المَجدُ للكراسي !

أحد, 07/09/2023 - 21:47

بقلم : سعد احمد الكبيسي

ماتتْ خادمة كبير القضاة ، فجاء التّجارُ والأعيانُ ووجهاءُ البلد يعزّونه بها ... وعندما ماتَ كبيرُ القضاة ، لم يحضرْ جنازته من هؤلاء أحد، فقد كانوا يُباركون لكبير القضاة الجديد منصبه ! ثمّ إنّ المجد للكراسي !

 

ونحن نتابع التحولات الإدارية في محافظة الأنبار من إقالات واستقالات واعتقالات نتيقن تماماً أن هناك دروس ورسائل، وهي أن دوام الحال من المُحال، وللزمن أحوال، والدنيا دولاب لا يكف عن الدوران، ولا  أحد يبقى في القمة، وقد قال هارون الرشيد: ما أحلى المُلك لولا الموت . ودرسٌ عظيم الى  عُبَّاد الألقاب ، وأسرى  المناصب والألقاب ، والفَشخرة الفارغة أن امشوا في الأرض هوناً فهي فانية . لا غنى يدوم ، ولا فقر يبقى ، لا صحة إلا ويعقبها مرض، ولا وظيفة مرموقة إلا ولها من تقاعد ، مدير يأتي وآخر يذهب، نائب اليوم تحت قبة البرلمان وغدًا مواطن عادي على أبواب الدوائر .

 

وأنت ياصاحب المنصب لقد بلينا بغيرك فلا تكن ثانية علينا ، فقد أتعب أهلنا ما حل بهم  فلا تكن جرحاً آخر ولا سيفاً يقطع ما بقي من رقابنا ، فلا يغرنك ما حزت عليه فلو دامت لغيرك ما وصلت إليك! والدرس المهم  والأهم هو أنّ هذا العالم مليء بمنافقي السّلطة والمنصب ، وأن أصحاب المناصب سيعرفون عندما تزول مناصبهم أن هذا التوقير والتبجيل لم يكن لهم وإنما كان للكراسي التي يجلسون عليها !  القضية باختصار : لا مجد للنّاس، المجد للكراسي !

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف