شاهد الملك سلمان آخر ملوك المملكة وابن سلمان يتوقع اغتياله.. لا يثق في القبائل وخوفه منهم يتعاظم

سبت, 12/14/2019 - 15:20
ابن سلمان

تناول الباحث والناشط المهتم في شؤون الخليج السياسية "فهد الغفيلي" في سلسلة من التحليلات والمعلةومات والرصد علاقة ولي العهد محمد مع والده الملك سلمان، ودوره ومكانته في التغيرات والأحداث التي تجري في المملكة.

وفي سلسلة من التغريدات عل حسابه بتويتر رصدها الواقع السعودي ان علاقة ولي العهد مع والده الملك تقوم على ما أسماها بـ "5 فرضيات": 

-الملك سلمان يملك ولا يحكم.  -الملك سلمان درع حماية لابنه المدلل. -الملك سلمان حاجز بين ابنه وغضب أمراء العائلة الحاكمة.  -الملك سلمان متواطيء من جهة ولا يُدرك ما يفعله نجله من جهة أخرى. - الملك سلمان باب خلفي لتراجع نجله خطوة للوراء في سياساته الطائشة. 

وتابع الغفيلي قائلاً أن الملك يقوم بدور ”الدرع الحامي" لابنه من نقد وغضب العائلة الحاكمة والأمراء المؤثرين ،وهو من منحه القوة والسلطة للاستمرار بما يقوم به في المملكة، كما يقوم بدور ”الحاجز“ بين "الأمراء" وبين أبنه، وهو ”باب خلفي“ للتراجع عن السياسات العبثية التي يُساء التقدير فيها كثيرا,

ولفت الغفيلي إلى ان الملك سلمان تواطاْ مع دور أبوظبي في رفع ابنه إلى السلطة سواءً بصمته وتغاضيه أو بدعمه مشيراً إلى انه بالرغم من كل سياساته الخاطئة والعبثية فهو مريض وغير قادر على استيعاب الأحداث من حوله ،وينسى بعد ساعات ما دار حوله، لكن ذلك لا يوقفه عن دعم ابنه لتسلم السلطة والعرش.رغم الزهايمر والمرض.

ويرى الغفيلي أن الركيزة الأساسية في حكم الملك سلمان وابنه هي أبو ظبي-ابن زايد- التي تواطأ معها الملك سلمان بعد إبعاده عن التواصل مع كبار الأمراء بالتلاعب بالنظام الأساسي والإنقلاب الأبيض على "ابن نايف" وتحويل حكم العائلة الكبيرة إلى حكم الفرد والعائلة الصغيرة ”السلمانية“ وتضييق دائرة السلطة على المؤيدين والمقربين منهم ومِن مَن لا يُشك في ولائه.

واضاف الغفيلي ان حماية الملك لخطوات التغيير لصالح عائلته ،جعل ابن سلمان يتصرف بدون إكتراث لا للنظام ولا العرف ولا الإرث ولا التاريخ ولا العادات والتقاليد السياسية والاجتماعية، فالملك غير مدرك لحقيقة ما يجري ،سوى أن عائلته ستتولى السلطة من بعده وتضيق على المقربين فقط.

ويقوم الملك سلمان من اجل توريث عائلته -آل سلمان- مقاليد الحكم في المملكة بتعيين المحيطين به في مراكز القوة فيها بما يشمل النفط، الأمن، الخارجية، الجيش والمخابرات, مع رغبة ابنه ”محمد" الذي ينفذ مشروع الإنقلاب على الجميع باستشارة أبوظبي.

أما فيما يخص استغلال ابن سلمان لوالده فقال الغفيلي أن الملك لديه القليل من الذاكرة ولا يستطيع تذكر شيء بعد ساعتين، فهو يعيش على العلاج والعناية الطبية، لذلك يستخدمه ابنه للتراجع عن سياساته التي يرى أن الاستمرار فيها ستقوده إلى مزيد من الخسائر والاستنزاف. فيُقدر ما أسماه بالملك الحكيم على دوره ويكسب ابنه موقف التراجع ويُبعد عنه مؤشر الفشل.

أما بالنسبة للعلاقات المتوترة مع امراء آل سعود, فيقول الغفيلي أن جرأة ابن سلمان ومرض الملك ،وفصله عن التواصل الفعال مع الأمراء الغاضبين، يؤجل الصِدام لا يعالجه، فلا الملك ولا ابن سلمان يستطيعان إحتواءهم اليوم ،علماً أن ذلك ليس من ضمن منطلقات ابن سلمان في التعامل مع الآخرين، فهو لا يفقه في السياسة غير إعطاء الأوامر ولا يضبطه أحد، فالملك لا يعي بشكل جيد ما يدور حوله، فكيف سيكبح جماح ابنه المدلل؟

ويؤكد الغفيلي ان رضى الملك عن ما يفعله ابنه مرده عدم ادراكه لما يجري حوله, فالملك لا يرى سوى نهايات الأفعال فقط ،بعد توضيحها له من قبل المقربين لابن سلمان المتملقين والخائفين من جنونه.

