هَل أصبحَ أصدقاء السعودية أعداءها؟!

ثلاثاء, 10/25/2016 - 12:30
أصدقاء السعودية أعداءها

قبلَ أسبوعين فقط كان النظام المصري حليفاً للسعودية وصديقاً لنظامها، وقبلَ ساعاتٍ قليلة كانَ سعد الحريري رئيس تيار المستقبل أقرب الأبناء للنظام السعودي، وقبلهم كانت الولايات المتحدة، وأيضاً هناكَ في خانة الأصدقاء تجد المانيا وفرنسا والغرب كُله، فماذا حَصل حتى أصبحَ الكل أعداءها!
أتخذَّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موقفاً جديداً من الأزمة السورية، ومعَ إنهُ ليسَ داعماً للنظام السوري بصورة مباشرة، إلا أنهُ يسعى حالياً إلى النَظر بواقعية إلى ما يحدث في سوريا، فالإرهاب الذي يضربها قد يضرب مصر في أيةِ لحظة، مثلما يتوقع العالم كله تهديد إرهابي هنا أو هناك.
إذن؛ إنها لغة المنطق تتفوق مرةً آخرى على لغة الدم والدمار، والفكر المنحرف لا بُدَّ له أن يحارب بتكاتف الجهود، وهذا الأمر قد يكون سبباً في عزلة المملكة السعودية، التي لا تُريد أن تترك سلوكها القديم في دعم المجاميع المتطرفة، أو إشاعتها للفتنة الطائفية والسياسية، كما حدثَ في لبنان مثلاً، وكانت النتيجة شغور رئاسي دامَ أكثر من عامين!
الضربات تتوالى على المملكة، ماذا يحدث!
قبلَ خمسةِ أعوامٍ فقط، قادت السعودية فريق التنفيذ لمخطط الشرق الأوسط الكبير، جزءٌ من المخطط هو تقسيم الدول العربية جغرافياً، أما كله فهو تقسيم المسلمين إلى دويلات صغيرة، على أسس طائفية وأثنية، وكانت البداية في تونس، بما يُسمى الربيع العربي، لتمتد التدخلات السعودية في دعم الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق ولبنان ومصر وليبيا، ثم تشن حرباً ظالمة في البحرين واليمن.
هذا التغيير المفاجئ في سلوك الغرب، وتحديداً في سياسات الحزب الديمقراطي الأمريكي، كانَ سبباً لتورط المملكة في عِدة مشاكل كبيرة، أهمها: رعاية الإرهاب بصورة علنية، بعيداً عن حسابات تنظيم القاعدة أو “المجاهدين العرب” في نهاية ثمانينات القرن الماضي، ولإن السياسة أختلفت، والأطماع زادت، حاولت المملكة فرض سيطرتها على مُقدرات الشعوب، واللعب على وتيرة القضية الفلسطينية بتصالح معَ إسرائيل، لكنها فشلت.
السعودية خارج نِطاق عام التسويات!
السعودية تخسر حربها في اليمن، وتعاني من أزمة أقتصادية خانقة، على جانبٍ متصل تتصاعد وتيرة إتهامها برعاية الإرهاب الدولي، بينما تتجه سوريا نحو الحل السياسي، كذلك الحال في لبنان؛ فحليفها الحريري يُقدم ميشال عون مرشحاً للرئاسة، وهو المدعوم من حزب الله ألذ أعداء المملكة!
العراق محور التسويات، محاربة داعش بالنيابة عن العالم لهُ ضريبة خاصّة في المفاوضات، وكل الجماعات التي تعتمدها السعودية تخسر في أرض الرافدين، حتى تلكَ السياسية، فنحن اليوم نتحدث عن وحدة عراقية، وورقة تسوية تأريخية، لن تنتهي بمؤتمر الصحوة الإسلامية، ولم تبدأ بتوحيد صفوف التحالف الوطني، أو مصالحة قيادات الحشد الشعبي، بل ولا حتى التهدئة الكردية.
أيضاً؛ نقرأ المتغيرات الأمريكية وقانون جاستا، هناكَ رأي عام ضاغط على الكونغرس الأمريكي، أمتدَّ ليعبر حدود الإنتخابات القادمة، فعلى الرئيس القادم أن يتعامل معَ السعودية على أنها كيان إرهابي، ولو أشترت طائرات إسرائيلية! فخدمة أسرائيل لدى الأمريكان ليست شراء طائرات فحسب، بل هي مداراة الرأي العام الأمريكي الغاضب حقاً.
السعودية تخسر أصدقاءها، كأوراق الخريف يتساقطون من شجرة العلاقة القديمة، وكل الرهانات التي يريدها سلمان ونجله لن تنفع، فقد أصبحوا بعيدين عن عالم التسويات الكبرى، وهم أضعف حالياً من ذلك العام الذي نشأت فيهِ مُلكيتهم، وحتى لو عادَ سعود لأنتحر، فالخلّف مثل سلمان يموت سقيماً..!

مسیح حسن

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف