ماذا حدث لطائرة قائد فاغنر؟

خميس, 08/24/2023 - 11:56

أسئلة كثيرة لا تزال تلف حادثة مصرع قائد فاغنر يفغيني بريغوجين وسط سيل من الفرضيات لم تستثن التصفية الداخلية من المجموعة أو الانتقام.

وحفلت التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي الروسية، أكانت لحسابات قريبة من المعارضة أو من فاغنر، بالترجيحات التي تتوافق مع تحليلات مراكز الأبحاث الغربية حول أن حياة بريغوجين أصبحت مهددة مذ تمرّد على القيادة العسكرية الروسية في يونيو/حزيران الماضي.

أين جثة قائد "فاغنر"؟

وقالت مؤسسة شركة "آر بوليتيك" للتحليل، تاتيانا ستانوفايا، "قلما تهمّ أسباب تحطّم الطائرة، فالجميع سيرون ثأرا وانتقاما، والكرملين لن يناقض بالضرورة وجهة النظر هذه".

ولم يعلّق الكرملين أو وزارة الدفاع الروسية بعد على الحادث الذي يرجح أن يكون قد أودى بحياة بريغوجين، لكن هيئة الطيران الروسية أكدت وجود بريغوجين والرجل الثاني في فاغنر دميتري أوتكين، على متن الطائرة التي تحطمت في مقاطعة تفير، شمال العاصمة الروسية موسكو.

في الوقت نفسه، نعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بريغوجين ووصفه بأنه "رجل واجه أقدارا صعبة، وارتكب أخطاء جدية، لكنه كان شخصا ورجل أعمال موهوبا"، معربا عن تعازيه لأسرته.

وحتى الخميس، لم تقدّم السلطات الروسية رواية مرجحة لأسباب تحطم الطائرة، ما ترك الباب مفتوحا أمام سيل من التكهنات والأسئلة بشأنه.

صاروخ دفاع جوي؟ 

فتحت السلطات الروسية تحقيقا بشأن انتهاك قواعد الملاحة الجوية، وحضرت عناصر من لجنة التحقيق التي تتولى البحث في الجرائم الخطرة، إلى مكان تحطم الطائرة بعد أقل من 24 ساعة على وقوع الحادث.

ولم يعد لمجموعة فاغنر أي حساب رسمي على منصات التواصل منذ 26 يونيو/حزيران الماضي، وآخر ما نشرته كان تسجيلا صوتيا لبريغوجين.

لكن حسابات قريبة منها تحدثت عن "إسقاط" الطائرة بصاروخ من نظام "إس-300" للدفاع الجوي، من دون أدلة على هذه الفرضية.

وسارعت الحسابات على منصات التواصل إلى طرح هذه الفرضية بعيد الإعلان عن تحطم الطائرة.

وتحدث حساب باسم "غراي زون" عن "آثار (خطوط) بيضاء" لصواريخ الدفاع الجوي، وفق شريط مصوّر قيل إنه يظهر الطائرة أثناء سقوطها.

ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من صحة هذا الفيديو المتداول، لكن صورا وأشرطة أخرى أمكن التحقق منها، تظهر الطائرة التي ورد اسم بريغوجين على لائحة ركابها، وهي تسقط من الجو بطريقة لولبية.

وألمحت رئيسة تحرير شبكة "آر تي" التلفزيونية التي تعدّ مقربة من الكرملين، إلى فرضية قتل بريغوجين.

وكتبت عبر منصات التواصل "شخصيا، أميل إلى (الفرضية) الأكثر ترجيحا".

قيادات فاغنر 

تحطمت الطائرة في منطقة تفير شمال موسكو خلال رحلة بين العاصمة موسكو ومدينة سان بطرسبرغ، وكان على متنها عشرة أشخاص بينهم ثلاثة من أفراد الطاقم، وفق قائمة نشرتها هيئة الطيران.

وأكدت وزارة الطوارئ الروسية مصرع جميع من كانوا على متن الطائرة.

ونشر موقع "دوسييه" (ملف) التابع لرجل الأعمال المعارض ميخائيل خودوركوفسكي المقيم في المنفى، نبذات مقتضبة عمن كانوا على متن الطائرة، وبعضهم من كبار قادة فاغنر.

وكان أبرزهم الذراع اليمنى لبريغوجين، دميتري أوتكين، الرجل الحليق الرأس والمعروف بملامحه الصلبة وآرائه المتعاطفة مع النازيين الجدد، والذي يعتقد أنه عمل سابقا في صفوف جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية.

ووفق الموقع، كان أوتكين "المسؤول عن القيادة والتشكيل القتالي لفاغنر.

ومعه كان فاليري تشيكالوف، أحد مديري شركة "كونكورد" التي أسسها بريغوجين، وعمل معه منذ مطلع القرن الحالي، وقد أشرف على مشاريعه المدنية في العالم مثل التنقيب الجيولوجي، إنتاج النفط، أو الزراعة، بحسب الموقع.

أسئلة 

يقدم محللون سلسلة من الأسباب التي لا تستبعد أن يكون لتمرد فاغنر دور في مصرع قائدها، ويضعون الفرضية على رأس السيناريوهات المرجحة.

ويعتقد هؤلاء أن الرئيس الروسي بوتين ربما اختار هذه المرة "ثأرا مبكرا" خلافا لعادته في الانتقام المتأخر.

وطرح السفير الأمريكي السابق في موسكو مايكل ماكفاول أسئلة عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، منها "لماذا قتل بريغوجين بهذه الطريقة الدرامية؟ لماذا سمح لبريغوجين بلقاء قادة أفارقة خلال قمة سانت بطرسبرغ" في يوليو/تموز الماضي".

كما سأل عن سبب السماح لمؤيدي فاغنر "بالتحدث عن الانتقام عبر منصات التواصل الاجتماعي الآن".

التصفية الداخلية مرجحة أيضا، حيث يعتقد مراقبون أن فرضية اغتياله بقرار داخلي مرجحة بقوة، في ظل خلافات وصراعات وانشقاقات طفت للسطح خصوصا بعد محاولة التمرد الفاشلة.

لكن على الخط نفسه، تظهر فرضية أخرى وهي احتمال أن يكون لأوكرانيا دور في ذلك، حيث لا يستبعد مراقبون أن تكون أذرع كييف قد امتدت لقائد فاغنر، لإدراكها أن أصابع الاتهام ستوجه لموسكو بديهيا.

وبين جميع تلك الاحتمالات، تظل اللحظات الأخيرة في حياة قائد فاغنر وبقية الركاب غامضة، في ضبابية قد لا تقشعها جميع التأويلات مهما تعددت وتكاثرت.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف