مدائن البٌعد

 

ميس خالد

 

غنِ ...

وراقصني ..

إكسِر هذا السكونْ الصاخبْ

لينهضَ النايُ من سباته

ويبعثٌ في فراشات روحي حنينها

 لحفيفِ الورد

التقيتُكَ منذُ ألف نبض

وما زلتٌ حتى هذهِ اللحظة أجهلُ غموضك

أي الزوايا تدلّني على مفتاحِ قلبك الزئبقي

متى يحق لي

 أن أقرأ موسوعةَ عينيك المليئةِ بالأسرار

بحرٌ أنت

جرفني موجهُ إلى ما شاء الشِعرٌ وأبعد

ما أجملَ الوهم الذي يحملك إليّ.. على متن فكرة

أغوصٌ عبرها في بحرِ هواك

أجمعُ ياقوت الإحتِضان..

 وزمرّد القبل .. في سلال الأماني

وأوزعها على فلذاتِ لهفتي بالتساوي

أرصّعٌ مخملَ الليلِ بماسات جنونك

وأشاطركَ رقصة الأصابع على جليد الخيال

أَعتقني من فوضاهم..

 لأعيشك وحدك

لا شريك لي بقلبك.

أيها الشاعر الغجري الذي

يعجن القصائد من طين نزقه 

مفخخٌ أنت بالأسرار

تتفجر بهدوء.. على مرايا انتظاري

لتتناثر أشلائي في هواك القلق

حين أبادلك الأشواق على محطات اللقاء

أسافر بعيدا.. 

في جزر عينيك على بساطِ الثمل

أضعُ قلبي على شرفةِ نبضك

وأشرع نوافذ الروح لأستنشق ملامحك بشهقة الإمتلاء

كم أعشق ولعي المصابُ بك

وأعشق حمّى اللهفة الساكنة بين حنايا أضلعي

حين أبادلك الأشواق

تنهال مدائن البعد.. 

وأبنية الكآبة المنتحبة على أكتاف المسافات

ومئات الزنازين المجهولة..

 في قفصي الصبري

بزلزال وجهك الموشوم على نوافذ أحداقي

أحتاج دفء أصابعك.. 

وهي تنمو فوق جلدي الغض 

تعال واطلق سراحي ..

 من كل هذا الوهم

جئتك متعبة..

 يكاد ينام كلّي على بعضي

جئتك مثقلة بأحمال هواك فعانقني ..

 ولا تهرب 

فقلبك عندي..

سأعقد قران لهفتي على وحشة المكان

لعلي أرشي القفص بفرضية اللقاء

وسأشعل آخر سيجارة ادخرتها 

في علبة الحنين إليك

وسأطلب مني أن أقرأ آخر ما كتبت

وسأصغي لي بقوة وأنا أقول :

أيها الغجريُ الأنيق الذي يغمرني بنأيه

لا تمعن طويلاً في الهروب..

 فأنا ابنةُ البوح

وأنت سرّ الجاذبية..

يبهرني تناقضُ أمزجتك

حين تضمّها لحظة اللقى

يا رجلا تقطّنه آلاف النساء.. و (أنثى)

عجزت أن توحّدهن في قلبها الصغير

لترضي رجولتك الصاخبة

كم أحب صوتك

حين يشعل الليل بضوء من الوجد

ويعلن تجوال النشوة داخل شراييني

لأكون بكامل لهفتي ..

 وبكامل طاقتي الأنثوية

فأستسلم لمشاكسات جنونك

كم أهوى قدرتك الشاسعة على خداعي

حين تروض حواسي لصالحك

وتضرم الحرائق فينا.. 

حتى رماد القفص .