قالت صحيفة الغارديان البريطانية اليوم في مقال للكاتب ” بول ماسون” إنه من الخطأ القول بأن نظرية “رد الفعل السلبي على التصرفات الخارجية لبعض الدول” هي غير صحيحة في حالة هجوم مانشستر، فالحملات الحربية الغربية أدت إلى انتشار نظرية الإرهاب الإسلامي.
حيث قال الكاتب في مقاله: إن تنظيم “داعش” الإرهابي تبنى سياسة الأرض المحروقة، فلو أننا لم نغزو العراق، لما كان هناك أصلا شيء اسمه تنظيم “داعش”، أي إننا نحن الذين أوجدنا هذا التنظيم الإرهابي، فلقد كانت الخطة المعلنة بعد الإطاحة بنظام القذافي هي تحقيق الاستقرار في ليبيا، بينما وفي واقع الأمر لم يكن هناك بدائل واقعية، حيث تحول حلف شمال الأطلسي إلي حلف يغض النظر عن شحنات الأسلحة التي كانت متجهة إلى مصراتة، وهذا ما أدى إلى استغلال مساحة كبيرة من ليبيا من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي.
واستمرت الصحيفة في تحليلها لأسباب انتشار الإرهاب في العالم حيث قالت: والآن قام ترامب بتكثيف القصف الأمريكي في سوريا والعراق حيث كانت النتيجة أن 50 مدنيا في سوريا قتلوا هذا الأسبوع و200 في العراق قبل أسبوع من ذلك، وعلى حد سواء فإن هذه الأفعال التي يقال عنها إنها تستهدف تنظيم “داعش” أسفرت عن مقتل عدد كبير من المدنيين وبمشاركة ودعم بريطانيا ففي مانشستر، هناك بعض الأقاويل بأن منفذ الهجوم لم يكن له أي علاقات مع تنظيم “داعش”، ولكن هذا لا يعني أنه لا يوجد اتصال غير مباشر بينه وبين قادة التنظيم الإرهابي، فالعنف يولد العنف، أي إن جيريمي كوربين كان على حق، ونحن بحاجة إلى إيجاد بدائل.
وهنا نقلت الصحيفة البريطانية عن جيك لينش أستاذ ورئيس قسم دراسات السلام والنزاعات بجامعة سيدني حيث قال: ألم يحن الوقت لكي نطرح بعض الأسئلة، فهل طرحت تيريزا ماي أسئلة صعبة حول دورها في وزارة الداخلية في عام 2011 حول رفع أوامر سيطرة الشرطة على أعداد كبيرة من الإرهابيين المشتبه بهم أصحاب الأصول الليبية والذين يعيشون في بريطانيا، حتى تمكن هؤلاء من الذهاب للقتال ضد الحكومة الليبية؟ هل كانت تعرف أن هؤلاء الإرهابيين ينتمون إلى منظمة إسلامية ليبية، والتي هي معروفة بأنها إحدى الفروع التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، فكم من هؤلاء الإرهابيين الذين سمحت لهم وزارة الداخلية بالعودة الى بريطانيا؟
وتابع الكاتب مقاله: إنه من الخطأ القول إن أحداث التاسع من أيلول في أمريكا أدت الى اتباع سياسة التدخل الخارجي فيجب أن نعرف ان المهاجمين في عام 2001 معظمهم من السعودية فقد كانت أزمة العراق أول تدخل أجنبي كبير في شبه الجزيرة العربية منذ الاستقلال، وهو الأمر الذي أدى إلى انتشار الفكر الاسلامي لدى تنظيم القاعدة، من قبل المجاهدين وبتمويل سعودي، فالنقطة الاساسية هنا هي أن الإرهاب هو نتيجة مباشرة للتدخل البريطاني في الحروب الخارجية فهذه التدخلات العسكرية أدت إلى إنشاء “مناطق غير محكومة” وهناك تمكن تنظيم “داعش” الإرهابي ومن خلال تلك المناطق من تأسيس نفسه وبث سمومه على العالم.