ويتابع الغفيلي مضيفاً أن الملك سلمان أصبح واجهة قبيحة لتحمَّل النقد - على محدوديته - الداخلي والخارجي - نتيجة أفعال ابنه - أمام بعض الأمراء وأمام الدول والشخصيات التي وعدها أو كذب عليها أو التي تنتقده جراء أفعاله التي تضر بمصالحها، وقد جرى ذلك مع عمران خان وممثل قطر وملك المغرب وملك الأردن.

وفيما يتعلق بأساس الحكم الذي قامت عليه المملكة وهو ولاء القبائل الذي يتوجس منه ابن سلمان خيفة, فقال الغفيلي أن ابن سلمان يتعاظم لديه القلق كلما مر الزمن ولم يُمسك بجميع مراكز القوى في الدولة ،ولم يضمن ولاء جميع من فيها من المسؤولين. لكن هاجسه وخوفه من القبائل يتعاظم أكثر وتقل الثقة بهم يوما بعد يوم؛ لمعارضتهم لمعظم مشاريعه في مجالسهم الخاصة ،خاصة مشروعي الإنقلاب والترفيه ومرد ذلك يرجع إلى أن محمد بن سلمان هدم الأسس القديمة لقيام الدولة والنظام وفرط العقد الاجتماعي بين القبائل وأجنحة العائلة الحاكمة والنخب الاجتماعية والدينية، كل ذلك أمام الملك سلمان وبرضاه ،حتى في وقت وعيه وإدراكه المحدودين، وذلك لمصلحة عائلته بعيدا عن رضا الآخرين.

وتابع: محمد بن سلمان خلق لنفسه أعداء كثر داخل العائلة الحاكمة وخارجها، ولم يخلق لنفسه معهم أي باب أو مجال للعودة وإرضائهم، حتى الملك سلمان وهو حي غير قادر على العودة والقيام بدوره كباب للتراجع لأنه كسر جميع الأسس السابقة والأعراف والسياقات المعمول بها... مؤكداً ان الملك سلمان آخر ملوك المملكة!

كما أن ابن سلمان يستخدم والده الملك لصبغ ما يقوم به إعلاميا وكمرقع، يرقع تهوره وسياساته الخاطئة، وذلك في ملف القدس والقضية الفلسطينية، وحرب اليمن ،والأزمة الخليجية، وجريمة خاشقجي …إلخ. وذلك بوضع التصعيد جانبا ،والتصريحات العقلانية، إعلاميا فقط.

فدور الملك سلمان بحسب الغفيلي  يأخذ مجراه في الأمور الثانوية التي لا يقوم بها ابن سلمان أو التي لا يحبذها نفسيا، مع الأمور والسياسات الترقيعية كاستقبال عائلة خاشقجي بعد الجريمة، واستقبال ممثل أمير قطر في القمة الخليجية والاتصال بملك المغرب بعد الخلافات...إلخ.. وهي أمور قام بها الملك شخصياً ولم يتصدر ابن سلمان واجهتها.

ورغم الزهايمر، إلا أن الملك يدعم ابنه في مشاريعه وسياساته ويرغب بأن يصل العرش من بعده ، كما يؤيد أن تتولى عائلته معظم المناصب في المملكة السلمانية الجديدة، والدائرة المحيطة بها، ولا يمثل ذلك تأييدا للإنقلاب على ابن نايف فقط، إنما إنقلاب على العائلة الحاكمة ككل.

التعب والأمراض والسن ،تمكنوا من الملك ،ولم يعد قادرا فعليا على الحكم وإدارة شوؤن البلاد منذ مدة، لكنه يظهر في مناسبات شكلية معينة برفقة ابنه ؛لإيصال رسالة للعائلة الحاكمة وللأمراء الغاضبين بأنه موجود وداعم لمشاريع وسياسات أبنه المدلل.

الملك سلمان لم يتبق له مكانة في نفوس الأمراء والعائلة الحاكمة إلا صورته التأديبية ”القصاصية“ السابقة، فهم لا بستطيعون الوقوف أمام أبنه الذي منحه الصلاحيات والسلطة، لأن الصورة التأديبية لا تزال فعالة في مخيلتهم لكنها ستنتهي بموته.

وتوقع الغفيلي ان شخصية الملك التأديبية السابقة داخل عائلة الحكم والتي نقلها إلى ابنه- لكن بدون معايير ولا ضوابط حيث يعتبر ابن سلمان الجميع خارج الضوابط إن أعترضوا على تنفيذ مشاريعه العبثية, هذه الشخصية التأديبية الغير منضبطة بحسب الغفيلي عند غياب الملك وفقدان ابنه للحماية قد تفتح باب الاغتيالات داخل الأسرة على شاكلة أسرة آل نهيان في الإمارات, مستشهداً بحادثةاغتيال الملك فيصل الذي كان يعتبر "محدثا" من قبل ابن أخيه (الغاضب) .. مؤكداً ان محمد بن سلمان سيتم اغتياله من أحد الأمراء الصغار أو من يوكَّله. لذلك يُعد ابن سلمان لهذه اللحظة عن طريق تقليد ابن زايد في ملف الأمن والحماية بالتعاقد مع مرتزقة ولم يعد يثق بأحد.

الواقع

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف