نيويورك تايمز:التغييرات المتسارعة في السعودية هدفها تخفيف التوتر مع بايدن

أربعاء, 01/20/2021 - 17:58

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن التغيرات المتسارعة في المملكة السعودية هدفها تخفيف التوتر مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن.

وتساءل مراسل صحيفة “نيويورك تايمز” في بيروت، بن هبارد، إن كانت التغييرات الهادئة في السعودية كافية لتهدئة التوترات مع الرئيس بايدن؟.

وقال هبارد إن تخفيض عدد حالات الإعدام وإزالة خطاب الكراهية وتحديد مدد سجن الناشطين، هي جزء من التغيرات التي شرع بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وأشار إلى أن وصول بايدن إلى الحكم قد يكون بداية علاقة غير متجانسة مع السعودية.

أعلنت الرياض التي كانت تعتبر واحدة من أعلى الدول في ناحية أحكام الإعدام، عن تراجع العدد بـ85 حالة عام 2020.

وتقول الجماعات التي تراقب التحريض على غير المسلمين في المقررات الدراسية السعودية، إنه تم حذف كل الأمثلة التي تدعو إلى الضيق والشجب.

كما أن الحكم على أهم معتقلين في البلاد وتحديد مدة الحكم جاء مع وصول بايدن إلى الرئاسة.

ويقول هبارد إن منظمات حقوق الإنسان أثنت على التغييرات، لكنها أكدت على فشل المملكة في توفير الحقوق الأساسية.

متغيرات سريعة

تخفيض عدد حالات الإعدام وإزالة خطاب الكراهية وتحديد مدد سجن الناشطين، هي جزء من التغيرات التي قامت بها السعودية مع وصول بايدن.

ونقل الكاتب عن آدم كوغل، نائب مدير الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش: “كانت هناك إصلاحات جيدة قد تثير الحماس”.

واستدرك كوغل: لكن الغياب الكامل لحرية التعبير ومواصلة القمع السياسي خفف من حصول السعودية على ثناء أكبر عن هذه التغييرات.

ويعلق بن هبارد أن الكثير من هذه التغييرات غير مرتبطة بمحاولة التقرب من الولايات المتحدة.

لكنها جزء من عمليات تنويع الاقتصاد وتخفيف القيود الاجتماعية التي بدأت في عهد الملك سلمان وصعود ابنه محمد إلى السلطة كولي للعهد.

وهو الذي دفع بهذه التغييرات بالإضافة لارتباط صفة “البطلجة” به.

وأرسل بن سلمان القوات السعودية إلى اليمن حيث قصفت المدنيين، وأمر بحملة اعتقالات واسعة للناشطين وعدد آخر من أبناء العائلة الحاكمة.

ويعتقد بشكل واسع أنه هو الذي أرسل فرقة لقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في اسطنبول عام 2018.

ووعد بايدن بتبني موقف مختلف من السعودية التي وصفها بـ”المنبوذة” وتعهد بالدفاع عن حقوق الإنسان.

كما دعا بايدن إلى إعادة تقييم العلاقات الأمريكية- السعودية.

ولم يقدم المسؤولون السعوديون أي خطوة لمعالجة مظاهر قلق إدارة بايدن، فلا تزال القوات السعودية منخرطة في حرب اليمن.

وانتهت المحاكمة السعودية للمتهمين بقتل خاشقجي قبل أشهر بدون توجيه تهم لمسؤولين كبار أو محاكمتهم.

تخفيض التوتر

إلا أن التغييرات الأخيرة قد تؤدي إلى تخفيف بعض مظاهر التوتر في بداية ولاية بايدن.

أعلنت الهيئة السعودية لحقوق الإنسان يوم الإثنين عن حالات الإعدام التي نفذت العام الماضي.

وعددها 27 حالة مقارنة مع 184 حالة في 2019، والذي جعلها في المرتبة الثالثة بعد الصين وإيران.

وعادة ما انزعجت الدول الغربية من طريقة تنفيذ الأحكام، حيث يتم وضع قناع على وجه المدان ويقوم السياف بقطع رأسه في ساحة عامة.

وأشارت الهيئة إلى أن تراجع حالات الإعدام نابع من وقف عقوبة الإعدام على الجرائم المتعلقة بالمخدرات والتي كانت تمثل الجزء الأكبر من الأحكام الصادرة في الأعوام الماضية.

انتقادات حقوقية

ورحب كوغل بوقف أحكام الإعدام مع أنه ليس متأكدا إن كانت ضمنت في القانون.

وأشار إلى أن التنظيمات الجديدة لم تنشر بعد، وبيان الهيئة السعودية نُشر بالإنكليزية فقط وليس العربية.

وأضاف أن إعدام عدد قليل لا يلغي أن النظام القضائي السعودي “متحيز وغير منصف”.

السعودية حذفت الكثير من المواد التي تعتبر معادية للسامية، وكذا النصوص التي تحث على الجهاد، وتلك التي تهدد المثليين بنار جهنم

وقال بن هبارد إن السعودية حققت تقدما في إزالة التعليقات المزعجة لغير المسلمين من الكتب المدرسية.

والتي كانت سببا في إضعاف العلاقات مع الولايات المتحدة.

وطالما اشتكى المسؤولون الأمريكيون من المقررات الدراسية السعودية التي طالما حثت على الجهاد والشهادة.

وصورت اليهود والمسيحيين بالأعداء، خاصة بعد هجمات 9/11 التي شارك فيها 15 سعوديا من أصل 19 منفذا.

تغيرات المناهج

ورغم التعديلات التي جرت على المقررات المدرسية خلال السنين الماضية، إلا أن المحتوى المثير للجدل، ظل كما هو.

وتمت إزالة الكثير الآن، ففي مراجعة للمقررات الدراسية لعام 2020- 2021، تبيّن أن الكثير من المواد التي تعتبر معادية للسامية قد أُزيلت.

وكذا النصوص التي تحث على الجهاد، وتلك التي تهدد المثليين بنار جهنم.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف