قرار اعتزالي... قرار نهائي

سبت, 09/16/2017 - 21:36

 ليس هناك أصعب علي المرء من لحظة وداع أغلى هواياته بعد ممارستها 3 سنوات دون انقطاع عنها ولو ساعة واحدة، ولم أكن أتمنى أن تأتي لحظة الوداع في نفس اليوم الذي بدأت فيه ممارسة هذه الهواية منذ 3سنوات . ولكنها الظروف وإكراهاتها، خاصة عندما تكون هناك أطراف أخرى تدفعك باتجاه أخذ هذا القرار مكرها لا بطل. حين أنظر إلى فضيلي ولد هيدالة ، بوصفه صحافيًّا، أحسُّ حياله بالكثير من الخجل والشّفقة! وهي شفقة أكبر من شفقتي على فضيلي المواطن ، وأقول بكلِّ صدق: وجدت فضيلي وقد فشل في أنْ يكون بطل الصّحافة، في أيِّ معنىً من معاني البطولة، وأيضًا، لم يبلغ حتى أنْ يكون ضحيتها لكي يستحق التّعاطف؛ لأنَّها هي نفسها ضحية: ضحية للسُّلطة، وللخفَّة الإلكترونية ومغامراتها الفجَّة؛ إذ إن الصّحافة لم تتعرَّض أبدًا للخطر مثل اليوم. لقد اهترأت ولم تجد أبدًا من يعتني بها ويغذيها بالحس النَّقدي الذي تحتاجه أي صحافة في العالم، وهذا أمرٌ يجلب الأسف والحسرة!”. أتمنى ألا اضطرَّ، بعد اليوم، للإجابة عن السّؤال الملحاح الذي يؤرِّقني قبل ساعات نومي: “هل تعبتُ وأرهقتُ نفسي في شيء مفيد عبر يومي كصحافي؟ ثم ينتظرُني السّؤال نفسه حتى الصّباح، ولكن بصيغة أخرى: هل سأُقبِلُ في يومي الصحافي على شيء مفيد للقراء”؟. أعتزل الصحافة متمنيا لها التقدم والنجاح وأن تكون سلطة رابعة فعلا لاقولا واتمنى للاعلام الموريتاني ان يتغلب علي الثالوث الذي يعاني منه وهو: الجهل والتعصب والفقر. ولو نعطى الخيار لما افترقنا ///// ولكن لاخيار مع الزمان وداعا

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف