رحلة معتوه بين قيطان وقندرة

أحد, 05/19/2019 - 11:46

خياط بدلة العريس، والراقص على وقع الطبول والمزامير، متسكع البلدان، لن يفهم غير ما تكلم.. فالمرء مخبوء تحت طيات لسانه، أول من خلع لباسه لأمريكا، وانبطح حد الانفتاح ورفع قدميه عاليا، ليحصل على لجوء الذل 

فلا تستغرب عزيزي القارئ، من تعود على لعق "القنادر" فستكون قريبة من فمه جغرافيا، وقد لا تفارق لسانه، لفارق الطعم الذي اعتاد عليه، فهو يتنقل من حذاء امريكي لأخر خليجي، ثم لا يبرح حتى يتذكر تلك الرائحة المنعشة وهو يقول: ما أجملها من عطور، عندما يمر على حذاء زيتوني، بحافة جوزية، هنا لا يتذكر رائحتها فقط، بل يتذكر طعمها، فقد ذاق طعمها، فلا يغبطه أحد، خصوصا جماعة خوش يحجي؟! 

هم يشبعون رواتب، وأنتو شبعو حجي، إذا ما كان مقياس عطاء النائب هو الكلام، وكمية السب والشتم التي يتقيأ بها من على شاشات التلفاز، تعد انجازا عظيماً، ومدافعا عن حقوق الفقراء، فهذه تحتاج إلى دراسة، حقيقية على (ناشونال جيوغرافيك) لتحديد نسل هذه العقول، وهل لها صلات بنظرية التطور لدارون؟ 

العرگجية، والعربنچية والتنكچية، هؤلاء هم جمهور الذي صوره المدعي للمدنية، والتي هي أسمى مراحل النضج المجتمعي والسياسي والفكري والاعتدال، الغاية تبرر الوسيلة، هذا الصعلوك، المتمدن، ذو العقل المتفسخ، والمتقندر، والذي أهان المدنية وصورها الزاهية، وأعطى نموذج منحدر من الاسلوب والهمجية وفقدان للمبدئية والاتزان، تحت ذريعة (الطشة_الفيسبوكية) 

رحلة معتوه، بين قيطان وقندرة، يستلم على عفونة لسانه 28 مليون دينار شهرياً، كي يظهر من على شاشة السم الحمراء، وهي تنشر الكرهوالبغظاء والعفلقية والتسفيهية، المسماة شرقية، ينفث منها سم اسود بلون ما يلفظ، لن يطهر فمه لو اغتسل ألف مرة بماء زمزم، وهذا متوقع جداً. 

الصورة التي نقلها هذا المعتوه، طبيعية جدا، فلو لم ينقلها هو فمن أهلا للتفاهة السياسية الجديدة، فقد رأينا كل أنواع الانحطاط السياسي والفساد والشيطنة، من حزب الكاولية إلى حزب القندرة والايام كفيلة بأن تظهر لنا حقيقة هذه الطبقة وما يضمروه من عفن عقلي وسياسي وأخلاقي.. إلا ما ندر. 

 

سيف اكثم المظفر

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف