آن الاوان

سبت, 04/18/2020 - 10:58

 بعد أفول نجم العراق وبُروز حُكام ومُلوك وأمراء وقادة عملاء لايعرفونَ معنى الدين والسيادة والاخلاق . حولوا شعوبهُم الى ما يُشبهُ قطعان الغنَم التي يَقودها المِرياع . الخروف الذي لايفهم من الحياة سوى اتباع الحمار أيا كان قرارهُ ووجهتهُ ويشعر بالفخر والسرور بغض النظر عن الاضرار أو الكوارث التي سيُخلفها لاحقا . لأنه إذا سار تبعهُ القطيع مُعتقداً أنه يسير خلف زعيمهُ البطل ! ... لكن المُؤلم انك ما تلبث ان تكتشف أن هذا الشُجاع المَهيوب المَحبوب الذي تسير خلفهُ . السيد او المرجع ولا تتجاوزهُ أبدا ما هو الا حمار ... لا تغُرك المظاهر والمواكب والطائرات الخاصة والعضلات المفتولة ولاتعجب من جَسده او رأسه الكبير او طوله الفارع . فوالله جميعهُم خرفان تجري خلف من لايعرف من الدنيا سوى الأكل والشرب وهز الرأس وقول نعم كل يوم قبل النوم وبعده .

بعد الاحتلال . تهافتت علينا ضباع الدنيا لتحكُم وتتَحكَم وتدعي التحرير والتغيير وتَعدُ بالتقدم والتطوير . قُتل قادة البلد واحرق الزرع والضرع والولد . والباقي في السجون او هُجِروا وهاجَروا او غُيِبوا . او دفعوا ثمن الحرية ارواحهم البريئة . وكل ذلك باسم الدين . ولكن أي دين ؟

انها نظرية ولاية الفقيه التي قال عنها الدكتور موسى الموسوي : " انها من أكبر البدع التي أرغم عليها الشيعة . قبلها البعض طائعا والاخر مكرها وهي تتحكم في مصير الناس . واليوم يدفعون ضريبتها الباهظة بالدم والمال وفقدان الحرية والكرامة . لان الولي الفقيه يتخذ منها منصة لإرغامهم على الإيمان بأنهُ وكيل عن الذات الإلهية ومُتحدث بلسان الوحي الذي يتلاعب بالآيات القرآنية كما يُريد ويُعطل أركان الإسلام ويُغير الحُدود والموازين ويرى نفسه وصياً على عقولهم ورقيباً على إرادتهم ومَن يقف مُعارضاً له يعتبر كافراً زنديقاً وجبَ قتله . رغم إنها تتناقض مع المبادئ الإسلامية التي ألغت حاكمية الإنسان على الإنسان وجعلتها لله وحده . وما هي الا امتدادا لعصور فرعونية وثنية ومع هذا تُصبح الآن ضمن دستور أمّة تدعي الاسلام " .

قال تريتا بارزي : " لم يفرّ اليهود إلى إيران وإنما رحلوا إليها طوعاً وهي حتى يومنا هذا تستضيف أكبر جالية في الشرق الأوسط بالرغم من هجرة عشرات الآلاف منهم إلى الولايات المتحدة . ويتمتعون بالحرية الدينية وهذه المُعاملة اللطيفة جعلتهُم أقل مُمانعة للتأثيرات الفارسية في الديانة اليهودية " . وفي المقابل لا نجد مسجداً واحداً في طهران . رغم انهم دخلوا يرتدون لباس الدين ومع ذلك يُوزعون الالم والقسوة والصُراخ بالتساوي . لانهم جبناء لا يستطيعون مُواجهتنا الا بالحديد والنار واطلاق جرائهم المسعورة التي صدقت انهُم قادرين على ادخالهم الجنة التي لن يروها حتى في احلامهم .

لكن تذكروا فرعون الذي كان يقول ( مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) غافر . 29 . كثيرون مثله تسلطوا واستبدوا اليوم : سفكا للدماء وعدوانا على الأحياء وبقرا لبطون الحوامل وقلعا لعيون الأطفال وهدما للبيوت . تجويعا وإهانة واستيلاءا على الأموال . استعبادٌ كامل . وهذا غاية الجبروت ولهذا جاء امر الله (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (50 ) البقرة ... نحن نقرأ القرآن والسُنّة فإذا المُؤمنون هُم المُنتصرون وهُم الذين لهُم العاقبة ونتلفت حولنا فلا نرى أثراً من هذا ولانصراً او تفوقاً او نجاح . فما بالهُم يُغلَبون وهُم مليار ومـائتي مليون ؟ اذن ما الذي يجري ؟ ...

يبدو اننا ننسى أحيانا أن الدُنيا تأخذ شَكلَ الغِربال لتنقية البَشَر الذينَ يَصطَفيهِم الله لكَبائرِ الأمور فَقدوتنا صلى الله عليه وسلم أقامَ في مكَة ثَلاثة عَشر عاما وَبِالمَدينة عَشر سِنين يَخوضُ غمارَ الحَياة مَعَ الرَعيلِ الأول مِنَ الصِحابَة . تَعَرضوا لِلحِصار وَالتَعذيب وَالقَتل وَصودِرَت أموالهُم وَمَساكنهُم لانَ الله أرادَ يُخرجَ الصَفوَة مِن ذلكَ الجيل الذينَ حَمَلوا عَلى أكتافِهِم عمادَ الدَولَة التي قادَت الدُنيا إلى التَوحيد وَالعَدل وَالإنسانيَة وَالنَجاح . فَلا تَحزَنوا لأنَنا نَتعَرض الى نَفس الظُروف . قالَ تَعالى ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2 ) العنكبوت ... فلا تَحزَنوا لِتَجمُع أحزاب هذا الزَمان عَلينا .

في الغار ورَسولُ الله صَلَ الله عَليهِ وَسَلَم يَنظُر إلى أقدامِ المُشرِكين قالَ ( لا تَحزَن إنَ اللهَ مَعَنا ) وَفي الخَندَق كان يضرب الصخرة ويقول : الله أكبر أعطيتُ مَفاتيحَ الشام والله إني لأبصِرُ قُصورَها الحَمراء الساعَة . ثُمَ ضَربَها الثانية وَقال : الله أكبر أُعطيتُ مَفاتيح فارس والله إني لأبصِر قَصر المَدائِن الأبيض . ثُم الثالثة وَقالَ : الله أكبر أعطيتُ مَفاتيحَ اليَمَن وَالله إني لأبصِرُ أبوابَ صَنعاء مِن مَكاني هذهِ الساعَة فَتَكسَرَت ... وهكَذا الإعتِصام بِالله فَقَد كانَ إذا أصابَهُ غَم لَجأ إلى الصَلاة يَشكو إلى رَبَهُ وَيُناجيهِ فَهُوَ يَهوي إلى رُكن شَديد .

إن القائد الناجح : هو الذي يُحول الفشل إلى نجاح والدموع إلى ابتسامة والضعف إلى قوة … ولان الجميع يعرفون ان امريكا وغيرها من دول البالونات الفارغة لاتعرف الا لغة القوة ولاتسمع الا اصوات البنادق لهذا وجب علينا الان الاعلان عن تشكيل الجبهة الشعبية لتحرير العراق او المَجلس الوطني للمقاومة الذي يضُم كافة التشكيلات والهيئات والجبهات والفصائل . شرط ان تتوحد الجهود الاعلامية والعسكرية والمادية والامنية اذا اردنا ان يَحترمنا عدونا قبل الصديق . جبهة واحدة تقطع الطريق على المُندسين والعُملاء والانتهازيين الذي يبحثون عن المناصب والمَكاسب وتُعرِّي اصحاب البطولات الوهمية الداعين والناعقين الى تحرير البلد وهُم يختبئون خلف عباءة الخوف . تُمثل كل اطياف الشعب وجميع فئاته الدينية والقومية وكل من يخرج عنها ستلفظهُ المسيرة ويُعتبر خارجها والا . فوداعا ايها العراق حتى يعود جُندُ الله ويُحرروهُ من جديد كما فعلوا في القادسية الاولى وينقذوا اهله الذين تحولوا عند الفُرس عَبيد ...

اما مُطلقوا الشائعات التي تُعَبرُ عن الاماني والاحلام التي تنتاب مُروجيها الذين يأملون ان تكون حقيقة واقعة والتي مللناها ليس لأنها تبث الفرح والسرور في قلوبنا بالعكس . بل لأننا بتنا نشعر اننا شعب مُغفل احمق يسوقهُ كل من يُريد ومتى ما يُريد والى أي مكان يُريد .لان الولايات المتحدة بعد ازمة كورونا ليست كما كانت قبلها وهي راحلة تاركة ايانا لقمة سائغة الى عمائم الشياطين وجند الاعور الدجال وسنرى من الذل والموت المزيد ...

اللهمَ أحيينا ما عَلِمتَ الحَياة خيرًا لنا وتَوفنا ما عَلمتَ الوَفاةَ خيرًا لنا وإذا أردتَ فتنَة قَوم فاقبِضنا إليكَ غَير مَفتونين ولا مُبَدلين وَلا مُغيرين ياربَ العالمين .

قال تعالى ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) يوسف

محمود الجاف

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف