الغدير درس أبدي

ثلاثاء, 07/04/2023 - 14:54

يوسف السعدي
يوم الغدير حدث فيه آياتٌ بيّنات ودلائل ظاهرات، وحقائق باهرات وأنوار لامعات.. فهو اليوم الذي أثمرت فيه شجرة النبوّة بالولاية العلوية، وتنوّرت آفاق الهداية بأشعة الشمس الحيدرية، وتمّت السنّة النبوية بالخلافة المرتضوية، إنّه عيد ربنا الأكبر الذي سمّي في السماء بيوم العهد المعهود، وفي الأرض بالميثاق المأخوذ والجمع المشهود، على تلك الجوهرة ربانية صنعها الله المبدع ، وصاغها محمّد الأمين.
أنّ قضيّة غدير خمّ لا تنحصر في كونها حادثة قام فيها النبيّ بتقديم رجل على الأمّة بصفته إنسانًا ذا أهليّة لكي يتّبعوه ويستفهموه عن أحكامهم ومسائلهم الشرعيّة، بل تتعلّق بتقديم فرد يُمكنه إدارة شؤون الحكم، ويكون عادلاً وأمينًا حكم فيهم بالعدل؛ ولن يُرجّح المصالح الشخصيّة على مصلحة المجتمع.                               أنّ الحكومة مسؤولة أمام الناس وتجيب على أسئلتهم، هو الحاكم المسؤول والمتجاوب، ويُلبّي للناس احتياجاتهم، لذلك فحادثة الغدير  حيّة معاصرة، حاجة دائمة في كلّ العصور، لأنها تحدد صفات التي يجب ان تكون في الحاكم وكيفية ادارته لحكمة.

الرسول الأكرم حدد النقطة الأساسيّة؛ وهنا ينبغي علينا التدقيق كثيرًا، "ألا منْ كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وأنصر من نصره وأخذل من خذله"  فحقّ الناس في الاختيار سواء في المسائل الشخصية، أو المسائل الاجتماعية، أو في كل ما يخصّهم من مسائل مهما كانت [هو بيد النبيّ] فإن لم أمتثل لأمر النبيّ، فسأكون مرتكبًا للحرام، تلك الولاية الموجبة للتأثير، أو للإنشاء، فأمر الرسول  ليس إخبارًا، او سؤالًا ولا استفهامًا.
بناء على هذا فإنّ الرسول  لم يأت وينصّب أمير المؤمنين لأجل الحكومة الظاهريّة، بل يوم الغدير كان لتنصيب الحلَقة التي تربط بين الإنسان وبين ربه, وسيحمل لكم التّغيير، والرُّقي، وإنّ الحلقة التي تربط الإنسان بخالقه هي عليّ لا غير، لأنه يمتلك عين الضمير الحي وإن صلُحت هذه العين، فالعين الأخرى [العين الظاهريّة] ستبصر بشكل صحيح، وأمّا إذا فسدت تلك العين فسوف تفسد هذه العين كذلك، معه نضمن السّعادة والنّجاة والفلاح.

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف