الحرب الروسية على اوكرانيا في ذكراها الاولى

اثنين, 02/27/2023 - 08:15

 

 

 

د . صباح نوري العجيلي

 

 

 

 

دخلت الحرب الروسية على اوكرانيا عامها الثاني في 24  شباط/ فبراير 2023 من دون أن تحقق أهدافها ومازالت المعارك والأشتباكات مستمرة، ولا أمل قريب في ان تضع الحرب اوزارها بالمستقبل المنظور، وقد تحول الصراع الى حرب طويلة الأمد بين الجانبين . ومن وجهة النظر السياسية والعسكرية فأن أبرز محطات ودروس تلك الحرب نوجزها على النحو الأتي :

 

- لم يحقق الجانبين اهدافهما السياسية والعسكرية من الحرب، حيث إن القيادة الروسية لم تنجح في محاولة استبدال القيادة الاوكرانية بأخرى موالية ترفض الأنضمام الى حلف الناتو وتمنع تمتده نحو الشرق الأمر الذي يهدد الأراضي الروسية ، كما لم تنجح اوكرانيا لحد اللحظة بازاحة القوات الروسية وأجبارها على الانسحاب من الاقاليم والمدن التي سيطرت عليها .

 

- خططت القيادة الروسية للعملية والتي أسمتها بالخاصة بأن تكون سريعة وقصيرة الأمد، لكن صمود الجيش والشعب الاوكراني قد حول مجرى الحرب الى طويلة الأمد  لم تكن في حسبان الروس.

 

-  تعمل روسيا بزعامة (بوتين) على عالم متعدد الاقطاب وتسعى لمنع أنفراد الولايات المتحدة كقطب واحد، ومهدت هذه الحرب للعودة الى ظروف الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا

 

- تحول الحرب في اوكرانيا الى حرب استنزاف ، تستنزف فيها اربعة اطراف هي روسيا واوكرانيا بالدرجة الاساس وثم الولايات المتحدة واوروبا

 

- نجاح الولايات المتحدة واوربا في استدراج روسيا الى المستنقع الاوكراني وخوض حرب طويلة الاجل لم تكن مستعدة لها.

 

- أنعكاس الحرب على الاقتصاد العالمي وارتفاع نسب التضخم واسعار الغذاء والنفط والغاز

 

- أستغلت الولايات المتحدة واوربا وقوع الحرب لفرض عقوبات اقتصادية على روسيا واخرى شملت كل جوانب الحياة .

 

- دخول حلف الناتو بقوة الى جانب اوكرانيا حيث زودتها الولايات المتحدة واوروبا بالسلاح الغربي لمنع انتصار روسيا وكسب اوكرانيا للحرب، ووصل مستوى دعمها الى درجة الشراكة في الحرب .

 

- لعب السلاح الغربي دور مهم في صمود القوات الاوكرانية امام القوات الروسية المتفوقة مادياً ، ومازال الجدال دائر حول تزويدها بالطائرات المقاتلة

 

- لعبت الطائرات المسيرة لكلا الجانبين (التركية والايرانية)  بدور مهم ومؤثر في معالجة الاهداف العسكرية مما يؤشر على أهمية المسيرات في حروب المستقبل .

 

- تتولى الولايات المتحدة وبريطانيا بتدريب الجنود الاوكرانيين على منظومات الاسلحة والدبابات الغربية وبشكل علني .

 

- ضمت روسيا في 30 ايلول / سبتمبر 2022 ، اربعة اقاليم اوكرانية محتلة جزئياً بالقوة وهي لوهانسك ، دونتيستك ، زاباروجيا وخيرسون والتي تشكل حوالي 15% من اراضي اوكرانيا وأصبح بحر أزوف بحراً روسياً داخلياً، وهذا مخالف للقانون الدولي الذي يعارض ضم الاراضي بالقوة .

 

- دخول ايران في شراكة عسكرية مع روسيا وتزويدها بالطائرات المسّيرة بدون طيار التي تستخدمها ضد القوات والبنى التحتية الاوكرانية ، في مقابل حصول ايران على اسلحة روسية حديثة لاسيما الطائرات المقاتلة من طراز سوخوي -35

 

- استدعاء الجانب الروسي للاحتياط بعدد يزيد على 300 الف جندي احتياط 

 

 - تعول روسيا على استخدام الصواريخ لقصف اهداف اوكرانية استراتيجية بعيدة المدى بدلا من استخدام الطائرات المقاتلة .

 

- كبر حجم الخسائر لدى الجانب الروسي بحدود 200 الف جندي حسب التقديرات الامريكية ، بسبب سوء القيادة وضعف التدريب وزج الجنود الاحتياط بدون تدريب واستخدام الجانب الاوكراني للاسلحة الغربية بخاصة صواريخ ضد الدبابات نوع جافلين والطائرات والصواريخ نوع هيمارس الامريكية.

 

- أضطرت القيادة الروسية لأستبدال القيادة العسكرية في اوكرانيا لأكثر من مرة حتى وصل الأمر الى تكليف رئيس اركان الجيش الروسي بقيادة القوات في اوكرانيا .

 

- خصخصة الحرب حيث استخدام المرتزقة والمتطوعين للقتال مع الجانب الاوكراني، واشراك شركة فاغنر الروسية للحماية الخاصة بالقتال بالوكالة مع القوات الروسية بعد أستقطاب سجناء روس مدانين، وتشير تقارير البيت الابيض الى  تكبد الشركة ثلاثين الف قتيل .

 

- الجيش الروسي يعاني من ثغرات في التدريب والتسليح ولم يكن مستعداً للحرب لاسيما وانه في التسلسل الثاني على قائمة الجيوش العالمية بعد الجيش الامريكي .

 

- تزويد الولايات المتحدة واوروبا للجانب الاوكراني بالدبابات الغربية وتوقع معارك دبابات عنيفة في الربيع القادم .

 

- على مستوى المدنيين فقد خلفت الحرب الملايين من اللاجئين المدنيين الاوكرانيين حيث يقدر عديدهم ب 3،7 مليون لاجئ ، في حين نزح مايقدر بنحو 6.48 مليون شخص داخل البلاد .

 

- الحرب ستطول وتستغرق وقتاً اطول مما توقعته القيادة الروسية

 

- روسيا لن تتراجع عن الحرب ولن تقبل الخسارة لأنها قد تنعكس على الوضع الداخلي و تطيح بالرئيس بوتين وتشهد روسيا  حربا اهلية .

 

- لن تستخدم روسيا السلاح النووي الا  في حالة شعورها بانها سوف تخسر الحرب .

 

- الحرب تفتح الأفاق امام الصين بضم تايوان بالقوة .

 

- تقف الصين وكوريا الشمالية وايران وبلاروسيا الى جانب روسيا في الحرب وقد تشكل حلفاً سياسياً بالمستقبل مناهضاً للغرب . 

 

 

وبالختام مهما طالت الحرب وعلى الرغم من تعقيداتها وتضحياتها وخسائرها ستتوقف يوماً وسوف يجلس الفرقاء على مائدة المفاوضات للخروج بحل دبلوماسي للازمة في اوكرانيا.   

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف