لا يخدعنك المظهر .…

أربعاء, 03/29/2023 - 23:24

 

 

مصطفى عبد الله الظاهر

لعلك تعلم علم اليقين أن (قد) إذا دخلت على الفعل الماضي أفادت التحقيق كقولنا : قد فاز المتسابق أما اذا دخلت (قد) على الفعل المضارع فهي تفيد التقليل ولكننا اليوم ننظر في أمر ظاهره لا يوحي بما في باطنه لاننا حين نحسن الظن والثقة مطلقا قد نخطئ الهدف  فالمظهر على سبيل المثال كثيرا ما يخدع الناس  ولنقرأ قصة جميلة تصب في صلب مقالنا هي مقامة ادبية على لسان الهدهد رواها في احد كتبه الشيخ الظاهر فقال : روى احد  أحفاد هدهد سليمان عليه السلام قال : اشتد العطش بطائر جميل صغير فقصد ارضا فيها نبع ماء عذب فحط على شجرة  بمقربة الماء  لكنه لم ينزل لغرض الارتواء  لأنه توجس من الأطفال خيفه  واحس في قلبه وجيفه  وظل على الغصن حتى غادر الصغار . 

 

 

 

وبعد ساعة ثقيلة من الانتظار  إذا بشيخ ذو لحية بيضاء وعمة مكورة صفراء  وطغراء في ام الجبين   كل ذلك يؤكد انه رجل رزين  ومؤمن أمين  لا سيما لحيته  وكذلك جبته وخشوعه الذي هو من أثر العبادة وكثرة القيام و السجود  وجبين  طال ما عفره في التقرب من المعبود ولقد اطمأن الطائر حين سمع الشيخ يقول : سبحان الله ما اجمل هذا الطائر وما أحلاه فنزل الطائر ووقع في حظه العاثر  فقد رماه الشيخ بحجر غادر فقلع احدى عينيه  فاسرع الشيخ ذو اللحية البيضاء للامساك به ولكنه اخفق  فراح يضرب كفا بكف وشهق وحملق  ثم راح يلعن الطائر  كابرا عن كابر غير ان الطائر لم يكتف بهروبه وخلاصه  لكنه قرر ان ينال الشخ ما يستحقه من قصاصه  فقصد النبي سليمان وقص عليه ما حدث وما كان  فامر النبي باحضار الشيخ الى الديوان  فساله لم فعلت ما فعلت ؟ فسكت ولم يجبه بأي جواب  فصدر الامر بالعقاب وذلك . بقلع عين الشيخ في الحال  لكن الطائر التمس النبي وقال  ليست عين الشيخ يا مولاي ما اصابت عيني بل لحيته البيضاء وجبهته و طغرتها السمراء  فلو نتفت لحيته وشوهت سحنته حققت رجاي  وانقذت كل من ينخدع بها من الطيور سواي وتنقذ كل مسكين غشيم  من كل محتال رجيم . فليست العبادة (لحية وجبين معفر وسبحة وخاتم )  مما ينخدع بها العالم  بل سلوك واستقامة و طاعة لله  وكرامة  وبعد حوار نال الطائر ما ابتغاه … 

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف