جرح اللسان كجرح اليد

ثلاثاء, 10/11/2016 - 15:53
شني عبد الصمد عضو رابطة قضاة المغرب

كم من كلمة كان على صاحبها الاحتفاظ بها، لأنها قد تسبب الصراعات والأزمات الخانقة اجتماعيا، وتصنع حروبا سياسية واقتصادية، ولربما تصل إلى حروب دامية يسير خلفها الآلاف من الضحايا الآدميين وغيرهم ممن خلق الله ليعمروا أرضه، وينالوا من خيراتها وما جادت به؟ فالناس مرهونون بالخطيئة أحيانا، وكلما قل كلامهم قلت خطيئتهم، فلماذا نصنع من لساننا عدوا لنا يجر علينا سلسلة لا متناهية من زلاته، ونحن من نمسك عنانه؟
وقديما قيل:” إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب”، لكن قد يكون للسكوت آية له دلالات عديدة، وينبغي اختياره إلا في محطات بارزة، لأنه يكون عن الحق جبن ضخم كأخطبوط ينخر جسد الضعيف الوهن، وهنا يكمن الفرق بين السكوت والصمت:
السكوت هو ترك التكلم مع أنه قادر على ذلك وبهذا القيد يفارق الصمت.
الصمت يراعى فيه الطول النسبي، فهو لا يكون صامتا إﻻ إذا طالت مدة ضم شفتيه وغير ذلك يكون ساكتا.
السكوت هو القدرة على الإمساك عن الكلام متى شاء الفرد حقاً كان ذاك الكلام أم باطلا، أما الصمت فهو الإمساك عن الباطل دون الحق.
إذ لا يعني أن تختار الحركات بدل الكلام، لأن الحركات تظل بدورها كلام والسكون كلام، وكل شيء تعبير عن الكلام، إذن فليكن كل تعبيرنا ملك لساننا وحركاتنا.
فالكلام يفرز شيئا جميلا أحيانا، وشيئا قبيحا أحيانا أخرى، لكن السكون يصنع إلا الجميل، وبالحركات يكون مثل الكلام، في قبحه وجماله، فتحية لمن اختار السكون تعبيرا جميلا وفي الكلام مثله مئات المرات، وتحية لمن فهم أن جرح اللسان كجرح اليد، و تحية لمن علم أن :” جراحات السنان لها التئام، ولا يلتئم ما جرح اللسان”، و ألف تحية لمن حفظ أن ترك اللسان ينطق بما شاء قد يضرب عنقه..

بقلم ذ، شني عبد الصمد (عضو رابطة قضاة المغرب)
 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف