التعليم في موريتانيا هل من منقذ لمستقبل الأجيال؟ "خاص"

سبت, 02/06/2021 - 21:47

نواكشوط ـ وكالة العرب الإخبارية "خاص"

إلى أين يتجه التعليم في موريتانيا ؟ ومن يحمي مستقبل الأجيال القادمة؟ هل سيصبح النجاح كأي سلعة تشتريها من دكان وتبيعها في آخر؟

لقد عرفت موريتانيا منذ أقل من ثلاثة عقود عدة أنظمة متعاقبة حاول كل منها أن يضع بصمته على نظام التعليم في موريتانيا، لكن أيا من هذه لم يفلح في تقديم حلول مجدية لمشكل التعليم في الوطن، وظلت جميعها تعيد نفسها في حلقة مفرغة، فأصبح لدينا جيل لا يعرف اللغة العربية ولا اللغة الفرنسية.

ومؤخرا قامت وزارة التهذيب الوطني، كخطوة نحو علاج هذه الأخطاء المتكررة بالاعلان عن إجراء تقويم للمعلمين في الميدان لمعرفة مستوياتهم ومكان الخلل في البنية التعليمية، وفي هذا السياق قال وزير التهذيب الوطني والتكوين التقني والإصلاح محمد ماء العينين ولد أييه إن 4% فقط من المعلمين الموجودين في الأقسام الدراسية هم من يمتلكون الخبرة لتدريس 80% من البرامج التربوية، وأوضح الوزير في لقاء مع مجموعة من المعلمين على هامش جولته بالدخل، أن هذه المعطيات تعود إلى نتائج تقييم علمي أجراه مؤخرا شركاء دوليون لقطاع التعليم في موريتانيا، مشيرا إلى أنه لم يكن يود التصريح بهذه المعلومات.

يقول الاستاذ المستقيل خالد الفاضلي إن اصلاح التعليم لن يتم قبل أن  يتم- تطهير مصالح القطاع من الموردين الفاسدين. الذين كانوا يوردون لنا الطباشير الشبيهة بالمسامير، فبدل أن تترك أثرا واضحا على قسمات السبورة فإنها تأخذ بعضا من طلائها. أما ما يحدث في "الكتاب المدرسي" فقصة أخرى طويلة. مرة فاجأني أحدهم لما أخبرني اكتشافه تراخيص كثيرة لدور نشر موجودة في البلاد، وأصحابها لا يمتلكون إلا الحقائب(كراطيبل)..

ويتم  زرع كاميرات عالية الجودة والدقة بمصلحة المصادر البشرية في الوزارة(مركز تهريب المدرسين والتحايل على الرواتب)..

- ويتم تحسين رواتب المدرسين وعلاواتهم خاصة الممسكين منهم بالطباشير حتى يصبح القطاع مصدر جذب للدكاترة والمهندسين الراغبين في العمل. مع تجميد كل أنشطة المدارس العليا لتكوين المدرسين، وجعل فترة التكوين تطبيقية 100% وأقصر عمرا مع التوجيه. والاحتفاظ بمجسمات مدارس التكوين؛ لتكوين المفتشين الصارمين والجادين؛ وجعلها منطلق الرقابة والتفتيش، مع تكثيف التكوينات المستمرة والدورية للمدرسين في مستجدات تخصصاتهم والعوائق التربوية التي تولد مع التطور التكنولوجي المتسارع..

- فصل التعليم عن السياسة المحلية حتى لا يصبح مثلا التقري العشوائي أكبر خزان يستنزف ميزانية التعليم في الفراغ. مثلا تجد قرية ما تقيم بها أسر قلائل لديها مدرسة مكتملة بينما قرية أخرى بها مئات الأسر تحتوي مدرسة غير مكتملة الطواقم وغير مجهزة..

من جهة أخرى فقد اعتبرت منسقية التعليم الأساسي تصريحات وزير التهذيب الوطني والتكوين التقني والإصلاح ماء العينين ولد أييه مهينة لها والتي قال فيها إن 4% فقط من المعلمين الموجودين في الأقسام الدراسية هم من يمتلكون الخبرة لتدريس 80% من البرامج التربوية.

واعتبرت المنسقية في بيان صادر عنها اليوم السبت تريحات الوزير "إساءة واضحة على لجان المسابقات وعلى مدارس التكوين والمكونين والمفتشين قبل أن تكون إساءة على المعلمين".

إنه لا نهوض بدون نجاح لأية دولة قبل نجاح التعليم وقبل جعل المدرس في ظروف جيدة تخوله ممارسة مهنته باتقان، فالتعليم هو رافعة الحضارة وأساس التقدم والازدهار، ولا نجاح للتعليم قبل القضاء على اللوبيات المستحوذة على وزارة التعليم والمتحكمة في عمق القطاع.

إن نظام ولد الغزواني لم يضع يده على الجرح، في طريقه نحو إصلاح التعليم؛ بقدر ما أثار انتباه الرأي العام قليلا ليوهمه أنه يريد أن يفعل شيئا وهو في الحقيقة يسير في خطى التخبط.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف