شهيــد المحــراب هذبنــي ..!!

سبت, 01/13/2024 - 23:16

 

حسين نعمة الكرعاوي

 

مُنذ نعومة أظافري، وأنا أسمع الصوت وصداه، وأصول وأجول في أعماق التفاصيل، لا تغريني الشكليات، ولا أميل للمظاهر الخداعة، أؤثر ولا أتأثر، أبحث عن الحقيقة الكاملة وأن كانت في قمم الجبال، او أعماق البحار، ولا يهمني ضيق الوديان أو عمقها، وينتهي النقاش عندي بسؤال (كم عمرك؟) الذي لا أجد فيه أي غاية سوى محاولة كسب حجة تلقى عليّ، وكأن من يُناقشني كان يشاطر النبي (ص) غار حراء حتى بات يؤمن بان الاسلام رسالة سماوية وليست اجتهادا من محمد، او كان حاضرا في غدير خم وأدرك الحق حتى وان أختلف الأصحاب قبل الأغراب، او قاتل مع علي (ع) او ربما كان في جيش الحسين (ع)، او جالس في بيته ينتظر الحجة (عج)، فهل هذه الحقائق تستوجب العمر ام العقل؟ الجهل ام المعرفة؟ الحقيقة ام الاجتهاد؟ لكن الجواب سيكون يسيرا لو سرنا وفق قاعدة ان الامويين والعباسيين كانوا يقاتلون محمد وآل محمد (ع) ويطلقون على انفسهم لقب (أمير المؤمنين).

 

شهيد المحراب (قده) مجرم بحق العراقيين..!!

 

مما لا شك فيه ان الحقيقة تحضر باليقين وتغيب بالشك، لاسيما اذا كانت قنوات النقل الحصري "بعثية الهوى والهوية" سواء عبر شاشات التلفاز أو مكبرات "الراديو" او حتى حديث الأزقة والشوارع، فالتقارير تتتجول في الأرجاء أكثر من البشر، والرعب يُضيق البيوت ويحولها لخنادق، حتى كلمة (أقرأ) في مقدمة الوحي تحولت لصورة في مناهج الأطفال كُتب تحتها "الرئيس القائد"، وأبجدية الأحرف اللغوية، والمفردات الطموحة الوردية، تحولت لركام أحلام رمادية في احدى حفر القتل الجماعي، وحين اكتملت اركان الجريمة، حضر جميع اطراف القضية للمحكمة الا الجاني، فالمتهم تحول في لحظة من الحاكم الظالم، الى المجاهد العالم، والشهود مستضعفين، اما القضاة فيتلون الحكم من أفواه معقودة بملك اللعبة، فهل من ضحى بالعراقيين من أجل حياته المليئة باللذات والشهوات هو من قتلهم ليحيا؟ ام من افنى حياته واستشهد في سبيل حرية العراقيين ورفع الحيف عنهم بعد مسيرة زاخرة بالجهاد هو من رحل ليعيشوا بسلام؟

 

 

الشروع بالاغتيال .. وإستشهاد المشروع

 

الأول من رجب في 2003 لم يكن اعتياديا لا في تاريخ العراق ولا مسيرة شهيد المحراب (قده)، ففي هذا اليوم تحديدا أُستشهد مشروع التغيير، جناة كثيرون ومستفيدون أكثر، مصالح وغايات واجندات، كأن محمد باقر الحكيم وجه  للجميع السهام في اخر خطبة له، وأطلق رصاصة الرحمة في جبين مشاريعهم، فمنهم من كان ينتظر الزعامة العقائدية، ومنهم من ينتظر المصالح السياسية، ومنهم من يسعى لاعادة سيناريو النظام البائد بوجه جديد، ومنهم من يسعى لوضع المحرك الأجنبي في الداخل العراقي، وكل هذه الأطراف متهمة بحادثة النجف الأشرف بشكل أو بأخر، اذا ما سلمنا بقاعدة " لعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به" في زيارة الإمام الحسين (ع)، واذا ما رفعت الأقلام وجفت الصحف، ستكون النتيجة مختلفة 180 درجة حاليا بين وجود شهيد المحراب قلبا وقالبا ووجوده في الصور والشعارات ومحافل الإستذكار فقط.. وللحديث بقية تُرك لإسباب يتعذر البوح بها لأن شهيد المحراب (قده) هو من هذبني.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف