رجل لمرحلة..

أحد, 12/02/2018 - 16:45

تناقلت وسائل الاعلام خبر وفاة الرئيس الامريكي الاسبق بوش الاب، عن عمر ناهز ٩٤ عاماً، طوى معها سجلا ضخما من الاحداث مازالت تداعياتها الى يومنا هذا، من حماقات التاريخ ان يلقب هذا الرجل بلقب "الفاتح" يوما ما!

لكن هكذا هي السياسة "فن الممكن" بل وقد تتعدى الى قلب الحقائق والوقائع، فلا قوانين تحكمها، وحدها المصلحة سيدة الموقف وهي من تملك ان تغير مجرى التأريخ.

الزمان؛ العاشرة صباحاً، المكان؛ وسط العاصمة الكويتية، عام؛ ١٩٩١

المشهد؛ دبابات عراقية تجوب شوارع مدينة لطالما كانت هادئة لا يعكر صفوها الا زقزقة العصافير

 

هذا المقطع لطالما يتكرر في الدراما الخليجية، ويطلق عليه باللغة الدارجة (الغزو)، ولا عجب ان يتداول هذا الحدث مراراً تكراراً، لانه يعد الحدث الابرز، بل قد يكون الحدث الاوحد  لدولة صغيرة نسبياً قياساً بجيرانها، اعتادت على تصدير سياسية عدم الانحياز "الحياد" وترفض الدخول في محاور بالمنطقة، دولة ودودة!

 

فكان اشبه بصدمة هزت المنطقة، اما من الجانب الاخر (العراقي)فهو اشبه باللهو بالالعاب النارية، كون العراق قد خرج للتو من حربه مع ايران استمرت لثمان سنوات، وكلها حروب رعناء لم يجنى منها العراق الا الدمار والخراب، لكن  قد خطت بتأريخ العراق الحديث والمعاصر شئنا ام ابينا.

لذلك فأن التأريخ لا يعيد نفسه، بل ترتطم فصوله ببعضها ارتطاماً شديد، فالعناية الابوية   التي اولاها "بوش الاب" بهذا الحدث، لم يأتي من فراغ، بل شكل له فرصة عظيمة للاستثمار بثوب الفاتحين!

 

خصوصا اذا علمنا ان الرجل كان له باع طويل بالصناعة النفطية، وقد جنى ارباحاً كبيرة، في هذا المجال الحيوي، فلا عجب ان يجيش الجيوش عبر البحار لانقاذ الكويت كما، اظهرها الاعلام بهذه الصورة المأساوية، ليظهر هو في نهاية المسرحية بمظهر القيصر الفاتح، 

هكذا يتعامل ساسة الغرب مع منطقة الشرق الاوسط بحكامها وشعوبها، على انهم فرص للاستثمار ومساحات بكر لم ينقب عن ثرواتها بعد، في منطق لا يحكمه الا الاستفادة القصوى من الطرف الاخر ولو على حسابه، في حين تحكم العاطفة الشعوب العربية بل وحتى حكامها، فبعد سبعة وعشرون عاماً، مازالت الشعوب الخليجية تلقب بوش الاب بلقب الفاتح، وهل الفاتحين يعملون بالأجرة؟

يعمل رجال البيت الابيض على تنفيذ برنامج، اعد ليكتمل بغض النظر عن الادوات التي ستنفذه، لهذا مابدأه بوش الاب انهاه الابن عام ٢٠٠٣ بسقوط نظام صدام بعد سلسلة من الاجراءات والعقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على العراق، بعد حرب الخليج، منها الحصار الاقتصادي والسياسي عن العالم.

 

وها هي مياه العلاقات العراقية الكويتية فعادت الى مجاريها، وتزينت الابراج الكويتية بالاعلام العراقية، كأشارة الى عمق العلاقات للدولتين، وتجاوز حقبة الماضي بتناقضاته ومأسيه.

 رسل جمال

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف