المسلمون ينتظرون رمضاناً "غريباً"(بلا تراويح ولاافطار جماعي)

ثلاثاء, 04/21/2020 - 18:37

وسط إلغاء ولائم الإفطار مع العائلة إلى تعليق الصلاة في المساجد، يستعد المسلمون في العالم العربي لاستقبال شهر رمضان المبارك الذي وصف بأنه "غريب" عن ما اعتاد عليه الصائمون في باقي الاعوام ، في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد وإجراءات الحد من التنقل لوقف انتشاره.

ولطالما تجمعت العائلات وقت الإفطار خلال الشهر بعد يوم من الصيام من شروق الشمس حتى غروبها. ويتميز شهر رمضان أيضا بشعائر العبادة فيه.

وتبدو عادات شهر رمضان الذي يبدأ هذا الأسبوع، بعيدة المنال مع تفشي فيروس كورونا المستجد، وفرض الحجر الصحي على ملايين من سكان العالم العربي.

ويبدو أنّ صلاة التراويح التي تؤدى جماعة في المساجد كل ليلة خلال الشهر، ستكون ممنوعة مع إغلاق المساجد في كل المنطقة في مسعى لوقف تفشي المرض.

ويقول رئيس شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبد الرحمن السديس إن تعليق حضور المصلين للصلوات الخمس والتراويح في شهر رمضان المبارك سيستمر للحفاظ على صحة القاصدين حسب التوصيات المتبعة من الجهات المختصة.

وأجازت العديد من السلطات الدينية بما في ذلك المفتي العام للسعودية إقامة صلاتي التراويح والعيد في البيوت، كما فرضت المملكة التي يزورها ملايين المسلمين سنويا لأداء العمرة ومناسك الحج، إجراءات وقائية صارمة للحد من انتشار الفيروس تشمل منع التجمعات بما في ذلك صلاة الجماعة ومناسك العمرة.

وفي الأسابيع الماضية، بدأ المسجد الحرام والكعبة التي لطالما اكتظت بعشرات آلاف من المصلين، شبه خاليين من المصلين.

وقال علي ملا، مؤذن المسجد الحرام "قلوبنا تبكي"، مضيفا "اعتدنا على ازدحام المسجد الحرام بالناس خلال الليل والنهار وكل الأوقات"، مضيفا "شعرت بألم داخلي".

ولم تعلن السعودية حتى الآن عن قرار يتعلق بموسم الحج في تموز/يوليو المقبل، ولكن من المرجح أن يتم إلغاء الموسم للمرة الأولى في التاريخ الحديث بسبب الفيروس.

وكانت السعودية طلبت في أواخر آذار/مارس الماضي من المسلمين التريث قبل إبرام عقود الحج والعمرة.

وأعلن الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية أن صلاة التراويح ستكون أيضا في المنازل، ودعا المواطنين إلى عدم تحري هلال رمضان هذا العام.

وتأتي هذه القيود استجابة لتوصيات منظمة الصحة العالمية التي حثّت الدول الإسلامية على "إعادة النظر جديا" في أي احتفالات دينية جماعية، وقد تضررت الكثير من الأعمال بسبب القيود والإغلاقات.

وهذا العام، قام الكثير من المسلمين بإعادة توجيه ميزانياتهم لشهر رمضان لشراء القفازات والأقنعة وغيرها من أساليب الوقاية من الفيروس.

وفي العاصمة السورية دمشق، قال يونس ،51 عاما، داخل متجر لبيع الألبسة "قمت بادخار مبلغ من أجل رمضان لكن قمت بإنفاقه بدلا من ذلك على شراء أشياء للحجر الصحي والوقاية من الفيروس".

وأضاف "لا ولائم ولا زيارات هذا العام.. أشعر أن الفيروس يحاصرنا أينما ذهبنا".

وفي إيران التي ترزح تحت العقوبات، سمحت السلطات باستئناف الأنشطة "منخفضة المخاطر" على غرار المتاجر والشركات الصغيرة.

كما دعا المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الشعب إلى الصلاة في المنازل خلال شهر رمضان للحدّ من تفشي فيروس كورونا المستجدّ في إيران، الدولة الأكثر تضرراً به في الشرق الأوسط.

وقال إنّه في غياب التجمّعات العامة أثناء شهر رمضان "ينبغي علينا ألا نهمل الصلاة والدعاء والتواضع في وحدتنا".

وتظهر الأرقام الرسمية أن الوباء قتل أكثر من 5 آلاف شخص وأصاب أكثر من 80 ألف شخص في إيران، بينما يشكك بعض المسؤولين وخبراء الصحة داخل الجمهورية الإسلامية وخارجها في الحصيلة الرسمية.

وفي القاهرة، زيّنت الشوارع بالفوانيس التقليدية والأضواء استعدادا لاستقبال شهر رمضان.

ويتم في العادة أيضا تزيين المطاعم والمقاهي بهذه الأضواء، ولكنها مغلقة هذا العام بسبب الفيروس ما يجعل شهر رمضان مختلفا.

ومع الفيروس، رفض الكثيرون الادعاءات بجواز الإفطار في شهر رمضان، مصرين إن الفيروس لا يعني منع الصيام.

وكتبت دار الإفتاء المصرية في تغريدة على تويتر "مجرد الخوف من الإصابة ب‍فيروس كورونا ليس مسوِّغًا للإفطار".

وفي إرشاداتها الخاصة بشهر رمضان، أكدت منظمة الصحة العالمية عدم وجود دراسات تربط بين الصيام والإصابة ب‍فيروس كورونا المستجد، مشيرة إن الأشخاص الأصحاء "بإمكانهم الصيام خلال شهر رمضان كما في السنوات الماضية".

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف