صمت دهرآ ونطق كفرآ

خميس, 08/25/2016 - 22:19

تأريخ العراق المخزي المبكي يشهد كل فترة ظاهرة غير محمودة على الإطلاق وهي اتّباع الناس الشخص الذي يضللهم عن الحق باسم الحق ويعطيهم المال, ولا نريد أن نسرد القصص فهي كثيرة جدًّا منذ زمن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام مرورًا بمسلم بن عقيل والحسين وأولاده وأصحابه حتى يومنا هذا, فهم باختصار شديد يهجرون الحق ويتبعون الهوى وينعقون مع كل ناعق , واليوم نعيش أحداث مخزية ومبكية وتسجل عارًا علينا وسوف نذكرها بإيجاز: 1- محمد باقر الصدر علم من أعلام الأمة الإسلامية وشخص غير عادي قل نظيره, صرخ فلم يُنصر وقُتل ولم يتجرأ أحد بالحديث عما جرى له فضلًا عن المطالبة بدمه. 2- محمد محمد صادق الصدر إنسان قل نظيره, بعثه الله لنا ليحررنا من الصنمية والسكوت عن الحق والاستعباد, فمثّل أعظم الجهاد عند الله وقال كلمة حق بوجه سلطان جائر وأسقط أصنام مرجعية العمالة وسكوتها وتآمرها على الشعوب الإسلامية. كل هذا جرى, ولكن الأبرز بعد دخول قوات الاحتلال إلى العراق شهدنا عجائب وغرائب, وهي : أولًا / بعد كل فاجعة من الاحتلال لم نرَغير الصمت المطبق من مرجعية السيستاني, والحوادث كثيرة وأبرزها حادثة سجن أبي غريب. ثانيًا / ورود استفتاءين من السيستاني, الأول أشار فيه بعد انتفاضة الشعب على الاحتلال بحرمة إطلاق الرصاص عليهم, والاستفتاء الثاني له وصفهم بأنهم قوات صديقة مع العلم حتى هم قالوا: إننا محتلون, وصدر ذلك عن رئيسهم جورج بوش ووزير الدفاع رامسفيلد. ثالثًا / تشكيل مجلس الحكم من قبل بعض المعممين والسياسيين بتزكية من مرجعية السيستاني والذي يحكم هذا المجلس بول بريمر وذلك بعد زياراته الكثيرة والمستمرة للسيستاني, والتاريخ سجل كل هذه المواقف التي نذكرها, فلن ننسَ ذلك أبدًا. رابعًا / كتابة الدستور الملغم من قبل مجلس الحكم والذي نعيش حتى الآن في دوامته, فأفرز ما لا يعدّ ولايحصى من مشكلات طائفية وفساد وعمالة والتقسيم التدريجي للبلاد, وتدخّل من هبّ و دبّ في أمور العراق حتى أصبح في حالة يرثى لها. خامسًا / قتل على الهوية بين الأطياف المتعصبة من الجهتين السنية والشيعية وتفخيخ واغتيالات, وفي هذه الفترة ضعفت الوطنية العراقية وأصبحت كل جهة تؤيد أحد الاحتلالين , الإيراني والأميركي, ونسوا الدين وحب الوطن والأخلاق وتعصبوا لمن ينتمون إليه. لقد أصبح المجمتع كالعبيد بيد المحتلين وأصبحنا نُفجَّر ونُقتل ونُهجر ونُسرق ونُغتصب ونُخطف على يد المرتزقة باسم الدين والإخلاص لله, والله منهم براء.

 

بقلم ..... أ . سوزان التميمي

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف