حقوق الإنسان و التكافل الاجتماعي أية علاقة جزء 7

خميس, 10/29/2020 - 00:55

فرائض وليست مجرد حقوق:

وإذا كانت الفلسفات الاجتماعية غير الإسلامية قد وضعت العدل الاجتماعي في إطار حقوق الإنسان فإن الإسلام قد وضعه في مرتبة الفـرائـض والوجبات والتكاليف التي يأثم الإنسان  فردا أو جماعة-إذا هو تنازل عنه حتى لو كان هذا التنازل طواعية واختيارا.

كـــذلك، لم يقف الإسلام-في التكــافل الاجتمـــــاعي  عند حدود «الفلسفة» التي تحدد «المقاصد، والغايات»، وإنما وضع الفرائض التي تمثل «الآليات» التي تحقق هذه المقاصد والغايات وإذا كان استقصاء الحـــــــــــــديث عن هذه «الفرائض الآليات» فيمـا فرض الإسلام على المسلمين، هو مما يخرج هذه الصفحات عن حيز المطلوب  فــإننا نكتفي في هذا المقام   بالإشارة إلى بعض الفرائض الإسلامية التي يمكن لها - في الواقع الاقتصادي والاجتماعي «المــــأساوي - العبثي» الـراهن-أن تخرج عـلمنا من الظلمات إلى النور.

 إن المجتمع المسلم يجب أن يحقق «التنمية الاجتماعية» و»التكافل الاجتماعي» بالحلال الإسلامي وذلك بواسطة:

صندوق التنمية بالرّكاز:

ذلك أن معظم ثروات الأمة الإسلامية مركزة في باطن أرضها والإسلام يفرض فيما يستخرج من هذا «الــــرّكاز» مقدارهـا 20%  وتستطيع الأمة أن ترصد زكاة الرّكاز أي خمس قيمة المستخرج من البترول والغاز والفــــــوسفات والحديد والفحم والكـروم والبــوكسيت والمنجنيز والقصدير والنحاس والرصاص والذهب والفضة  الخ  في صندوق للتنمية الاقتصادية الشاملة لأوطان الأمة على أن يراعى في أولويات التنمية بمختلف الأقطار البدء بتحقيق الكفاية في الضروريات فالحاجيات فالتحسينات والكماليات.

وبصندوق التنمية هـذا تتحقق العدالة الإسـلامية بين كل أقطار الأمة وفق ما هو مستخرج من أرضها والعدالة في التنمية والتكافل الاجتماعي وفق سلم الضرورات فالحاجيات فالتحسينات، وبه كذلك.

تتحرر الأمة من أسر الــديون الخارجية، وحـرام الــربا الفـاحش، اللذان يرهنان موارد الأمة وحريتها وإرادتها لدى الدائنين.

وبهذا المصدر للتنمية والتكافل يزدهر عمراننا الدنيوي، ونرجو ثواب اللّـه ورضوانه يوم الدين.

صندوق الزكاة العامة:

في غير الــــرّكاز من المزروع ورؤوس الأموال والتجارات والعقارات والحيوانات والحلي المدخرة الخ  الخ ومقادير هذه الزكوات تتفاوت بتنوع ما هي مفروضة فيه، فمنها مــــا هو 5،2%، وما هو 5%، وما هو 10%.. الخ ..الخ.

وباستطاعة خطة التنمية الإسلامية أن تقيم لهذه الزكوات مؤسسة توظف أموالها في التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة للفئات والمصارف التي حددها القرآن الكريم: ﴿إنّما الصّدقات للفقراء والمساكين  والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم﴾(التوبة:60).

ولخطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية حرية توجيه أموال هذه الزكوات للاستثمار في الميادين التي تحقق التكافل الاجتماعي، إما لأن ذلك هو (سبيل اللّـه)، أو لأن وضع هذه الأموال في الإنتاج المحقق لتكافل مصارف الزكاة هو أفضل من إخراجها للاستهلاك. .... يتبع

بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف