آل سعود الفشل حليفهم

أربعاء, 06/07/2017 - 22:20
آل سعود

(يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ) الحشر 2.

فجر اليوم توالت القرارات التي اتخذها آل سعود ضد قطر العظمى التي تحولت فجأة إلى عدو منبوذ رغم أن الملك السعودي زارها قبل ستة أشهر فقط لا غير أعلن أثرها وزير الخارجية القطري (أن التنسيق القطري السعودي على أعلى المستويات، وأن الرؤى متطابقة في كثير من القضايا العربية والإقليمية، خصوصاً المتعلقة بالعمل العربي المشترك ومساعي إحلال السلام ومكافحة الإرهاب ودعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة).

ما الذي تغير فجأة ودفع العلاقات بين الإخوة الذين كانوا وما زالوا أعداء نحو المواجهة الساخنة، خاصة أنهما كانا يكافحان الإرهاب سوية؟!.

لا يمل البعض من تكرار القول أن السبب يكمن في أن قطر تدعم جماعة الإخوان، وهذا صحيح تماما، وربما فسر هذا تطابق وجهات النظر الذي تحدثت عنه تصريحات الوزير القطري آنئذ وهي الفترة التي شهدت ايضا ضغوطا سعودية على مصر للمصالحة مع تركيا والإخوان للاستفادة منهم في حروبها الفاشلة في سوريا واليمن.

وبينما تحقق القوات السورية المتحالفة مع روسيا وإيران وحزب الله الانتصارات المتتالية على الإرهابيين المدعومين بالمال والسلاح من قطر وآل سعود ومن ضمن هؤلاء جماعة الإخوان المسلمين يتنطح بعض رموز التفاهة زاعمين أن سبب الشقاق المتأجج هو التحالف الإيراني القطري!!.

هل حقا يعادي آل سعود جماعة الإخوان أم أنهم يريدونهم مجرد مطايا ينفذون ما يطلب منهم وهذا سر التحالف القائم معهم حتى الآن في سوريا واليمن.

الغدر والخيانة

الإخوة الخلايجة إلا من رحم الله منهم هم من دعم صدام حسين في حرب الأعوام الثمانية التي شنها على إيران، ثم انقلبوا عليه ما إن انتهت الحرب وبدأوا في حصاره اقتصاديا فكانت كارثة غزو الكويت عام 1990 والباقي معلوم.

الإخوة الخلايجة هم من حرض أمريكا على غزو العراق عام 2003 للتخلص من غريمهم الذي كان حليفهم صدام وهم يصرخون الآن من شدة الألم بعد أن أدت خططهم الفاشلة لبروز قوى يرونها تهديدا استراتيجيا لهيمنتهم على المنطقة!!.

الإخوة الخلايجة لا يتعلمون من أخطائهم ولا يأخذون العبر من دروس التاريخ القريب وليس البعيد وهم الذين أسقطوا نوري المالكي في العراق عام 2014 فظهر لهم من يهددهم بالتوجه إليهم في عقر دارهم.

هم ذاتهم الذين هللوا في مارس 2015 لغزو اليمن ولوحوا مؤخرا بنقل المعركة إلى الداخل الإيراني وهاهي النار تندلع الآن داخل بيتهم، (مجلس التعاون الخليجي) الذي كان ولم يعد!!.

لن يعدم هؤلاء من يهلل لهم ويثني على خطواتهم (الجبارة)، ولكن يبقى السؤال ماذا بعد أن تهدأ السكرة وتأتي الفكرة؟!.

قبل ستة وعشرين عاما قرر هؤلاء ذبح حليفهم المجرم صدام الذي قدم لهم أكبر الخدمات ثم عادوا ليبكوا عليه!!.

وهم الذين هللوا للإطاحة بالإخوان ثم ندموا وعادوا يضغطون للتصالح معهم وإعطائهم نصيبا من الحكم!!.

والآن ينوون ذبح حليفهم القطري الذي لم يرتكب جرما بغير رضاهم ولا نرى سوى ذات النتيجة!!.

(وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ). الأنعام 129.

بقلم :  أحمد راسم النفيس

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف