همسات عاشق ..

أحد, 07/16/2017 - 12:04

تأمل بها كثيرا, ضمها الى صدره, تلك العروس التي عشقها في أحلامه, هنا أحس بلوعة العشق والعاشقين, كان يتحسسها بلطف وحنان يداعبها بأنامله الرقيقية, كان يحلم بضمها الى صدره كانت كل شئ بالنسبة له.

محمد لم يمسك بندقية حقيقية في حياته, عدى التي شاهدها في التلفاز, او في مناسبات عابرة, كان يتخوف كثيرا من السلاح ومن أستخدامه  يمقت العنف لم يتشاجر في حياته كانت الدراسة تاخذ كل وقته, الا أن حانت الساعة.

بهدوء وبخطى ثابتة, وحماس منقطع النظير, ونظرات تحوي كثيرا من القوة والخجل والاحترام لأبيه, أقدم الى والده يطلب منه أن يسمح له بالالتحاق الى جبهات القتال مع صفوف المجاهدين, قبل هذا الذهاب الى معسكرات التدريب في منطقة سكناهم, الأب يتفحص ذلك الشاب العشريني بعيون الخبرة التي أكتسبها من تجاربه في الحياة ومن دراستة للعلوم الدينية التي وصل فيها الى مراحل متقدمة من البحث والدراسة.

محمد ذلك الشاب الذي تربى في بيت أعطى من الشهداء, ماجعله يسير بتلك الخطى الثابتة, بالأضافة الى أن منزلهم الذي كان حلقة دروس يومية لأفاضل العلماء والطلبة والأساتذة, كان يستمع الى لذيد حديثهم في المنطق والعرفان والأخلاق, كان يستمع الى حديثهم في فضل الشهادة والشهداء, خاصة وان أباه كلف بملف الشهداء والجرحى بعد صدور فتوى الجهاد,بالاضافة الى مشاركاته الدائمة في جبهات القتال.

لك ماتريد بتلك الكلمات أعطى الضوء الأخضر لولده للألتحاق بالجهاد, محمد فرحاً يذهب الى سوق الملابس ليشتري مايلزمه من تجهيزات عسكرية, ومعدات القتال,يستيقض باكراً مع صلاة الفجر ومن شدة حماسه وفرحه, ذهب مهرولا الى معسكر التدريب الذي يبعد بضع كيلو مترات من محل سكناهم, ليكون أول الواصلين ويثبت اسمه في سجل المتدربين.

بعد شهر كامل من التدريب الحقيقي واستخدام السلاح, محمد جنبا الى جنب مع والده, في سوح الجهاد يقاتل قتالا شرسا, خاض اغلب معارك التحرير, علت الغبرة على وجهة أسمرة بشرته الناعمة, أصبح مقاتلا مغورا, لاتفارقه تلك الحبيبية في رحله وترحاله, حتى عند منامه يضمها الى صدره, يداعبها ويديمها في كل يوم, اصبحت معشوقة, التي لاتفارقه أنها قصة عشق  من قصص عشاق الشهادة, يروي بطولتها الى أصدقائه, وكيف أن هذه الحبيبة تعشقه ويعشقها حتى أنه أصيب في أحدى المعارك ونقل الى المستشفى وهي متوسدة على ذراعه لاتفارقه, كان يوصي دائما أن أنا أستشهدت فحبيبتي تدفن الى جنبي, لكن المولى كتب له أن يشهد النصر ليروي لأبنائه قصة عشق لن تنتهي.

رحمن الفياض..

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف