تحالف العدوان السعودي والإصلاح اليمني يحتضر فهل أدرك الأخير خطيئته؟؟

جمعة, 11/20/2020 - 14:25

بات التحالف السعودي مع حزب الإصلاح اليمني على حافة الهاوية؛ إثر تصنيف هيئة كبار العلماء بالمملكة جماعة الإخوان المسلمين بـ"الإرهابية"، وهو ما اعترض عليه قادة "الإصلاح".

وعبر قادة الإصلاح عن قلقهم من أن شريكتهم الرياض أدارت ظهرها لهم، الأمر الذي قد يدفعهم أكثر إلى أحضان انصارالله.

ولطالما عارضت السعودية والإمارات جماعة الإخوان المسلمين، ووصفت الجماعة بأنها منظمة إرهابية في عام 2014، ومع ذلك وجد السعوديون على مدى عقود أن حزب الإصلاح يعد شريكاً مهما وقاموا بتعزيز وضعه كذراع للرياض فقط بعد التدخل بقيادة السعودية في الحرب على اليمن عام 2015.

ومع قيام السعودية وحلفائها ومن ضمنهم أمريكا واسرائيل وبريطانيا و فرنسا بتوفير الأسلحة لمقاتلي الإصلاح الذين يقاتلون جماعة انصارالله المتحالفة مع إيران، وحتى نشر قواتها إلى جانب الإصلاح، امتنعت الرياض عن الخطاب العدائي والتحركات ضد جماعة الإخوان المسلمين، طيلة تلك الفترة.

واستهدفت الإمارات، حليفة السعودية، الإصلاح عدة مرات خلال الحرب اليمنية، على الرغم من أنهما ظاهريا على نفس الجانب من الصراع، واستخدمت أبوظبي مرتزقة أمريكيين لقتل قادة الإصلاح، واشتبك وكلاؤها المحليون مع مقاتلي الإصلاح، ورغم ذلك لطالما أدت رعاية الرياض في السابق إلى وقف خروج الأعمال العدائية عن السيطرة"=.

ولكن الأمر تغير الأسبوع الماضي عندما أصدرت هيئة كبار العلماء السعودية بيانًا وصفت فيه جماعة الإخوان المسلمين بأنها منظمة إرهابية؛ الأمر الذي دفع مسؤولي الإصلاح في المملكة إلى القلق.

وردًا على البيان السعودي، انتقد قادة الإصلاح، مثل الحائزة على جائزة نوبل للسلام "توكل كرمان"، المملكة واتهموها وولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" بقمع الحريات.

وغردت "كرمان" في 10 نوفمبر / تشرين الثاني قائلة: "إلى مجلس المنافقين الكبار لابن سلمان وتلميع الأحذية: أعضاء الإخوان المسلمين في السعودية يناضلون من أجل الحرية ونظام ابن سلمان يقمع الحريات لجميع الأطراف، سواء الإخوان المسلمين أو غيرهم".

وأضافت أن "سجون ابن سلمان مليئة بمن يقولون لا، .. السعودية هي أم الإرهاب وأبوه".

انتهى التحالف

ويعيش العديد من مسؤولي الإصلاح في المملكة العربية السعودية، ويعملون غالبًا في حكومة الفار "عبد ربه منصور هادي" ورئاسته، والتي تعمل من المملكة منذ بدء الحرب، لذلك لم يصدر أي بيان رسمي ردا على تصنيف الإخوان، لكن أعضاء الإصلاح في اليمن يعتقدون الآن أن تحالفهم مع السعوديين قد انتهى فالإمارات تقاتلهم منذ أوائل عام 2017، وقد دعمت المجلس الانتقالي الجنوبي لمحاربتهم في الجنوب، لكن المملكة العربية السعودية كانت محايدة, إلا انها تدخلت أكثر من مرة لحل الخلاف بين المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الإصلاح المدعومة من هادي، وقبلوا جميع الإتفاقات.

ويشعر اعضاء الإصلاح في كثير من الأحيان بخيبة أمل من قبل المملكة، لكنهم لم يتوقعوا أبداً أن تسمهم المملكة بالإرهاب وتستضيف قادة الإصلاح وتقاتل إلى جانب الحزب.

قبل عام 2015، اتهمت السعودية جماعة الإخوان المسلمين بالإرهاب والعلاقة لم تكن جيدة، ولكن في عام 2015 بدأ تحالف جديد وكان مقاتلو الإصلاح يقاتلون في اليمن مع قوات الإحتلال السعودي, وحاولت السعودية إجبار الإصلاح على التحالف مع الإمارات وتنفيذ أوامرها لكن أعضاء الإصلاح لا يخضعون فعلياً سوى لقطر ومن خلفها تركيا.

وفي السياق يرى الصحفي اليمني المخضرم "محمد علي"، أن الولاء السعودي الإماراتي يحل محل جميع التحالفات الأخرى للرياض.

وأضاف: "هناك خلافات بين الإمارات والإخوان المسلمين في عدة دول، وقد اتخذت المملكة العربية السعودية هذه الخطوة لإخبار العالم بأنها تدعم أبوظبي ضد الإخوان".

وتابع: "في اليمن، أعتقد أن حزب الإصلاح يعرف جيدًا أن السعودية ضدهم حتى قبل هذا الاتهام"، مشيرًا إلى ضعف الدعم لقوات هادي عندما اندلعت اشتباكات بينها  وبين الانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات.

وأشار "علي" إلى أن الإمارات والإخوان المسلمين يخوضون معركة دولية تمتد عبر مصر وليبيا وأماكن أخرى.

وقال الصحفي اليمني إن "العدوان السعودي" لن يؤدي إلا إلى تقريب الإصلاح والحوثيين من بعضهما البعض.

وأشار إلى أن "الإصلاح لا يريد أن يقول علنا ​​أن السعودية عدو؛ لأن هناك بعض قادته في السعودية، لكنهم يعتقدون أنها عدو رئيسي".

وأكمل: "أعتقد أن أفضل حل الآن هو أن تتجه الأطراف المتحاربة نحو مصالحة وطنية للتوصل إلى حل سلمي للحرب الجارية؛ لأنه الحل الوحيد.

من جهته، قال "مصطفى اليافعي"، وهو من أنصار السعودية وقاتل سابقًا في المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، إن الرياض "لم تتوصل إلى هذا القرار بين عشية وضحاها، لكنها فكرت سنوات قبل اتخاذ القرار".

وقال "اليافعي" لموقع "ميدل إيست آي": "كان هذا الاتهام موجهًا لجماعة الإخوان المسلمين بشكل عام وليس فقط في اليمن، ولن نخبر السعودية بما يجب فعله وما لا يجب فعله".

وقبل خمس سنوات، كانت قوات "هادي" موحدة وتقاتل جنباً إلى جنب ضد انصارالله في عدن وتعز ومحافظات أخرى، واليوم تزايدت الانشقاقات.

وفي يوليو / تموز 2020، اتخذ القيادي بحزب الإصلاح الشيخ "محمد علي الخزاعي" خطوة دراماتيكية بمغادرة مأرب والانضمام إلى انصارالله في صنعاء، مشيرًا إلى أن هناك العديد من قادة الإصلاح العسكريين والسياسيين مثله يريدون فعل الشيء نفسه.

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف