حرب الزعامة

خميس, 02/07/2019 - 10:38

الحروب التي جرت على مدى التاريخ كثيرة ،واختلفت الأسباب أو الدوافع لقيامها ،ومهما بلغت من الضحايا والجرحى،ودمار وخراب ، وبعضها ما زالت أثارها السلبية موجودة ،لكن في حرب الزعامة القائمة اليوم الصورة مختلفة تماما .

  قرار الانسحاب  الأمريكي  من معاهدة  منع أو حظر الأسلحة  النووية متوسطة  المدى لم  يكن  مستعبدا في ظل الكثير من المعطيات أو الدلائل التي سبقت هذا القرار، بسبب شدة المنافسة والصراع مع خصمها الروسي العنيد الذي  يقف بقوة  وصلابة   في وجه  الأمريكان   في  طريقهم  في تحقيق مشاريعهم ومخططاتهم،وافشل العديد منها سواء كانت على مستوى الطاولة أو على الأرض في سوريا  مثلا،  ولم تنتهي المسالة عند هذا الحد  ليكون المنافس  للأمريكان على كرسي  تربعها على الزعامة العالمية .

 ساسة  البيت الأبيض رفعوا شعار كل الطرق تؤدي إلى روما بمعنى أخر كل الطرق والوسائل المتاحة   وغيرها مشروعة إمامنا من اجل المحافظة على زعامتنا  ،وإلا سيكون الثمن باهظ جدا على الكل لمن يحاول التقرب من زعامتنا و الإطاحة  بنا أو منافستنا  عليها  بعد  فشل  كل  المحاولات   في الفترات الماضية  مع الروس من اجل  إن تتوقف روسيا عن سياسية مواجهتنا ، ومنعنا من تحقيق غايتنا وأهدافنا،  وتشكيل  تحالفات مع دول عظمى تساندها في القضايا الساخنة على مستوى الساحة الدولية .

مسالة أخر أمريكا تدرك مخاطر هذا القرار الذي اعتبره البعض متهور أو لا يتناسب مع تحديات ومخاطر هذه المرحلة الحساسة جدا في ظل تصاعد حدة الصراعات الدولية في عدة دول ، وما نجمة عنها من مشاكل في عدة ملفات  معقدة  بين الكبار ، وبدون إي ممكنة في وقتنا الراهن  ، وإصرار البعض على نفس مواقفهم ،  ومخاوف  اغلب الدول الأخرى من تطور الأمور التي تنذر بحدوث متغيرات قد تحرق الأخضر واليابس ،وهذا القرار سيعطي الحجة أو الذريعة لكل الدول إلى تطوير أسلحتها ومعداتها مع ما تملك من أسلحة فتاكة ومتطورة  هذا جانب. 

جانب أخر  أمريكا   لم تغلق  الباب إمام  الروس  من اجل  الجلوس على طاولة الحوار والتفاوض لإبرام اتفاقية جديدة وفق الروية الأمريكية، وفترة الستة  أشهر  فترة كافية  من اجل إن  يدرس  الموضوع من كافة جوانبه ، ويتداركوا الأمور قبل حدوث ما لا يكون في الحسبان ليكون الروس بين المطرقة  الأمريكية  و السندان  أو الضغط الدولي  على الروس للتفاوض والحوار معهم  لوضع حدا  وحل لهذا الملف ، والأصح لصرعهما على كرسي الزعامة .

كما قلنا في البدء حروب كثيرة اندلعت وقتلت الملايين ودمار بلدان ،  لكن في حرب  الزعامة المعركة الأشد  واعنف من كل الحروب السابقة ، وما جرى  في  العراق  وسوريا  واليمن  وغيرهم  جولة من  جولات معركة ستستمر حتى النهاية  إلى ينتصر أو يخسر احدهما ، وقضية التنازل مسالة مستعبدة في وقتنا الحاضر ،إلا إذا اختلفت الحسابات والمصالح بين أمريكا وروسيا في حربهما على كرسي الزعامة .

 

 

 

 

 

 

ماهر ضياء محيي الدين

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف