وفاق بلا نفاق.... وخلاف بلا شقاق

خميس, 08/17/2017 - 18:54
احمد جابر محمد

في بادرة هي النادرة، بل نادرة جدا، يتناقش الجمع مع قائدهم، وينصت لهم، بجسد صاغ  ٍوليس فقط اذان، كانه يذوب في حلاوة الطرح، ويفتخر بالاختيار، ويضع الاستفهام بمخيلته، يحلل العقد، ليقصر المسافات، ويرسم لافكارهم طريق النجاح، بكلمات لاتتعدى اصابع الكف؛ تكون الاجابة حينها غنية بالمفردات، هكذا عهدوه دوما، وتمسكوا به، لذا هم يتناقشوا معه،والنقاش فيه بيقينهم  من المحرمات.

اختلاف في الرؤى، افكار متجددة، صراع  بين جيلين، بمرتكز امتزج فيه الثمين مع الرصين، طريق النجاح طويل، الاثنان يسيران اليه، بسباق مختلف، مباح فيه كل شيء، من دون الخروج عن الخط المستقيم، يسير بهم نحو العدالة، وقلوبهم مطمئنة على وقع اقدامه تسير، ليل نهار، حاملة راية الولاء، عهدا الى الموت حاملين.

نهر من الحكمة لم تنشأ عليه سدود، يفيض عليهم كانه ينبوع، فيه لذة للمؤمنين، شرابه يلائم كل الفصول، فلا نجد عقلا الا واشتهى منه الاغتراف، بخاصية جذب لم يعرف مدارها العلماء، لاينضب مطلقا، منبعه معروف، ومصبه معروف، شفاف تكاد لاتشعر بجزيئاته من الصفاء، تلتمس حدة التماسك حين الاقتراب، مبهرٌ في كل شيء، تخجل الانظار من عطائه حياء.

انتقاهم من بين الجموع، غذاهم مثل الابناء، بنى فيهم الروح والجسد والانسان، سلمهم الادوات، ومكنهم في كثير من المهمات، يقينا منه انهم قادرون، وصفاتهم بريقها لايحتاج الى استدلال، لكن الاختيار كان شاقاً، يمتزجون، و لا يتكاسلون، يستمدون القوة من اسمه، وينهلون منه الصفات، يشاهدونه قائدا، ويرتقبهم قادة.

لغة الحديث، امتثلت بروح الثقلين، واخلاق، تعجز بوصفها اللغات، ولسان ما انفك بذكر الله، فأعلاه الله مقاما، ولهج باسمه جمع من ارقام بلا حدود، بدر في القلوب وفي السماء، سماته تتزين بها الجباه، وتتوسم برؤيته الصدور، فتستبشر به النفوس، حين المرور، فيضفي الهمة والنشاط ،ويغرس في الاعماق البهجة والسرور.

علاقة طردية، لامفهوم لها بالنظريات، تتوقف حائرة امامها العلوم، وتضيع المفاهيم، وتضمحل المبرهنات، فعلاقتهم فاقت كل التصورات، ودحضت كل  القيادات، علاقة قد نجزم انها الفريدة من نوعها، وتمتلك مؤهلات وصفات مكنتهم من الاندماج، فالاصالة في جذورها، والتأريخ يحكي عن عراقتها.

لا نغالي حين الحديث، اوالافتخار  لكن القمم هي مكان العظماء والمستقر، ومنهم تستمد رمزيتها، وستبقى لهم دوما طالبة، وسيخلدهم التأريخ وينصفهم حين الذكر، وستضيء صفحاته من باب رد الجميل ،بطيبهم وخالص اعمالهم .

 الاختلاف، امرٌ سليم، والخلاف دون شقاق هوية العقلاء، والوفاق دون نفاق، زرعٌ يعجب الناظر، وسيثمر طلعه، ليغتاظ منه آخرون، وسيوصلنا الى خلود ما بعده خلود.

احمد جابر محمد

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف