المجتمع الموريتاني وعلماء الزور

اثنين, 01/27/2020 - 17:49
لبات ولد الفاظل

كعادته يسير القطيع على خطى مقدمته،هكذا جرت العادة أن تكون الخطوات مضبوطة بشكل دقيق وعلى الشاكلة المألوفة والمنهج المعروف،يسير"الكل"مع بعضه البعض مشكلا بذلك حلقات متواصلة يترك أثرها كدليل قاطع على مسلك الطريق الذي يفرضه رعاة القطيع على قطعانهم دون تحديد ومعرفة الوجهة.      هذا هو حال المجتمع الموريتاني"الجاهل"وحال"علماء الزور"أو بالأحرى"فقهائه" فالأول يشكل"قطعان الحيوانات النائمة"في سبات شديد التي لاتدرك أي شيئ حتى لو كان ذبحها،أما الثاني فيشكل قادة حلقات القطعان أي رؤوسها الممثلين في"علماء الزور وفقهائه"الذين يجهلون فيالدعون المعرفة لجهلهم عدم إمكانيتها المدعومة بحجج"بيرون"الخمسة"في نظريته لعدم إمكانيتها وقد برهن على ذلك وشاركته نخب متعددة واسعة النطاق .

فهؤلاء الذين يعتبرهم المجتمع الموريتاني بالمفهوم العامي الإصطلاحي "علماء"يقتدى بهم ليسوا كذلك،إنما هم في الحقيقة"علماء زور وفقهائه"بدرجة أولى مع إحترامنا الشديد "للقلة القليلة"المتماسكة،تلك القلة من"الإستثنايين"الذين يصنعون ميزة تحدث كل الفوارق مع خلفها،رغم تعليمهم التقليدي المحظري،لكن بصيرتهم أضاءت لهم"نور الحق وظلام الباطل"ولعل أولئك الشواذ الخارجون عن"سائد"هذ المجتمع أمثال العلامة"بداه ولد بوصيري والعلامة محمد سالم ول عدود"رحمهم الله وأطال في عمري الداعية إلى الحق صاحب اليد البيضاء الفقيه"محمد ولد سيدي يحيى"الذي كان دوره حاضرا في كل أوساط فيئات المجتمع الموريتاني بكل أصنافه يبلغ الرسالة ويعلم المهمشين والمحرومين والمعوزين الجاهلين بدينهم،يثبت الحق ويرفض الباطل لايخاف لومة لائم وأجره على الله،كان الرجل ومن سبقوه أمثلة حية لسلوكياتهم اليومية الخيرة.                  .

خلافا "لعلماء الزور"المرتزقة"المضللين والضالين الذين "يستخدمون الدين أسوء إستخدام" وهم   لايقلون شأنا عن السياسيين والمجرمين وقادة الدولة المتملقون الناهبون لأموال المغلوبين على أمرهم،بينما ينهبون هم تمويلات"المحاظروالمساجد التي وهبت على ذلك الأساس.

هذه هي تصرفات"علماء الباطل"ولاشك أن"الواقع الحي الملموس"يقدم شهادة بالإجماع على خيانتهم وخداعهم المبرمج،فالبعض منهم يمارس"التسول"بإسم الدين فيمد يده لجيهات خارجية وتحديدا منطقة الخليج العربي بإعتبارها منطقة ميسورة داعمة للدين السياسي تقدم مساعدات خيرية على ذلك الأساس،والبعض منهم يتاجر بالدين كتجارة رائجة مدرة للدخل تدعمه"دول وحركات"خارجية دينية محظورة محسوب عليها  يصدر"الفتاوى"التي تتلائم وتنسجم مع أنشطتها السياسية ويمارس سياستها يقود تيارها في هذا البلد الضائع المتهالك بكل المقاييس.

والبعض الآخر يرتمي بين"أحضان السلطة"يشرع الحرام ويحرم الحلال ليعيش على الباطل والزور والنفاق السياسي والسياسة الخبيثة التي تتقن فن الممكن ويلعب فيها الكذب والمكر نصيب الأسد للوصول للغايات المنشودة. 

إن كل تصرفات هؤلاء تشير إلى أنهم فعلا طيورجائعة تمارس الزغزة على"المنصات"لكنهاعبيدة غرائزها يركبون السيارات الفاخرة من الحرام ويسكنون القصور من الحرام ويملؤون بطونهم من الحرام ثم يجيشون الخطابات التافهة وعديمة القيمة تحت شعارات مزيفة وزائفة تخدم مصالحهم وشركائهم"كالصبر على الجوع"تلك الخطابات التي تستقطب أصحاب الفكر المغلق أصحاب المسلمات وأصحاب العقول المستقيلة والمعطلة التي تميل دائما لمثل هذه الخطابات الجماهيرية الدينية التلقينية نظرا لغياب سلطة العقل فتؤمن بالأساطير والخرافات نظرا لعبوديتها الفكرية.

إن هذه الحقائق هي بالفعل حقائق واضحة وواقعية ليست فرضية قد "تكون أولا تكون"فكما هومعلوم هذا هو حالهم الذي يقتدي به كل"منحط وجاهل"يعاني أبشع درجات"الفقرالمعرفي"ويتخذ من أحكامهم التافهة والتالفة حجة مع العلم أنهم لم يتلقوا تعليما أكاديميا من مؤسسات دينية مرموقة ومعاصرة تنظرالعلوم الشرعية تنظيرا سليما متمعنا ليس في الشكل وإنما في الجوهر والمضمون يتماشى مع تطورات العصر بطرق حضرية لا تفسد الأحكام الشرعية ولا تعيق التعايش والتأقلم مع متطلباته،لذلك هم فقط مجرد مكتبات متنقلة لا أكثر من ذلك ولا أقل على ظهور"الحمير"حين تسأل عن شيئ يستخرج على الفور لكنهم لايفقهون ما المقصود من ذلك لعدم فقههم لجوهره فقط يعرفون ترتيل السطور وترتيب الحروف ويحفظونها بدقة.

ربما هذه الحقائق غيرمقبولة في"مجتمع أمي"جاهل لنفسه ولغيره يمجد النفاق والكذب والسرقة والخيانة ويعيش عليها كمصدر رزقه الوحيد وسيشعربالضيق والإنفعال لبشاعة حقائقه المرة وحقائق فقهائه وسياسييه وزعمائه وقادته.

إن أي مجتمع قد يتقبل فكرة زعيم متحايل ورئيس مجرم وطبيب مدخن وتاجر للأعضاء لكنه من الصعب عليه تقبل فكرة رجل دين كاذب،مخادع ومنافق وتاجرلدينه،لكن المجتمع الموريتاني وصلت به"شذوذه السلبية"لأرذل الدرجات فتقبل كل ماهو مرفوض ورفض كل مقبول.

لبات ولد الفاظل 

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف