ماذا بعد التحشيد الأمريكي ؟

أحد, 05/26/2019 - 21:16

قرار إرسال إلف وخمسمائة عسكري أمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط،  وما سبقها من إرسال  تعزيزات  عسكرية  ضخمة أخرى مؤشرات تدل على  أنها  امرأ خطرة يلوح في الأفق القريب .

التصريحات الأمريكية تؤكد أنها لا تريد الحرب مع إيران،ولا تريد إسقاط نظامها ،بل دفعها عن التراجع عن مواقفها المعروفة،ومنع دعمها للفصائل المسلحة المرتبطة بها ، والاهم حسب المعلن الجلوس على طاولة التفاوض والحوار لإبرام اتفاقية  نووية جديدة  تضمن  عدم قدرة إيران على تطوير برنامجها النووية،والقدرة  على قنبلة نووية تهدد السلم  الإقليمي والدولي ، لكن في  المقابل  لهذه  التصريحات  حجم  الاستعدادات  العسكرية على الأرض يعطي مؤشر إن هناك مخطط أو مشروع اكبر يريد تنفيذه في المنطقة ، وحجة التخوف من استهداف الفصائل  المسلحة لمصالح أمريكا وحلفائها حجة كذابة وواهية جدا بدليل إن هذه الفصائل لم تتعرض لها طوال الفترة  الماضية رغم ما جرى معروف من الجميع ، وثانيا لديها من القوات الكافية  المنتشرة في العراق وسوريا إضافة إلى قواعدها العسكرية  في الكويت والسعودية والبحرين غيرها يكفي للدفاع عن مصالحها المزعومة .

لو رجعنا إلى الوراء قليلا  نجد منذ القرار ألأمريكي المثير للجدل والريبة  الانسحاب من سوريا ، وما تلاها من تحركات عسكرية ، ودخول قوات أمريكية إلى العراق  ،وكل التوقعات والاحتمالات تؤكد وتصر إن الإدارة الأمريكية لن تسحب من وسوريا ، وان لديها مخطط أو مشروع اكبر من المشاريع السابقة التي كانت ورائها في المنطقة هذا من جانب .

جانب أخر جدا مهم حقيقية لا تحتاج إلى دليل إن أمريكا فشلت في تحقيق مشروعها في العراق وسوريا ، وهي تواجه صعوبات تقف في طريق مشاريعها التوسعية في المنطقة رغم صرفها المليارات من الدولارات  ، وما قدمت من دعم منقطع النظير للبعض الجهات من حيث العدة والعدد ، و ودفعها بقواتها المجهزة بأحدث الأسلحة المتطورة ، لكنها رغم  كل هذا فشلت في نهاية المطاف العسير على طاولة التفاوض والأرض في بلوغ هدفها،  بسبب وقوف دول عدة في طريقها مثل روسيا وتركيا وإيران ، وفصائل المقاومة الإسلامية ، لهذا السبب ، وأسباب أخرى جوهرية دعت الضرورة إلى قيام أمريكا بدعم وتعزيز قوتها من اجل مشروعها القادم الذي جعل  المنطقة ككل  على صفيح ساخن ، وأن شرارة الحرب إذا انطلقت من هنا أو هناك سينفجر البركان في المنطقة، ويكون الضرر على الجميع ، لكي يكون المستفيد الأول والأخير أمريكا من هذا الصراع والمواجهة ، ومن يقف ورائها من أعداء الأمة والإنسانية .

 

ماهر ضياء محيي الدين

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف