هــل الــحـيـوان أكـثـر وفـاء مـن الإنـسـان؟

سبت, 03/21/2020 - 13:29

وإذا كان كذلك ما هي الأسباب التي تجعل الإنسان غادراً وجاحداً؟ من خلال مقاطع مرئية وصور متنوعة تُبيّن أن بعض الحيوانات حين يرأف أصحابها بها تقابل ذلك بالوفاء، وكانت صورة الجمل الذي لم يبرح قبر صاحبه لأسابيع حيث ترك مسكنه وهجر مرعاه وبقي إلى جوار القبر بتشمم التربة التي تغطي جثة مالكه وكأنه يناجيه ويبث حزنه على فراقه، أي وفاء هذا؟ ومقطع آخر لأسد مفترس حيث لم ينس جميل ومعروف صاحبه حين كان شبلاً، ورغم السنوات الطويلة التي قضاها بعيداً في الغابة إلا أنه حين شاهد صاحبه اندفع ليتمسح بجسده فكانت لحظة مدهشة تنم عن تغليب عاطفته الوجدانية على نزعته العدوانية ومكثا يتعانقان، وتظل الكلاب أكثر وفاء وإخلاصاً حيث تضحي بأرواحها في سبيل الذود والدفاع عن الأشياء التي اؤتمنت عليها.

وفي المقابل تناقلت وسائل الاتصال السريعة لشاب نُزعت من قلبه الرأفة والرحمة حيث سكب جالوناً من البنزين على فراء ثعلب وهو محبوس داخل قفص حديدي وأشعل به النار ليتركه ينازع الموت في منظر مؤلم للغاية فيما يقوم صديقه – وبتلذذ – بتصوير المشهد المحزن، وشاب آخر غلبت على قلبه القسوة والفظاعة حيث راح بسيارته يتعقب كلباً لا ذنب له في مساحة الصحراء الواسعة ويترصد بسيارته ليدهسه مراراً حتى الموت.

ما الذي دفع هؤلاء البشر لأن يقوموا بفعلهم الشنيع وجرمهم المشهود بالإيذاء المتعمد لحيوانات لا حول لها ولا قوة، هل نزعت الرأفة والرحمة من قلوبهم؟ وما دوافعهم؟ وهل هذا مخرج سلبي عن التعليم؟ أم ما اكتسبوه من ثقافة المجتمعة؟

 نقول إن مثل هذه الأعمال الشنيعة تحتاج إلى دراسة معمقة من المتخصصين في علم النفس والاجتماع لعلنا نصل إلى نتائج نستطيع فهم الدوافع والأسباب وصولاً إلى حلول لمثل هذه المشكلة، لأن العقاب يلامس السطح ولا يصل إلى الجذر، مما نتوقع أن يقوم آخرون بمثل هذا الفعل دون رادع أخلاقي أو حتى ديني، ولو عدنا إلى ديننا الحنيف لوجدنا من الأحاديث النبوية التي تحض على الرأفة بالحيوانات وعدم إيذائها وإطعامها فالرسول الهادي الكريم قال «في كل كبد رطبة أجر» وفي حديث نبوي:
.«دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ»
ما أجمل ديننا الإسلامي وما أروع تعاليمه فهو دين حياة، وما أتعس مثل هؤلاء البشر الذين يسيئون لأنفسهم أولاً وإلى ديننا البريء بسلوكهم الشنيع.

 

بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف