خفافيش الظلام

اثنين, 12/23/2019 - 20:52
لبات ولد الفاظل

في موريتانيا لاتوجد  سياسة ولاساسة ، لاأستراتجيات ومصالح عامة ، لادولة ولاقانون ،إنما توجد حقيقتان رئيستان الأولى هي "الوطن" والثانية هي "خفافيش الظلام".

لعل هذه التسمية هي الأنسب لمسماها حين تكون اللغة مطابقة للفكرة والوصف تابع لموصوفه يتلاءم ويتناسب مع ماهيته وشبه يرادف وجه شابهه.

تلك الطيور ذات النوع الخاص التي تظل في نوم عميق داخل أعشاشها لتنطلق ليلا في رحلة صيدها المعتاد ، ذلك الصيد الخاص الذي يبقى مقتصر على تلك "الفصيلة" ذات النوع الخاص لكونه مرخصا لها ، فالكل يشارك إنطلاقا من موقعه وحسب قدراته المتاحة والغياب غير مبرر والبخل في هذه الظرفية ليس له مجال والمستهدف هي الفريسة .

وكما تعلمون أن في قانون الغابة وحسب "العرف السائد" فإن النصيب الأكبر هو من حق السادة أي "زعماء تلك الخفافيش'' ، أما البقية فيتم تجزأتها ضمن معايير الأولوية لتلك "الطيور" حسب نفوذ ومركزية المواقع الحساسة التي يسيطرون عليها.

هذا هو ما يحدث في موريتانيا الوطن وليست الدولة ، فطيور تلك الفصيلة هم "الخفافيش" والخفافيش هم من يديرون الدولة ويسيطرون على كل شيئ والفريسة هي موريتانيا "فنيون عاليون وخبراء تلصص" ينهشون البلد كالفئران الضانية لكونها أمانة عندهم ، قطط بشرية ترادف نظيرتها الطبيعية التي لاتستأمن على شيئ لتتفوق بذلك عليها الكلاب من مبدإ الأمانة.

هذا هو سائد السائد وحين يكون العقل السائد هو عبارة عن التملق والتلصص والتحايل تكون المصيبة أعظم ، عقول تابعة جوفاء تقتدي بسابقها ، أناس خلقوا ليكونوا أهلا للخيانة يخطئون في كل شيئ سواها ليصيبونها عن جدارة .

ويأتي السؤال في رحلة البحث عن جواب مقنع ، بحيث يتم تقديمه في ثوب شعبي يفهمه الجميع ويدرك معانيه دون توجيه أو إملاء وهو هل يصادق المجتمع الموريتاني بكل فيئاته المختلفة على تصرفات تلك الخفافيش؟ طبعا لا.

لكن يبقى أصحاب الجسارة من الإستثنائيين وحدهم أصحاب الشجاعة الفذة هم من ينتقدون هذه الخفافيش لكونهم على حق ولكونهم أصحاب ضمائر حية وروح وطنية نابضة بالحياة.. رغم أنهم سيهمشون وسيتعرضون لكل الإنتقادات من طرف المنافقين كونهم نقيض سائدهم الخارج عن المألوف.

لتبقى موريتانيا على ماهي عليه '' هرم سلطة مجوف فارغ المحتوى ، سياسيون متهالكون بلا مبادئ ومثقفون إنتهازيون بلا ولاء  وإقتصاد منهوش تماما "كالخفشاش" الصغير ، حيث رأس صغير فارغ نظرا لضيق سعته العاجزة عن قيادة مستقيمة ، وأطراف غير ثابتة نتيجة للتجاذبات التي تطرأ عليها من حين لآخر أثناء التحليق ، وذيل متهالك يحاول تعديل تلك الأجنحة  لكنها تخونه في كل لحظة أثناء تلك الصراعات .

لتتطور بذلك موريتانيا من السوء إلى الأسوأ وبئس الحقيقة المرة .

وفي كل تجديد للعهد أو البيعة لأحد زعماء تلك " الخفافيش" يقيم المجتمع الموريتاني "المنافق" حفلات تمجيدية يتراقص على رناتها كل ذو قدمين ، حتى ذوي الإحتياجات الخاصة  تشاركهم ذلك الحفل لتحظى بفرصة التصفيق ... وفي ظل هذه الظروف المؤقتة المترفة ينسى هؤلاء جميعا أو يتناسوا عن قصد أنهم يهيئون "كفن" الشعب والوطن .

هذه هي الحقيقة الواقعية والمعاشة أردت أن أكتبها بهذه المنهجية نزولا عند رغبة ضميري وواجبي الوطني والأخلاقي لعل وعسى أساهم ولو بسطور خجولة في تغيير هذا الواقع.

لبات ولد الفاظل

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف