سأنتخب عِمامة

ثلاثاء, 02/13/2018 - 09:43

ان من يعتقد بأن العمامة تَسرق! فهو بحاجة الى اقرب طبيب نفسي يعالج وجعه، لان العمامة الحقيقية اسمى من ان تتلطخ بالفساد، لكن من واجبها الدخول مع الفاسدين في ساحة واحدة، وطبيعي ان تُرتدى العمامة من فاسد ليغطي على قبائحه، فيقول روح الله الخميني (قدس) "لا تقولوا معمم فاسد بل قولوا فاسد ارتدى العمامة".

طبيعة الشعب العراقي لا يجهد نفسه في شيء، ويحب ان تأتي له كل الحلقات جاهزة، كيف اذا التمييز بين المعمم الحقيقي والمتستر بالعمامة يحتاج لمخاض عسير، ليقف الشخص على كل تفاصيله، وتعود صعوبة التمييز الى سماجة الاعلام الذي يشابك الامور على متلقيها، فما هرولة الفاسد لارتداء العمامة، الا دليلاً صارخاً على نزاهتها، والا كيف يختفي من أفسد بشيء فاسد! على فرض انها فاسدة (حاشاها).

الضبابية الكبيرة التي نقلها التاريخ بعصوره المتراكمة، ان العمامة اشتركت في مفاصل كان للفاسد فيها يدٌ طولى، لكن بعين العقل ان هذا واجبها الشرعي والوطني، فليس معقولاً ان تُترك الساحة لأقزام يعبثوا بمقدرات الامم، وتبقى العمامة حبيسة الدار الفقهية! فلم لا يترك علياً (ع) دار القضاء والسياسة؟ لاسيما ومعاوية كان مترنحاً على كرسي السياسة وقتذاك، والاعظم من المصيبة ان علياً شتم على المنابر ثمانون عاماً بتهمة دخوله قبة السياسة المشترك بها معاوية.

في تاريخنا المعاصر كان للعمامة الحقيقية الدور البارز في توطين السياسة الاسلامية، ففي مطلع (1958) حيث تنفذ الحزب الشيوعي على الساحة العراقية، كان للنجف الاشرف كلمتها، حيث تأسس اول حزب اسلامي، بمباركة المرجع الامام محسن الحكيم (قدس)، وبقيادة السيدين باقر الصدر وباقر الحكيم (قدس)، ففرضت العمامة رأيها ورؤيتها على الوسط السياسي آنذاك.

لان العمامة نزيهةً، أطلق صدام الحملة الايمانية عام (1993) محاولاً اختراق الحوزة العلمية، والنيل من العمامة، وللأسف نجح، حيث غذى جمعاً كبيراً بسياسة العمامة الفاسدة، لذلك اصبحت العمامة عند اغلب الشعب بؤرة فساد للأسف الشديد.

خلاصة القول: انتخابات وانتخابات واخرى ونحن نمكن (بواسير الشيخ)، وتركنا العمة الحقيقية التي صنعت وشاركت بفتوى معممة، ومقاتل معمم، ودم زكي، صناعة محلية مصانعها بيوتات النجف، أنا (سأنتخب عِمامة) لأني اراها الحل الانجع لتخليص الوطن من تلك المؤخرة الفاسدة.

مرتضى ال مكي

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف