العرب في ضيافتنا .. وصحافة المغرب تنهشنا

أربعاء, 06/22/2016 - 12:17

لا يمكن أن نفهم ونحن الأشقاء والجار هجوم الصحافة المغربية على بلدنا في وقت نستعد فيه لجمع العرب تحت خيامنا العامرة  بالحب والوفاء والإخلاص وخدمة المشترك بين شعوب عربية يطحنها الألم وتمزقها الحروب..!

وللتاريخ فإن المغرب الشقيق  استضاف سبعة مؤتمرات قمة كانت تحت أعين الموساد الإسرائيلي صوتا وصورة  .. والعهدة في هذا الكلام للمرحوم  محمد حسنين هيكل "ذاكرة ملك.. وذاكرة صحفي ،" المفكرة رقم 2" كتاب كلام في السياسة  "

إن هذا الهجوم بدون شك يخفي وراءه حجم الهلع السياسي والعقدة التاريخية التي لم يستطع أشقاؤنا في الشمال تجاوزها بعد .. لقد ربطت تلك الصحافة البائسة هجمتها ألا  أخلاقية  بإجراء قانوني تنظيمي  اتخذته السلطات الموريتانية، يقضي بفرض احترام القانون على الشركات العاملة في البلاد ولم تكن شركة "موريتل للاتصالات"  ذات الأسهم المغربية مخصوصة بهذا الإجراء بل كانت ضمن شركات أخرى تم إخضاعها للتفتيش وإجبارها على احترام قانون الشغل الموريتاني .. لقد استحوذت هذه الشركة على بنية الاتصالات في البلاد في إطار صفقة مشبوهة في ظل نظام فاسد كانت قيمتها 7 مليارات أوقية فقط ، ولا يعرف لها استثمار واحد في البلاد رغم الأرباح الفلكية التي حصلت عليها في ظرف قياسي، والأدهى والأخطر من ذلك احتكارها للمراكز الحساسة على جنسية بعينها وهو ما يثير الشكوك والريبة  ..ويذكر بماضي التصنت الذي ذكره المرحوم هيكل .

ثمة شعوب عصية على الإهانة  لا يسمح مزاجها  بذلك .. تملك من الدماء الساخنة ما يكفي لإطفاء لهيب الصحراء ..كان الأجدر بالمغرب الشقيق أن يدرك قبل غيره هذا الأمر، ويعي أن القرارات السيادية لا يمكن التأثير عليها من طرف مجموعة من الغوغاء تنشر غسيلها على صفحات صفراء أدمن أصحابها الحشيش وتشويه أجساد النساء..إن هذا التصرف من شأنه أن يترك أثرا بالغا في العلاقات بين شعوب يربطا أكثر من ما يفرقها .

إن موريتانيا الشقية والقريبة من كل العرب لن يثنيها ما يرتكبه السفهاء من حماقات عن لعب دورها المحوري في محيطها العربي والإفريقي  ، وأن تبني  علاقاتها  الثنائية على أساس حسن الجوار  وفرض احترام السيادة .. نحفظ للجار وده ونرده إلى حدوده إن هو تجاوز في حقنا .

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يظل فهم العلاقات السياسة يخضع لمنطق الابتزاز فتلك نظرية "ميكافيلة" تأثرت بها سياسة المغرب من فرط تبنيها لما جاء في  كتاب الأمير، وهي دون شك من جملة المعضلات التي ورثها العرش الملكي  ولم يستطع تجاوزها بعد ، نحن في موريتانيا نقف من الأشقاء على نفس المسافة نرعى مصالحنا ونحميها لا نقبل الذوبان في تداعيات حرب الرمال.

 وبخصوص قضية الصحراء الغربية موقفنا معلن وصريح وحين يكون غير ذلك سيعلمه الجميع دون تلميح  أو إشارة  وسيظل سعينا حثيثا لبناء المغرب العربي وتنمية المصالح المشتركة بين شعوبه ونأمل أن يستوعب الجميع أهمية الدور الكبير الذي تلعبه موريتانيا في منطقة الساحل والمغرب العربي  التي يكتسحها الإرهاب والجريمة العابرة للحدود .

إن المقاربة الموريتانية التي يجسدها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز شاملة وناظمة .. تفرض هيبة الدولة الموريتانية وتنمى العلاقات بين الدول الشقيقة والصديقة ، وقد سعت بلادنا بكل حيوية إلى إيجاد حل لقضية الصحراء الغربية في إطار رؤية الأمم المتحدة التي تشرف بشكل مباشر على ملف النزاع .

 لم يوفق الإعلام المغربي في حملته التي أطلق بعناية فائقة على بلادنا وكان خارج السياق في توصيفه وتحليله لموقف موريتانيا من هذه القضية التي جعل منها شماعة علق عليها بؤسه وحقده لشعب ودولة ظلت على مدى عقود من الزمن شقيقا وفيا لكل العرب وعلى نفس المسافة من الجميع ، كان على القرار السياسي في المغرب أن يقف في وجه تلك الحملة بدل دفعها وتأجيجها فتلك خطوة لاتخدم المصالح المشتركة بل تعمل على تأزيم  المواقف وتدق إسفين الهلاك  في الصرح المغاربي المنظور .

بقلم/ عبد الله الراعي

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف