الوُهَام

اثنين, 04/20/2020 - 20:32
محمود الجاف

 الوُهَام : هو مُعتقدات غريبة ثابتة لا تتغير وغير قابلة للتصديق حتى عندما تُقَدَم أدلة مُعارضة لما قالهُ الشخص او مجموعة من الاشخاص ولا يستطيع الناس الذين يتشاركون معهُ او معهُم في الثقافة واللغة فهمها وتصديقها . وقد يتطور الى الاضطراب الوهمي الذي كان يُسمى جنون العَظمة وهو نوع من الأمراض العقلية الخطيرة الذي يطلق عليه الان الذهان . يُصبح الانسان حينها غير قادر على أن يُميز بين الحقيقة والوهم كما أنّ السِمَة الرئيسية لهُ هي المُعتقدات التي لا تدور حول شيء غير صحيح أو لا تستند إلى الواقع . ويمُر الناس الذين يعانون منهُ بتخيل أشياء غريبة تنطوي على أحداث لا يُمكن أن تحصل في الحياة الحقيقية كأن يتخيل بأن هُناك من يتبعهُ أو وضع لهُ السُم في الطعام أو قام أحدا ما بخداعه أو التآمر عليه وغيرها من الأوهام التي تنطوي على سوء التفسير للتصورات والأحداث التي تحصل في الواقع وهي غير صحيحة على الإطلاق أو مُبالغ فيها . والذي يعاني من هذا النوع لديه شعور مُفرط بالجدارة أو القوة أو المعرفة وقد يعتقد أنه يمتلك موهبة كبيرة أو اكتشف شيئا مُهماً . واحيانا يعاني الشك فقد يعتقد أن زوجه أو شريكه غير مُخلص لهُ . او أنهُ يتعرض الى سوء المُعاملة أو شخصاً ما يتجسس عليه أو يُخطط لإلحاق الأذى به وقد يقوم بتقديم شكاوى إلى السلطات .

وتشير الأدلة إلى أنّ هذا النوع من الاضطراب يُمكن أن يُسببهُ الإجهاد كما أنّ الإدمان على الكحول والمُخدرات قد يُسهم في زيادة هذه الحالة والأشخاص الذين يميلون إلى العُزلة مثل المُهاجرين أو الذين يُعانون من ضعف البصر والسمع والمُشكلة الاكبر انهُ من الصعب علاجه لأنّ المصابين به يمتلكون نفسية سيئة ولا يعترفون بوجود مرض لديهم ولكن يُمكن للعلاج النفسي أن يُساعد المرضى على التعامل مع الضغوط المُتعلقة بمُعتقداتهم الوهمية وتأثيرها على حياتهم .

يقول تشيزاري بافيزي : لا الأفراد فحسب بل الشعوب أيضا تصاب بانفصام الشخصية .
ويقول علي الوردي : إن قولك للظالم أن يكون عادلا كقولك للمجنون أن يكون عاقلا .. فالمجنون يعتقد أنه العاقل الوحيد بين الناس .

كل حين تخرج علينا اشاعة امل : وهي نوع من الشائعات التي تعبر عن الاماني والاحلام التي تنتاب مُروجيها الذين يأملون ان تكون حقيقة واقعة وتنشر في حالات الازمات والكوارث والحُروب بشكل كبير . وتنتشر بسرعة لأنها تُشعر الناس بشيء من الرضا والسرور وتُشبع فيهم بعض الرغبات والاماني . وقد تكون من النوع الغاطسة التي تنتشر فترة ثم تختفى او تُنسى ثم تعود للظهور مرة اخرى حينما تسمح الظروف . مثل اشاعة ان الدابة ظهرت ... لكننا مللناها ليس لأنها تبث الفرح والسرور في قلوبنا بالعكس . بل لأننا بتنا نشعر اننا شعب مُغفل احمق يسوقهُ كل من يُريد ومتى ما يُريد والى أي مكان يُريد .

قبل ايام نشر ان احد الفلاسفة المُطلعين على كافة العمليات السرية لأجهزة المُخابرات العالمية ان هُنالك احداث كبيرة قادمة وسينفذ مُخطط ضخم ومُرعب وقد بدأ الطيران الامريكي مُنذ الساعة 3.30 فجرا بطلعات على مواقع ضمن بنك أهداف في العراق وسوريا وايران . وانهُ لأول مرة مُنعت اي حركة جوية إسرائيلية في سماء تلك الدول . والمُضحك انهُ يقول ان الأمر خطير والخطط في مُنتهى السرية ولا يعرف بها الا الانكليز وسوف تُعطى الأوامر لأمريكا بالمُشاركة بالتنفيذ قبل ساعة الصفر بنصف ساعة لان بريطانيا تقود أعظم عملية في التاريخ مُنذ دخول قواتها الى العراق عام 1914 - 1917... ( أي انه كشفها قبل المُخابرات الامريكية ) وتم انذار الكويت بالانسحاب من صفوان وأم قصر وخور عبدالله وعليهم ان ينسحبوا إلى مسافة 25 كم داخل أراضيهم أي الى مدينة الجهراء وإخلاء جزيرتي وربة وبوبيان خلال 72 ساعة والا ستكون أهداف مُعادية ...

وانهُما قررا إنهاء مهزلة النظام وقد صرح البريطانيون عن ذلك الموضوع ثلاثة مرات خلال الأسبوعين الماضيين كان آخرها قبل يومين والقيادة المؤقتة والدائمة ورئاسة الوزراء ومنصب المسؤول الأول في العراق الجديد قد تم تحديدهُ بالكامل وستكون مُفاجئة لكل المنطقة والعالم . واليوم لأول مرة كانت هناك طلعات جوية مكثفة في شمال العراق والبصرة والناصرية وميسان وبابل على مُستويات شاهقة جدا باستخدام الجيل الخامس من طائرات ترنادو وهارير من الجيل الثالث وطائرات بريطانية تستخدم لأول مرة من طائرات جاكور (الأسد الذهبي) وطائرات اف 35 .. و F. 22 رابتور .. وطائرات هجومية أمريكية تابعة للفرقة 101 سمتيه ولها جدار تمويه شبحي ... واطلق على العملية الفجر الجديد وسيكون هدفها إعادة المسار الصحيح وبنفس توقيت سابقتها . أي يوم الاحتلال في 4 . 9 ... وادعى المُتحدث انه منقول عن قناة الحدث .

كُل ماذكرتهُ حتى الان ليس مُهما . لكن الاهم ان مواقع الفيس بوك والكثير من المُثقفين والوطنيين والوطنيات تفاعلوا جدا مع هذا الخبر وتناقلوه حتى انني استلمت يومها مئات رسائل التهنئة التي اوصلتني الى مرحلة سألت فيها نفسي . هل انا مجنون ولا ادري ما الذي يجري حولي ؟

ام ان هذه الاعداد الكبيرة من الناس هُم المجانين ؟

امريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني تألموا من اجل شعوبنا وسيُسقطون النظام الايراني حتى يُنقذوا شعبها وتعود الامتين العربية والاسلامية قوية وينمو اقتصادها ويأخذ مكان الصدارة وينتشر الاسلام والسلام ويحيا مُواطنينا في سعادة . لكنني اختبرت نفسي ووجدت انني ما زلت على قيد الحياة ولم تمت مشاعري واحاسيسي ولم يُصب عقلي بالوُهام ولست احلم وان امتنا لن يُحررها بعد الله الا سواعدنا وكما قُلتها مرارا بعد ان نُوحد الراية والغاية ونعود كما بدأنا من البداية ونترك خلفنا الاوهام والاحلام حتى نتقدم الى الامام ويعم السلام والحُب والوئام .

اما الحالمون فأقول لهُم : ارجو الله ان يُعيدكم الى الحياة وتصحوا من هذا السبات وتفهموا ان من غابَ عقلهُ كأنهُ مات واتمنى للجميع اسعد الاوقات ...

محمود الجاف

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف