الإمارات وقطر.. خلافات تتصاعد حدتها

أحد, 01/21/2018 - 11:47
Yoga

تصاعدت في الآونة الأخيرة حدة الخلافات والاتهامات بين الإمارات وقطر، حيث عاد التراشق الإعلامي بين الدولتين ليتصدر المشهد بعد فترة من الهدوء. وقد اتهمت الإمارات الدوحة باعتراض طائرتي ركاب تابعتين لها كانتا في طريقهما إلى البحرين، فيما تنفي قطر الاتهام، وترى أنه رد على اتهامات الدوحة للإمارات باختراق مقاتلاتها المجال الجوي القطري، إلى جانب اتهامها باحتجاز الشيخ عبد الله آل ثاني.

التصعيد الأخير بين قطر والإمارات ليس محطة الخلاف الأولى بين البلدين منذ اندلاع أزمة المقاطعة المستمرة منذ قرابة 7 أشهر، فقد سبقته عدة اتهامات متبادلة وصلت إلى رفع كل منهما شكاوى في المنظمات الدولية.

اعتراض طائرات الإمارات المدنية

أعلنت الإمارات أن مقاتلات قطرية اعترضت مسار طائرتي ركاب مدنيتين كانتا في طريقهما إلى البحرين في رحلة اعتيادية إلى المنامة، معتبرة هذا التصرف يشكل تهديدًا سافرًا وخطيرًا لسلامة الطيران المدني، وخرقًا واضحًا للقوانين والاتفاقيات الدولية.

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن ما قامت به السلطات القطرية بحق الطائرات الإماراتية وسلامة الملاحة الجوية يؤكد عزمها مواصلة تصعيد الموقف، وما حدث لم يكن مصادفة، وإنما هو تصرف ممنهج، ويمثل كارثة؛ لأنه يعرض حياة المدنيين للخطر.

وتقدمت الإمارات بمذكرتي إحاطة إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك استنادًا إلى نصوص ميثاق الأمم المتحدة، إثر ما أقدمت عليه قطر من تعريض حياة المدنيين للخطر، وأكدت هيئة الطيران المدني الإماراتية أن لديها أدلة تدين قطر، وستقدمها إلى المنظمة الدولية للطيران المدني.

من جانبها نفت قطر الاتهامات الموجهة إليها، وقالت لولوة الخاطر المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية إنها ادعاءات عارية تمامًا من الصحة، وتهدف إلى التغطية على حادث اختراق طائرة عسكرية إماراتية من نوع c-130للأجواء القطرية، وتابعت لولوة: كما يبدو من ناحية ثانية أن دولة الإمارات تحاول لفت الأنظار بعيدًا عن حوادث أخرى سببت لها أزمات إعلامية في اليومين الماضيين، وتحاول التغطية عليها عن طريق خلق الفقاعات الإعلامية غير المؤسسة على وقائع حقيقية.

احتجاز عبد الله بن على آل ثاني

قالت قطر إنه جرى احتجاز الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني أحد أفراد الأسرة الحاكمة في قطر من قبل السلطات الإماراتية، ونشرت قناة الجزيرة القطرية مقطع فيديو عبر حسابها على موقع تويتر، يظهر فيه الشيخ عبد الله يؤكد أنه قيد الاحتجاز في أبوظبي، قائلاً: كنت في ضيافة محمد بن زايد، والآن انتهت الضيافة، وأصبحت قيد الاحتجاز.

الإمارات نفت صحة الفيديو، ووصفته بالمفبرك، وأكدت أن الشيخ عبد الله توجه إلى الإمارات بكامل إرادته وله مطلق الحرية في مغادرتها متى يشاء، وقال مصدر مسؤول بالخارجية الإماراتية إن ما تردد عن احتجاز الشيخ عبد الله رغمًا عنه “افتراءات”، مؤكدًا أن هذه الممارسات والادعاءات باتت نهجًا متواصلاً لدولة قطر في إدارتها لأزمتها مع دول المقاطعة.

وكان الشيخ عبد الله قد ظهر في أغسطس الماضي بوصفة وسيطًا لحل الأزمة القطرية مع جيرانها في الخليخ، والتقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، للتوسط في فتح الحدود أمام الحجاج القطرين لأداء فريضة الحج، لكن قطر أكدت حينها أنه كان في مهمة شخصية، ولم يكن مكلفًا من الحكومة القطرية.

الإمارات وجرائم الحرب في اليمن

في نوفمبر الماضي تقدمت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في المملكة المتحدة بشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية في “لاهاي”، تتعلق بارتكاب الإمارات جرائم حرب في اليمن، ورغم أن دولة الإمارات ليست من الدول الموقعة على الاتفاقيات الخاصة بهذه المحكمة، إلا أن المنظمة الحقوقية قالت إن الإمارات تستأجر مرتزقة من كولومبيا وبنما والسلفادور وجنوب إفريقيا وأستراليا؛ لارتكاب هذه الجرائم، والدول التابعين لها موقعة على اتفاقية “لاهاي”؛ مما يؤهل المحكمة لفتح التحقيق.

حينها اتهمت أبو ظبي قطر بالوقوف وراء المنظمة التي تقدمت بالشكوى في المحكمة الجنائية الدولية، وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش على حسابه في تويتر إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعنوانها قطر تقدمت ببلاغ إعلامي ضد الإمارات إلى محكمة الجنايات الدولية.

استضافة قطر لكأس العالم 2022

وفي أكتوبر الماضي دار سجال حاد بين قطر والإمارات حول إمكانية استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم عام 2022، عندما قال وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش إن استضافة قطر لكأس العالم تتوقف على ما إذا كانت الدوحة ستتخلى عن سياساتها الداعمة للإرهاب والتطرف، وأكد ضرورة مراجعة قطر سياستها كدولة مضيفة للمونديال، وأنه لا ينبغي أن يكون تنظيم كأس العالم مشوهًا بدعم شخصيات متطرفة وعناصر إرهابية.

نددت قطر حينها بموقف الإمارات، واتهمتها بأنها تحاول استغلال الأزمة لسحب تنظيم المونديال منها وتشويه صورتها، وقال الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر، إن استضافة بلاده لكأس العالم لكرة القدم 2022 أمر غير قابل للنقاش أو التفاوض، وأشار إلى أن طلب دولة الإمارات العربية المتحدة بتخلي قطر عن استضافة المونديال يبين أن الحصار من قبل دول المقاطعة غير قانوني، وقائم على الغيرة المحضة، وأنه محاولة واضحة لتقويض استقلالية قطر.

قطر تتهم الإمارات بالقرصنة

وفي يوليو 2017 وجهت قطر اتهامًا إلى الإمارات باختراق وكالة الأنباء القطرية قبل أزمة المقاطعة بشهر، وفبركة تصريحات نُسبت إلى الأمير تميم بن حمد، التي كانت أحد الأسباب الرئيسية لاشتعال الأزمة بينها وبين دول المقاطعة.

وقال مسؤول بوزارة الداخلية القطرية إن عناوين بروتوكول الإنترنت المسؤول عن الاختراق جاء من الإمارات، كما نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرًا زعمت فيه أنه وفقًا لوكالة الاستخبارات الأمريكية فالإمارات هي من رتبت لاختراق صفحات التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية تابعة للحكومة القطرية.

من جانبها نفت الإمارات الاتهامات الموجهة إليها، وقال وزيرالدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن تقرير واشنطن بوست كاذب ولا أساس له من الصحة. فيما وصف وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة اتهام الإمارات بالاختراق بأنه محاولة لتحويل الانتباه عن الحقائق، وقال في تدوينة له على تويتر: اتهام الإمارات بالاختراق هو أحدث محاولات الأعداء للإساءة ولصب الزيت على النار وتحويل الانتباه عن الحقائق.

 

بقلم : محمد فوزي

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف