لاحظ مراقبون ارتفاع وتيرة الاحتجاجات المطلبيىة هذه الأيام حيت نظم العشرات من سكان مدينة النعمة عاصمة ولاية الحوض الشرقي، أمس الأول وقفة احتجاجية للمطالبة بحل مشكلة الكهرباء في المدينة. وقال المتظاهرون إن الانقطاعات المتتالية للكهرباء في المدينة، تسببت في خسائر مادية معتبرة، وتوقيف العديد من الأنشطة بالمدينة. وطالب المحتجون الجهات المعنية، بتوفير الخدمات الأساسية ووضع حد لمعاناتهم الناتجة عن الانقطاعات المتكررة للكهرباء في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
وفي داخلت انواذيبو دخل العمال غير الدائمون في شركة المياه على مستوى العاصمة الاقتصادية في اضراب عن العمل لمدة 3 أيام احتجاجا على ما وصفوه بتردي واقعهم وعدم تلبية مطالبهم. وتوافد العمال المضربون إلى مقر الكونفدرالية العامة لعمال موريتانيا في المدينة. وقال مندوب عن العمال المضربين سيدي جعفر إن الإضراب جاء بعد استكمال كافة الإجراءات القانونية من إشعار الشركة المشغلة (البركة) به ورفضها مجرد استلام عريضتهم المطلبية، مشيرا إلى إن مطلبهم الوحيد هو الانفصال عن شركة البركة وتبعيتهم للشركة الوطنية للماء. وأضاف في تصريح ل"الأخبار" إن العمال غير الدائمين يعانون الأمرين وبلا حقوق ولا عقود وأنهم اليوم وقفوا وقفة رجل واحد من أجل تحريرهم من شركة البركة التي كانت تشغلهم حسب قوله وأشار المندوب إلى أن نسبة الاستجابة للإضراب كانت كبيرة وأن 87 عاملا من مختلف العاملين في محطات الشركة وفروعها استجابوا للإضراب تواجدوا هذه اللحظات في مقر المنسقية الجهوية للكونفدرالية العامة لعمال موريتانيا للمطالبة بالاستجابة لمطالبهم.
كنا نظم عدد من سكان مدينة بوتلميت الاثنين الماضي وقفة احتجاجية أمام مباني المقاطعة للمطالبة بإنصاف ابن المدينة الدكتور أحمد ولد المصطف، وإنفاذ الحكم القضائي الصادر لصالحه. ورفع المشاركون في الوقفة صورا للدكتور الباحث، والفائز بجائزة شنقيط، كما رددوا شعارات تطالب بإنصافه، وتتهم وزير التعليم العالي في الحكومة الموريتانية باستهدافه بشكل شخصي وتصفية الحسابات معه.
وقال محمد ولد شداد – وهو المشاركين في الوقفة إنهم نيابة عن ساكنة بوتلميت، ووقوفا مع الحق، ونصرة للحقيقة، وللتضامن مع ابن المدينة الدكتور ولد المصطف. ووجه ولد شداد باسم الساكنة رسالة للرئيس محمد ولد الغزواني، وللوزير الأول محمد ولد بلال، للتدخل، وإنصاف الباحث المشهود له بالكفاءة، ورفع الظلم عنه.
أما الدكتور محمد حبيب الجيد فأكد أن هذه الوقفة السلمية جاءت للتعبير عن التضامن مع ابن المقاطعة البار الأكاديمي المتميز، وضمان حقوقه التي حكم له القضاء بها. وكانت الغرفة الجزائية بولاية نواكشوط الغربية قد حكمت على ولد المصطف بالسجن سنة نافذة بناء على شكوى من وزير التعليم العالي والبحث العالمي سيدي ولد سالم، وهو الحكم الذي استأنفه ولد المصطف أمام محكمة الاستئناف في نواكشوط، ليتم إطلاق سراحه بحرية مؤقتة.
كما يطالب ولد المصطف منذ العام 2016 بإنفاذ حكم قضائي صادر لصالحه باعتماده أستاذا للتعليم العالي في جامعة نواكشوط، ويتهم ولد سالم برفض تنفيذه.
ونشر ولد المصطف خلال الأشهر الأخيرة دراسة عن واقع التعليم العالي في البلاد، كما نشر مقالات حول تسيير الوزير له، وحول اتهام الوزير بالفساد في تقارير صادرة عن محكمة الحسابات خلال فترة تسييره لشركة "سوكوجيم".
ولأن المصائب لا تأتي فرادى فقد تفجرت خلال الأسبوع الماضي فضيحة تسريب نتائج الباكلوريا حيث نشر موقع إلكتروني غابوني، فجر يوم الجمعة الفائت، ما قال إنها نتائج امتحانات الباكالوريا لعام 2020، حيث بدا أنها دقيقة وتم تداولها على نطاق واسع، فيما نفت الوزارة أن تكون لها أي علاقة بهذه النتائج.
الموقع الإلكتروني المسجل على نطاق «غابوني»، أقبل عليه الموريتانيون في غضون الساعات الأولى من فجر ذلك اليوم، وتبادل العديد منهم التهاني على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن أخبرهم الموقع بنجاحهم في الامتحان.
في غضون ذلك كان موقع الوزارة التابع لمديرية الامتحانات والمسابقات يظهر رسالة تتمنى النجاح والتوفيق للطلاب، دون أن ينشر أي نتائج.
اتصلت «صحراء ميديا» في الساعات الأولى من فجر اليوم، بمسؤول رفيع في الوزارة وسألته عن مدى صحة النتائج التي يتم تداولها، فرد قائلاً: «الوزارة لم تنشر أي نتائج».
وأضاف المصدر الذي فضّل حجب هويته: «النتائج المتداولة مزعومة ولا علاقة لها بالوزارة»، مشيراً إلى أن مصالح الوزارة تستعد لنشر النتائج في غضون ساعات.
من جانبه قال سعد بوه الشيخ محمد، المستشار الإعلامي في الوزارة، إن «ما يتم تداوله على أنه نتائج الباكالوريا لا علاقة ولا علم للوزارة به، نعتبره ضمن أعمال التشويش».
لكن صاحب الموقع الذي نشر الفضيحة قال في بيان باللغة الإنكليزية أنه دفع مبلغ ألف دولار لشخص مقابل إرسال ملف النتائج كاملة ودقيقة وأضاف صاحب الموقع أن الملف تم التعامل معه واضعا بذلك فضيحة من العيار الثقيل قد تطيح برؤوس من داخل الوزارة التي أقرت لاحقا بوقوع الفضيحة مضيفة أنها لم تعق إصدار النتائج الرسمية وأنها ستقوم بتحقيق دقيق حول القضية.
قصص دقة النتائج المنشورة على هذا الموقع الإلكتروني، تطرح العديد من الأسئلة، على غرار من يقف وراءه وكيف حصل على النتائج، رغم ما تحيطها به الوزارة من سرية مفترضة.
التحريات التي قامت بها «صحراء ميديا» كشفت أن من يقف وراء الموقع المذكور نشر يوم الاثنين السابع من سبتمبر الماضي، إعلاناً عبر موقع (فرصة) للإعلانات، يتعهد فيه بنشر نتائج الباكالوريا قبل تنظيمها بقرابة أسبوعين.
لقد كان القائم على الموقع يخطط لنشر نتائج الباكالوريا، قبل أن تُنظم، ونشر في إعلانه موقع (dec2baby . ml)، أصبح يحيل في النهاية إلى النطاق الحالي «الغابوني» الذي يحمل شعار مسلسل أطفال ياباني شهير.
إن تسجيل الموقع على نطاق غابوني لا يعني أنه موقع يتبع لجهة رسمية أو غير رسمية في الغابون.
إن نشر الموقع للنتائج يفتح الباب أمام العديد من الفرضيات، فهل حصل عليها عبر «تسريب» من داخل الوزارة، أم أنه «اخترق» خوادم الوزارة، أم أن جهة ما داخل الوزارة هي من يقف وراء نشر هذه النتائج وبهذه الطريقة.
إن الثقة الكبيرة التي تطبعُ تصرفات القائم على الموقع، ترجح فرضية التسريب من داخل الوزارة، ويقول المدافعون عن هذه الفرضية إن القائم على «الموقع الغابوني» قد تربطه صلة وثيقة بأحد موظفيها.
في المقابل يرجح آخرون فرضية «الاختراق»، خاصة في ظل الهشاشة الأمنية للمواقع الرسمية، إذ سبق أن اخترق شاب قبل سنوات قليلة، موقع مصلحة الامتحانات، وأجرى تعديلات على نتائج الباكالوريا مانحاً جميع الراسبين معدل 10.
يعتقد أصحاب هذه الفرضية أن المخترق كان يراقب موقع مصلحة الامتحانات، عبر ثغرة أمنية، وعندما بدأت فرق المصلحة رفع النتائج على السيرفر قام بتحميلها، ليرفعها على موقعه الخاص.
وتشير معلومات «صحراء ميديا» إلى أن تحقيقاً سيفتح في الموضوع، من أجل الوصول إلى المسؤول عن نشر النتائج، خاصة وأن هنالك قانوناً للجريمة السبرانية.
الحادثة فتحت نقاشاً حول الأمان في المواقع الإلكترونية التابعة للمؤسسات الرسمية في موريتانيا، التي كثيراً ما تتعرض للاختراق، وسبق أن وصل الأمر إلى تحذير المتصفحات من دخولها في كثير من الأحيان.
المصدر:جريدة العرب الأسبوعبية
