أمراء آل سعود يترقبون وفاة الملك للانقضاض على ابن سلمان

سبت, 10/12/2019 - 21:46

كشف الباحث السعودي والناشط المهتم في شؤون الخليج السياسية فهد الغفيلي، عما وصفه بحالة غليان داخل الأسرة الحاكمة في السعودية تجاه ولي العهد محمد بن سلمان، مؤكدا أن أمراء العائلة الكبار رافضين له وسيمنعون وصوله للعرش عندما تتغير الموازين.

وفي سلسلة تغريدات على حسابه بتويتر قال "الغفيلي" إن التهديدات التي تهدد محمد بن سلمان في المملكة لا تأتي فقط من أسفل الهرم (المجتمع) إنما من قمة هرم السلطة أيضا ومن داخل العائلة الحاكمة (أمراء غاضبين) استخدم معهم ابن سلمان العنف والتعذيب والابتزاز والمراقبة والتجسس والسجن ليُعبَّد طريقه نحو عرش السلطة بعد أبيه.

وأكد "الغفيلي" أن هناك إنعدام للثقة يتعاظم بمحمد بن سلمان داخل أفراد وأمراء الأسرة الحاكمة، ليس فقط بقدراته ومؤهلاته ،بل به شخصيا ونفسيا وعقليا، خاصة بعد أن غدر ببعظهم وابتزَّ المؤثرين منهم في الريتز كارلتون وطبق معهم مبدأ “إخافة الجميع” أو “الجميع متهم” حتى يثبت العكس بولائه له.

ولفت "الغفيلي" إلى أن الخطر على محمد بن سلمان من داخل العائلة الحاكمة أكبر من الخطر من قوة المجتمع السعودي الذي يتنامى غضبه بعد التضييق عليه ومحاربته وتغيير هويَّته ،فالأمراء يستطيعون الوصول إليه ويمتلكون بعض الأدوات التي يحاول ابن سلمان تقليصها قبل الوصول لنقطة النهاية وصعوده للعرش.

وليتمكن ابن سلمان من الوصول للعرش بدون عوائق قال "الغفيلي" أن ولي العهد قام بعدة إجراءات بحق الأمراء المؤثرين كإشاعة الخوف داخل بينهم وتجريدهم من مناصبهم والاستيلاء على أموالهم ومنعهم من السفر إلا بإذنه ومنعهم من الحديث وإبداء آرائهم في الشؤون العامة ومراقبتهم ووضع الأسوار في أقدامهم لتتبعهم.

وأوضح الباحث السعودي أنه رغم الخطر على ابن سلمان إلا أن والده الملك هو مظلته التي تحميه من كبار الأمراء وهو من يقف أمام أي عمل ضده، لكن موت الملك سيفتح الباب للصراع واستخدام العنف ضده بعد سياساته وتسلطه وانفراده بالسلطة التي تعتبر لعب بإعدادات ما أتُفق عليه عبر عقود داخل الأسرة.

وأصبحت سياسات ابن سلمان ـ بحسب الغفيلي ـ تفتح الباب أمام صراعات وتنافس بين أفراد العائلة الحاكمة؛ لتغييره قواعد تقاسم السلطة فيما بينهم، والتي باتت تأخذ منحى غير مسبوق في تاريخ الحكم منذ التأسيس “ناهيك عن التجسس عليهم ومضايقتهم ومتابعتهم وهو وضع لم يعيشوه من قبل إلا أمراء محددين وليس الجميع.”

وأشار "الغفيلي إلى أن التنافس على المناصب وتصاعد حدّة الانتقادات - غير المعلنة - التي يوجَّهها الكثير من الأمراء للسياسات الفعلية التي ينتهجها ابن سلمان على الصعيدين الداخلي والإقليمي؛ تغضبه كونه يميل للانتقال من حكم العائلة إلى حكم الفرد،وبمنطق الطاغية الذي يعمل الجميع من أجله لتثبيت حكمه وتمجيده. 

وأضاف فهد الغفيلي:”الخلافات داخل الأسرة الحاكمة ظهرت إلى العلن ولم تعد هناك إمكانية لإخفائها من خلال مؤشرات “الريتز ،المراقبة ،تحجيم سلطة الأمراء، جريمة #خاشقجي،طرح أرامكو، حرب اليمن ..إلخ” التي لها جميعها علاقة بصراع ابن سلمان لوصوله للعرش،وقد يبدأ التغيير مع بدء بعض الأمراء سلسلة تحركاتهم ضده.”

وذكر "الغفيلي" أن محمد بن سلمان لايتأثر ولا يسمع أحد إلا عدد قليل من المحيطين به-من بينهم الملك سلمان-لذلك حجَّم المحيطين بوالده وقلص من لقاءاته مع من يشعر أنه مؤثر بالملك ولا يؤيد جميع سياساته التي تُمارس في الداخل والخارج والتي لا تأتي بعائد إيجابي.وأصبح يشك بالجميع ويراقب ويتنصت على الجميع.

وتابع مشيرا إلى تهميش ابن سلمان لأمراء الأسرة:”الجيل الأول من الأسرة الحاكمة تمت الإطاحة به وتهميشه من قبل ابن سلمان،مثل محمد بن عبد العزيز ومقرن بن عبد العزيز وطلال بن عبد العزيز ومحمد بن نايف،وحتى شخصيات الجيل الثاني،بندر بن سلطان أو محمد بن فهد وغيرهم،وقد باتت ممنوعة من حضور اجتماعات الملك ومستثناة من دائرة صنع القرار.”

وتابع "الغفيلي" مضيفاً  أن جريمة قتل اللواء عبد العزيز الفغم-الحارس الشخصي للملك-دقت أجراس الخطر داخل أفراد العائلة الحاكمة من وصول جنون محمد بن سلمان إلى أقرب المقربين من الملك لإزاحته عن طريقه، حتى لو كان له مكانة عند الملك وقريب منه.

وأكمل:”ابن سلمان سيقتل أي شخص يشعر أنه عقبة أو خطر على سلطته ووصوله للعرش

ولفت "الغفيلي " إبى أن ابن سلمان في حالة خوف دائم فمحاولة اغتياله التي حدثت في شهر أبريل 2018 بمهاجمة مكان تواجده في حي الخزامى بأسلحة أوتوماتيكية، بالإضافة إلى استخدام طائرة درون صغيرة بدون طيار. هذا الحادث وضع الجانب الأمني لابن سلمان على استعداد وخوف دائمين من أمراء رفضوا أن يتولى السلطة وأن يتجاوز الأعراف السابقة.

واستطرد الغفيلي أن الأسرة الحاكمة وأعضاء هيئة البيعة تدرك أن محمد بن سلمان يتلقى دعما أمريكيا ومن لوبيات صهيونية وإماراتية في الولايات المتحدة من أجل وصوله للعرش، فهي لاتستطيع الوقوف بوجهه طالما أن الملك سلمان على قيد الحياة والدعم الخارجي بالإدارة الأمريكية الحالية مستمر،لكنها تعول على المستقبل.

وأشار إلى أن هناك أعضاء في هيئة البيعة من أمراء يمثلون كبار الشخصيات بأسرة الحكم،يرون أن محمد بن سلمان لديه عيوبا شخصية كبيرة وغير صالح لتولي منصب رفيع في الدولة، وهو ما أكده هو بنفسه من خلال ممارساته وسياساته!،فقد عمل على سحب جميع الصلاحيات من أفراد الأسرة وحصرها جمعها بيده قدر المستطاع.

ابن سلمان, بحسب الباحث الغفيلي يعمل على مركزية الفرد داخل النظام السياسي على حساب مركزية العائلة ،لتصبح السلطة أكثر إنغلاقا ومركزية، فهو يُغير النظام الأساسي للحكم وفق مصلحته وبدون توافق أو عقد اجتماعي جديد بين مراكز القوى سواء داخل عائلته أو في المجتمع ،ويقوم بتعويض ذلك بالقمع والدعم الخارجي.

ابن سلمان جمع صلاحيات لم يجمعها ولي عهد من قبله،فقد أصبح مطلق التصرف في العزل والتعيين،واستطاع بعد مدة قصيرة من ولاية العهد أن يجعل كلا من وزارة الدفاع والداخلية والحرس الوطني والاستخبارات وأمن الدولة خاضعة بصورة مطلقة لأوامره وتصرفه وهو ما ينذر بكارثة على العائلة الحاكمة.

يقوم ابن سلمان بتجريد جميع الأمراء من أي معطى من معطيات القوى ماليا أو عسكريا أو حتى من حيث النفوذ والعلاقات والتأثير ويُضيق الدوائر عليهم ليسيطر،ويضعهم تحت المراقبة،وهو ما خلق لنفسه أعداء قد يتفقون على تغييره حين تحين الفرصة المناسبة التي تتضمن وفاة الملك سلمان الذي يقف خلفه

واختتم الباحث السعودي تغريداته بالإشارة إلى أن الكثير من الأمراء لم يبايعوا ابن سلمان في بداية توليه إلا بعد تأكدهم أنه مدعوم من إسرائيل وأمريكا بعد أن أقنعتهم لوبيات الضغط من قدرته على تنفيذ مشاريع المنطقة،مما جعلهم يبايعوه على مضض لكن ذلك لايعني أنهم راضون عن أداءه أو مقتنعين به كملك قادم يقود المملكة بعد وفاة الملك.

 

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف