بسبب تصرفاته الطائشة..دعم العائلة المالكة لبن سلمان شبه معدوم

اثنين, 10/10/2016 - 08:28

تساءل الباحث الأمريكيّ، سايمون هندرسون، عن مدى درجة ثبات الأيدي على عجلة القيادة في السعودية منوها الى ان هذا السؤال يحتاج إلى متابعة فورية، عن أيّ أيدي نتحدث؟ حيث يبدو أنّ هناك عدد كبير جدًا منها. فنظريًا، يحكم المملكة الملك سلمان، لكنه يبلغ من العمر 80 عامًا ويعاني من أوجه قصور جسدية وعقلية، وهو أمر طبيعي بعمره.

ويتابع الباحث قائلا، من يبرز شخصان آخران في الواجهة: ابن شقيق الملك، وزير الداخلية وولي العهد الأمير محمد بن نايف وابن عمه الأصغر سنًا، وزير الدفاع وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وفي منهجية القيادة يفضل محمد بن نايف المنهج البطيء، بينما محمد بن سلمان هو في عجلة من أمره للوصول إلى وجهته.

وبرأيه، من حيث السياسة، يترجم ذلك بكون محمد بن نايف صوت الاستمرارية، والذي يعني عادة بالنسبة للسعوديين أنّه لا يفعل شيئًا. أما محمد بن سلمان فهو رجل العمل، يتمتع بأفكار عظمى لتحويل المملكة، على الرغم من أنّ المتشائمين يعتبرون أنه يمكن تلخيص الأمر بكلمتين: السلطة والثروات. وهناك حكاية عنه تروى باستمرار ومفادها أنّه ترك ذات مرة رصاصة على مكتب مسؤول كانت لديه الجرأة في تحدّي طموحاته. وتابع أنّه منذ وفاة الملك عبد الله، ساد التوتر والتنافس بين هذين الأميرين في المملكة.

ويتففق الأميران على أنّ إيران هي التحدي الأكبر امامهما، لان طهران تسعى إلى إعادة ترتيب ميزان القوى الإقليمي بحسب رايهما. وتمثلت اولى خطواتهما بصد الايرانيين عن اداء مناسك الحج، واطلاق تحالف سعودي لمواجهة جماعة انصار الله المدعومة من قبل ايران والذين استولوا على السلطة ( من منطلق قاعدتهم الشعبية ) ما حدا بالرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي الى الفرار للمنفى والإقامة في فندق في الرياض.

وعلى صعيد الطاقة، فعلى الرغم من انخفاض أسعار النفط بشكل مؤلم، تكمن الخلاصة بالنسبة للأميرين في عدم السماح لإيران بزيادة إيراداتها من خلال تجميد مستويات الإنتاج إلى حد ما من قبل “أوبك”.

أمّا على الصعيد الاقتصادي، أضاف الباحث، ان بن سلمان انتهج الاسلوب المغامر والفاشل الذي انتهجه في العدوان على اليمن، من خلال إطلاق برنامج تحوّل ومخطط كبير، يُعرف باسم “رؤية 2030″، لكي تتخطى المملكة اعتمادها على النفط.

وأشار الباحث إلى أنّه في اجتماع لـ “أوبك” عُقد في الدوحة في حزيران (يونيو)، اقترح وزير النفط علي النعيمي، الذي يشغل منصبه منذ فترة طويلة، تجميد الإنتاج ولكنه في اللحظة الأخيرة واجه عدة عوائق من بن سلمان، الذي يبدو أنّه اعتبر أن في الأمر الكثير من التنازل لصالح إيران. بعد بضعة أيام تمّت إقالة النعيمي.

وخلال الأسبوع الأخير من أيلول/سبتمبر فقط، برز انحراف آخر في المنهجيات المتّبعة في المملكة. فقد تم خفض رواتب الوزراء السعوديين بنسبة 20 في المائة وتم اقتطاع البدلات المقدمة لأعضاء “مجلس الشورى”. وعلى الرغم من أنّ هذه الخطوات تحمل اسم الملك السعودي، إلّا أنّ بصمات محمد بن سلمان بادية عليها.
فهذه الخطوات التي أتت بعد 20 شهراً فقط من المكافأة التي حصل عليها كافة موظفي الخدمة المدنية بقيمة راتب شهر للاحتفال بتولي الملك الجديد العرش، تعكس بالتأكيد نمطًا جديدًا من الإدارة، على الرغم من أنّ البعض قد يعتبرها مجرد تقلبات في المواقف.

من هنا، تساءل الباحث، كيف سيتم حل هذا التوتر السياسي؟ في ظلّ غياب أي انتعاش في أسعار النفط، تشمل الخيارات إعلان النصر في اليمن والانسحاب من هذه الفوضى، على أمل أنْ لا تتمكن إيران أيضًا من التعامل مع مشاكلها ( بحسب الكاتب ). ومنذ بضعة أشهر توقف الأمير محمد بن سلمان عن تصوير نفسه على أنّه “سيد حرب اليمن”. وبإمكانه السيطرة على أي نقاش في وسائل الإعلام الرسمية. ولكن السؤال الأهم هو ما إذا كان بإمكانه التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي السعودية مفرطة النشاط لكي تميل لصالحه أيضاً. فالسلوك الذي انتهجه بمرور السنين قد أظهر أن التأييد بتوافق الآراء الذي يحظى به في العائلة المالكة (آل سعود) ضئيل أو حتى معدوم. وتعني التخفيضات التي أجراها في رواتب البيروقراطيين أنه ربما فقد الدعم من الطبقة التكنوقراطية أيضاً. إذ يشعر السعوديون العاديون بألم تخفيض إعانات المرافق العامة وميزانيات الأسر الصغيرة الحجم.

وخلص الباحث الى القول ان اسرة آل سعود ستواجه صعوبات متزايدة في المستقبل بسبب الضغوط الداخلية ان لم نقل انها متوجهة نحو وضع خطر .

زهير أندراوس ــ راي اليوم

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف