من السنة والشيعة، يأتي الصليبي أو المغولي أو الإلحادي أو الوثني أو اليهودي يقدَّم المساعدة لهؤلاء المساكين، حرّكه ضميره، حرّكه دينه الذي يعتقد به، حرّكته المهنة التي هو يعمل بها، فجاء هذا الإنسان لتقديم المساعدة، فماذا يفعل به؟ يُختطف ويُقتل، فهل توجد جريمة أقبح من هذه الجريمة؟! لاحظ هذه الجريمة لها أصل وتأصيل وأصول، لها تشريع ومشرعنة من أئمة التيمية من ابن تيمية وأئمة المارقة، كل الحلول فاشلة، يقطع قرن وتخرج قرون عليكم، يخرجون لكم من بيوتكم ومن تحت بيوتكم، إذا لم تستأصل هذه الغدة فكريًا وعقائديًا ومن أساسها ومن أصولها وجذورها تستأصل، لا تتم أي معالجة عسكرية إذا لم تدعم وتقرن بالمعالجة الفكرية العقدية، التفت جيدًا: تجار أتوا إلى بلاد مسلمين .. الله أكبر!! لكن الغدر والسرقة وحب المال والجريمة والإرهاب مترسخ معشعش مستحكم فيهم وفي عقولهم وفي أنفسهم، وفي سلوكهم)
https://www.youtube.com/watch?v=WVD94nWooLA

سعد السلمان

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف